أوباما يتحدث عن «تصويت تاريخي» في الكونغرس على مشروع التأمين الصحي

إندونيسيا «تتفهم» إرجاء أوباما مجددا لجولته الآسيوية

الرئيس الأميركي باراك أوباما يصافح أعضاء في الكونجرس في أعقاب توقيعه على قانون الرعاية الصحية (أ.ف.ب)
TT

اعتبر الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، أن التصويت الذي سيجرى غدا الأحد في الكونغرس على مشروع إصلاح نظام التأمين الصحي سيكون «تاريخيا»، مؤكدا أنه سيكون نهاية «نضال قرن» من أجل الأميركيين.

وقال أوباما «خلال أيام فقط سيشهد نضال قرن خاتمته في تصويت تاريخي»، وذلك في لقاء عام ضم آلاف الأشخاص في جامعة جورج ميسون في فيرفاكس (فيرجينيا، شرق) على بعد 30 كلم غرب واشنطن.

وأضاف «على بعد كيلومترات من هنا يشهد الكونغرس آخر مراحل نقاش حاسم بشأن مستقبل التأمين الصحي في الولايات المتحدة. إنه نقاش لم يندلع العام الماضي فقط، وإنما طوال القسم الأكبر من القرن الماضي»، مشيرا إلى أن الرئيس تيودور روزفلت كان في مطلع القرن العشرين أول من أطلق هذا المشروع.

وتابع «يتوسط هذا النقاش السؤال المتعلق بمعرفة ما إذا كنا سنستمر في قبول نظام تأمين صحي يعمل لصالح شركات التأمين أكثر من مصلحة الأميركيين. لأنه إذا ما فشل هذا التصويت فإن قطاع التأمين سيواصل القيام بما يحلو له».

وأكد أن شركات التأمين «ستستمر في رفض تقديم التغطية الطبية للناس، وفي رفض توفير العلاج لهم. كما ستواصل رفع المكافآت إلى 40 و50 أو حتى 60% كما فعلت في الأسابيع الأخيرة دون التعرض لأي مساءلة كانت».

وقال «إنهم يعلمون ذلك، ولهذا السبب تجوب جماعات الضغط التابعة لهم أروقة الكونغرس في هذه اللحظة نفسها. ولذلك أيضا يبذلون كل ما في وسعهم لقتل مشروع القانون هذا». وتساءل «هل سنجعل من هذا التصويت انتصارا للأميركيين؟» مضيفا «هذا هو وقت الإصلاح».

ويعقد أوباما آمالا كبيرة على تصويت الكونغرس لصالح المشروع، غير أن النتيجة غير مؤكدة بأي حال. فإلى جانب الحزب الجمهوري الذي ما زال الكثير من أعضائه يرفضون الخطة، هناك أيضا أعضاء بالحزب الديمقراطي لديهم تحفظات.

وسعى أوباما طوال الأسبوع الماضي إلى الرد على المخاوف من مشروع الإصلاح الصحي، وهو يريد أن يرفعه عن كاهله كي ينظر إلى قضايا أخرى داخلية وخارجية ما زالت معلقة.

وفي جاكرتا، أعلن الرئيس الإندونيسي سوسيلو بامبانغ يودهويونو أمس أنه يتفهم الإرجاء الجديد لزيارة نظيره الأميركي إلى جاكرتا بسبب التصويت المرتقب للكونغرس على إصلاح نظام الضمان الصحي. وقال دينو باتي جلال، المتحدث باسم الرئيس، إن الأخير «يمكنه حتما تفهم هذا (الإرجاء) لأننا تابعنا تطور الأوضاع في واشنطن»، مشيرا إلى أن الرئيس الإندونيسي «كان لديه أصلا هذا الشعور. لقد قرأ الأوضاع وتبين أن شعوره كان صحيحا». وألغى أوباما يوم الخميس خطته لزيارة إندونيسيا وأستراليا، وذلك من أجل البقاء في واشنطن وإعطاء دفعة أخيرة لمشروع قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية. وقال المتحدث الرئاسي جوليان باشا لـ«رويترز»: «بالطبع نحن اتخذنا أقصى الاستعدادات قبل الزيارة، لكن ذلك لا يعني أننا يجب أن نشعر بخيبة أمل للتأجيل.. تأجيل زيارة الرئيس أوباما إلى إندونيسيا له علاقة بمسائل داخلية ملحة، ولهذا نحن نتفهم الأمر. الإصلاح الصحي أصبح قضية ساخنة في الولايات المتحدة».

ويبرز هذا الإلغاء النادر لرحلة رئاسية إلى الخارج كيف أن التحديات السياسية التي يواجهها أوباما في الداخل بدأت تؤثر على نشاطه في الخارج، مما يثير جدلا بشأن هل قد يتعين عليه أن يقلص بعض أهداف السياسة الخارجية؟

وكان أوباما يعتزم أن يستخدم رحلته - التي كان مقررا لها أن تستمر من 21 إلى 26 مارس (آذار)، وهي الأولى له إلى الخارج هذا العام - لتعزيز روابط الولايات المتحدة مع منطقة آسيا والمحيط الهادي، في وجه تزايد النفوذ الصيني.