الرئاسة المصرية لـ «الشرق الأوسط»: مبارك بدأ نشاطه بالحديث مع خادم الحرمين الشريفين عن التطورات بالمنطقة

الرئيس المصري يجري اتصالات هاتفية ويصف العملية الجراحية بـ«العلقة السخنة» ويعود إلى البلاد خلال أسبوع

TT

قالت مصادر الرئاسة المصرية، أمس، إن الرئيس المصري حسني مبارك بحث مع العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، عبر الهاتف، تطورات الأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية، وذلك في أول نشاط عملي يقوم به الرئيس مبارك من مقر إقامته في مستشفى «هايدلبرغ».

أجرى مبارك عملية جراحية في الحوصلة المرارية يوم السادس من الشهر الجاري، ورجحت المصادر أن يعود الرئيس إلى البلاد في نهاية الأسبوع القادم (أي تقريبا قبل يوم السابع والعشرين من هذا الشهر)، قائلة إن الرئيس بدأ بالفعل في ممارسة المشي في المستشفى، وأن هذا «نعتبره مؤشرا طيبا للغاية»، على التحسن الكبير في صحة مبارك وقرب حضوره إلى القاهرة.

وبث التلفزيون المصري أمس لقطات حية للرئيس مبارك وهو يتبادل الحديث عبر الهاتف مع رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور أحمد نظيف المكلف بأداء مهام الرئيس خلال غيابه. وقالت المصادر إن الرئيس وصف، خلال هذه المكالمة مع نظيف، العملية الجراحية التي خضع لها بأنها كانت «علقة سخنة» (أي شديدة). وكان الرئيس، الذي بدا بصحة طيبة ومبتسما ويربت بكفه اليسرى على المنضدة أمامه، يرتدي (بلوفر) رصاصيا مفتوحا فوق رداء أحمر قاني، ويضع على عينيه نظارة طبية. وبث التلفزيون لقطات أخرى للرئيس وهو يوقع بالقلم عدة أوراق أمامه، قدمها له الدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان رئيس الجمهورية.

وأجرى مبارك عدة اتصالات هاتفية صباح أمس من مقر إقامته في مستشفى «هايدلبرغ» بألمانيا، لمتابعة تطورات الأحداث الجارية بالمنطقة ومتابعة شؤون الدولة، وقالت مصادر الرئاسة إن مبارك اتصل هاتفيا أمس بملوك وزعماء من الدول العربية وعدة دول أجنبية، وأنه كان في مقدمة من اتصل بهم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين، حيث شكره على اطمئنانه على صحته، وأن الزعيمين تطرقا خلال الاتصال الهاتفي إلى تطورات الأوضاع الراهنة بالمنطقة العربية.

وقالت المصادر إن مبارك أجرى أيضا اتصالا هاتفيا بالزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وتشاور معه بشأن الاستعدادات الجارية لعقد القمة العربية المقررة في ليبيا نهاية الشهر الجاري.

وعلى صعيد النشاط المحلي الذي تابعه من مقر إقامته في مستشفى «هايدلبرغ»، أصدر الرئيس مبارك، أمس أيضا، قرارا جمهوريا بتعيين الدكتور أحمد الطيب شيخا للأزهر، خلفا لشيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي، ووقع أيضا على مشروع قانون بتعديل عدد الدوائر الانتخابية لمجلس الشورى في ضوء إنشاء ثلاث محافظات جديدة في البلاد مؤخرا، هي حلوان والسادس من أكتوبر والأقصر. كما وقع على مجموعة من القرارات الجمهورية تتعلق بترقيات رجال القضاء والنيابة العامة، بالإضافة إلى التوقيع على وثائق التصديق على اتفاقات دولية كان مجلس الشعب وافق عليها في وقت سابق، وكذلك التوقيع على قرار إنشاء كنيسة لطائفة الأقباط الأرثوذكس بمدينة 15 مايو بمحافظة حلوان. وبعد أن رافق الرئيس مبارك خلال إجراء العملية الجراحية بمستشفى «هايدلبرغ» عاد وزير الصحة المصري الدكتور حاتم الجبلي أمس قادما من نيويورك، وقال إن الرئيس مبارك في حالة صحية جيدة، وأنه تلقى مشاعر طيبة من كل المصريين في كل مكان للاطمئنان على الرئيس والدعاء له. وأجرى مبارك أمس اتصالات أخرى مع عدد من رجال الدولة المصرية، من بينهم المشير محمد حسين طنطاوي وزير الدفاع والإنتاج الحربي، واللواء عمر سليمان رئيس المخابرات العامة، واللواء حبيب العادلي وزير الداخلية، والدكتور أحمد فتحي سرور رئيس مجلس الشعب، وصفوت الشريف رئيس مجلس الشورى، وأحمد أبو الغيط وزير الخارجية.