فرنسا تريد إثارة موضوع تشغيل محطة بوشهر مع روسيا

الخارجية الفرنسية: تشغيل المفاعل لا يبرر استمرار تخصيب طهران لليورانيوم

TT

التزمت باريس بموقف «متمايز» نوعا ما عن الموقف الأميركي، بخصوص إعلان رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، تشغيل محطة بوشهر النووية الإيرانية المطلة على الخليج الصيف القادم. ولم تذهب باريس إلى حد اعتبار أن تشغيل المحطة «مبكر» مثلما قالت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، يوم الخميس، في موسكو. لكنها في المقابل، اعتبرت أن ثمة شروطا غير متوافرة في الوقت الحاضر، أولها وأهمها فقدان الثقة بالجانب الإيراني، مضيفة أن التشغيل يطرح مسائل مختلفة قانونية وغير قانونية.

غير أن النقطة الأساسية التي شدد عليها الناطق باسم الخارجية، برنار فاليرو، هي اعتباره أن تشغيل محطة بوشهر «لا يبرر استمرار إيران في عمليات تخصيب اليورانيوم»، باعتبار أن روسيا التزمت بتوفير الوقود النووي اللازم لتشغيل المحطة المذكورة.

وحتى الآن، كانت باريس، ومعها دول غربية أخرى، تؤكد أن البرنامج النووي الإيراني ذو أغراض عسكرية، باعتبار أن طهران تفتقر إلى المحطات المشغلة بالطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، وبالتالي فلا سبب يدعوها لإنتاج اليورانيوم المخصب بنسب خفيفة، بينما تشدد إيران على حاجتها إلى التخصيب لتوفير الوقود للمفاعلات التي ستنشئها، لأنها «لا تثق» بالموردين، ولأن تجربتها، بما في ذلك مع فرنسا وتحديدا مع شركة «يوروديف»، لا تشجع على ذلك. وينص العقد الموقع بين إيران وروسيا على التزام الأخيرة بتوفير الوقود النووي لعشرة أعوام.

وما تتخوف منه باريس أن يؤدي تشغيل المحطة، وفق ما قاله المسؤولون الروس في الأيام الأخيرة، إلى تخفيف الضغط السياسي والدبلوماسي على طهران، وعلى حملها على الاستمرار في الوقوف في وجه مطالب الوكالة الدولية للطاقة النووية، وفي وجه مجلس الأمن الدولي، في الوقت الذي تحاول فيه الدول الغربية جاهدة، التوافق على فرض عقوبات اقتصادية ومالية على إيران في مجلس الأمن الدولي.

وترى الخارجية الفرنسية أن «فقدان الثقة» بإيران وبطبيعة البرنامج النووي، الذي تقوم بتطويره، مسألة تحتاج إلى معالجة، مضيفة أنه يتعين عليها «احترام القانون الدولي، والأسرة الدولية» في كيفية تعاطيها مع الوكالة الدولة، ومع مجلس الأمن الدولي.

وأول من أمس، رفضت باريس العرض الذي تقدم به علي أكبر صالحي، رئيس الهيئة الذرية الإيرانية، الذي اقترح مبادلة 1200 كلغ من اليورانيوم ضعيف التخصيب، بـ120 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 في المائة، والضروري لمفاعل طهران التجريبي، شرط أن تتم عملية التبادل مرة واحدة، وعلى الأراضي الإيرانية. وتؤكد المصادر الفرنسية أن إيران مستمرة في المناورة، وهي لم تتوقف عن السعي لإحداث انقسامات في الموقف الدولي، معتمدة على معارضة الصين لفرض عقوبات قوية عليها، وعلى ممانعة مجموعة من الدول الأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن الدولي، منها البرازيل وتركيا ولبنان.

وتعزو مصادر فرنسية موقف باريس «الغامض» حول تشغيل بوشهر إلى العلاقة المتنامية التي تربط باريس وموسكو.