كلينتون ولافروف يبحثان إعداد معاهدة الحد من التسلح والشرق الأوسط

موسكو ومون يقترحان تبني إصدار وثيقة بأحكام قاطعة

TT

في محاولة لتصفية ما بقي من عراقيل تناثرت على طريق صياغة معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية «ستارت - 2»، وتحديد موعد توقيعها، استهلت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأميركية زيارتها للعاصمة الروسية بمباحثات مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف استمعت معه خلالها إلى تقريري مندوبي روسيا والولايات المتحدة حول آخر تطورات المباحثات بين وفدي البلدين. وتصر موسكو على أن تتضمن المعاهدة الربط بين الحد من التسلح ونشر عناصر الدرع الصاروخية الأميركية في شرق أوروبا.

وفي هذا الصدد، حرصت موسكو على استباق اللقاء بتصريحات رسمية أدلى بها بوريس غريزلوف رئيس مجلس الدوما حول أن البرلمان الروسي لن يصدق على المعاهدة إذا خلت من الإشارة إلى الربط بين الأسلحة الاستراتيجية الهجومية والأسلحة المضادة للصواريخ، مؤكدا قلق بلاده إزاء احتمالات نشر الصواريخ الاعتراضية الأميركية في بلغاريا. أما الجانب الأميركي فقد أشار على لسان وزيرة خارجيته كلينتون، إلى أن واشنطن لا ترى مبررا لربط الدفاع المضاد للصواريخ بالمعاهدة الخاصة بالأسلحة الاستراتيجية الهجومية. وقالت كلينتون إنها ترى أن السبيل الأفضل للسير إلى الأمام هو النظر إلى المسألتين من منظور أنهما غير متصلتين معا.

وكان لافروف التقى، أمس، أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، حيث أشار إلى أن بلاده ترى ضرورة أن تصدر الرباعية الدولية في اجتماع اليوم وثيقة تتضمن أحكاما واضحة وقاطعة تؤكد كل قرارات المجتمع الدولي السابقة حول شروط وأبعاد المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. ومن جانبه، كشف مون عن عزمه على السفر إلى منطقة الشرق الأوسط للقاء كبار المسؤولين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، مؤكدا أنه لا بديل عن المفاوضات المباشرة بينهما.

وكشف مصدر دبلوماسي رفيع المستوى عن اجتماع غير رسمي عقده ممثلو الرباعية الدولية في ختام لقاء لافروف - كلينتون في إطار جدول أعمال مفتوح يحتمل تبادل الآراء حول مختلف القضايا الدولية والإقليمية. وكانت قضايا نزع التسلح والأوضاع في الشرق الأوسط والبرنامج النووي الإيراني إلى جانب الأوضاع في أفغانستان في مقدمة جدول أعمال مباحثات الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف مع الأمين العام للأمم المتحدة. وكان مون استهل لقاءه مع الرئيس الروسي بالإعلان عن تقديره للجهود التي يبذلها من أجل تخليص العالم من السلاح النووي، معربا عن أمله في توقيع معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية في أقرب وقت ممكن.

وكانت كلينتون قد وضعت إكليلا من الزهور على قبر الجندي المجهول خارج الكرملين في موسكو، قبل أن تتوجه لحضور محادثات المجموعة الرباعية الدولية لوسطاء السلام في الشرق الأوسط ومقابلة الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف ورئيس الوزراء فلاديمير بوتين. وقال مسؤولون أميركيون إن كلينتون ستلتقي بوتين في لقاء أضيف في اللحظة الأخيرة إلى برنامج زيارتها لموسكو. وأضافوا أن الاجتماع سيعقد في مقر إقامة بوتين بالقرب من العاصمة الروسية قبل وقت قصير من مغادرة كلينتون. وقال دبلوماسيون إنه من غير الممكن تحقيق أي انفراجة في أي قضية دون موافقة بوتين الذي ينظر إليه على نطاق واسع على أنه أكثر الساسة نفوذا في روسيا.