بدأت أمس في منتجع بردو قرب كرانيا السلوفينية أعمال مؤتمر «المستقبل الأوروبي لدول غرب البلقان» تحت شعار «جميعا إلى الاتحاد الأوروبي» الذي تنظمه حكومتا كل من سلوفينيا وكرواتيا، ودعيت إليه دول المنطقة ولا سيما ألبانيا وكوسوفو والجبل الأسود وصربيا والبوسنة ومقدونيا إلى جانب كرواتيا وسلوفينيا وممثل شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي ستيفان فيلي. وقال فيلي، عقب وصوله أمس للمؤتمر، إن هذا اللقاء يمثل «خطوة على الطريق الصحيح وسيكون علامة فارقة في مسيرة دول غرب البلقان نحو الاتحاد الأوروبي». وأردف قائلا: «سيتم وضع خريطة طريق لتكون جميع دول المنطقة أعضاء في الاتحاد الأوروبي خلال السنوات القادمة». وأكد على أن «تعاون دول المنطقة فيما بينها سيكون مفيدا في وقت لاحق لمبدأ انضمامها مستقبلا إلى الاتحاد الأوروبي».
من جهة أخرى أعلن الرئيس الصربي بوريس طاديتش عدم حضوره المؤتمر بسبب توجيه دعوة لرئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي بصفته ممثلا لدولة مستقلة، حيث تعترف كل من زغرب ولوبليانا باستقلال الدولة الحديثة. وقال مكتب طاديتش في بيان لوسائل الإعلام إن «الرئيس الصربي لن يحضر مؤتمر بردو بسبب وجود وفد من كوسوفو في مقدمته رئيس الوزراء هاشم تاتشي كممثلين لدولة مستقلة وليس وفق قرار مجلس الأمن 1244». وتعتبر بلغراد القرار الأممي الذي تم اتخاذه سنة 1999 هو الإطار الذي يجب وضع كوسوفو فيه، في حين تعتبر بريشتينا القرار مؤقتا ونسخ بخطة المبعوث الدولي مارتي اهتساري التي أفضت إلى الاستقلال عام 2008.
وقال رئيس الوزراء الألباني صالح بريشا «من المؤسف إلا يكون الرئيس طاديتش هنا، ولكن (إذا أراد الحضور) فإن مكانه محفوظ هنا، إنه حقا اجتماع مهم». وبدوره، قال رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاتشي إنه يحضر المؤتمر إلى جانب نظرائه كممثل لدولة مستقلة. وشدد على أن «التعاون لا المقاطعة» هو هدف دولته. وأضاف: «هذه فرصة جيدة للغاية لكي يطرح كل زعيم في بلادنا رؤيته للسلام والاستقرار والتعاون الإقليمي والاندماج في الاتحاد الأوروبي».
ويعد هذا أول تجمع كبير لدول البلقان منذ انهيار يوغوسلافيا خلال تسعينات القرن الماضي. ويشار إلى أن سلوفينيا هي الوحيدة، بين الجمهوريات اليوغوسلافية السابقة الست، التي انضمت إلى الاتحاد الأوروبي. وتأمل كرواتيا التي حققت تقاربا كبيرا مع الاتحاد الأوروبي أن تنضم إليه عام 2012. وباستثناء صربيا، يشارك في هذا الاجتماع جميع رؤساء وزراء دول المنطقة، أي ألبانيا والبوسنة وكوسوفو ومقدونيا ومونتينغرو.