السودان: الحركة الشعبية تلوح باستخدام «السلاح الثقيل» ضد المسيرية

هدوء في الجنوب بعد مقتل 13 في اشتباكات بين الطرفين

سودانيات أثناء مرورهن امام قوات حفظ السلام الدولية (رويترز)
TT

لوح الجيش الشعبي لتحرير السودان الجناح العسكري للحركة الشعبية بأنه سيضطر إلى استخدام «القوة الثقيلة» في حال استمرت «هجمات قبيلة المسيرية ضد قواته في الجنوب»، وقال الناطق باسم «الجيش الشعبي» لـ«الشرق الأوسط» إن قبيلة المسيرية «مدفوعة من جهة لا نراها ولكن نرى ظلها»، في إشارة إلى حزب المؤتمر الوطني بزعامة الرئيس عمر البشير، في حين شدد قيادي من قبيلة المسيرية في حديث لـ«الشرق الأوسط» على أن القبيلة ترفض أية قيود تفرض عليها في أماكن المرعى.

وتضاربت الأنباء حول الخسائر البشرية، لتجدد القتال بين الجيش الشعبي والمسيرية في منطقة كاي تانق في مقاطعة ميوم في ولاية الوحدة بجنوب البلاد، ففي حين قال كوال ديم كوال الناطق باسم الجيش الشعبي لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات أسفرت عن مقتل 13 وإصابة اثنين، من بين القتلى اثنان من الجيش الشعبي، و11 من المسيرية، أفاد قيادي في قبيلة المسيرية بأن قتلى القبيلة في الاشتباكات 6 أشخاص، من بينهم أعيان من القبيلة، وبإصابة 4 آخرين.

وقال ديم إن الأوضاع أمس كانت هادئة في المناطق التي وقع فيها القتال. وكشف أن الاشتباكات الأخيرة جاءت في إطار «سلسلة من الهجمات ظلت قبيلة المسيرية تشنها ضد الحركة الشعبية»، وقال إن الهجوم الأول وقع في نهاية ديسمبر (كانون الأول) العام الماضي في منطقة ديم نيام عندما رفض الرعاة من المسيرية قرارات من الحركة الشعبية بعدم الدخول إلى الجنوب بالسلاح، «خاصة أن الحركة تقوم حاليا بتنفيذ قرار بجمع السلاح في الجنوب»، حيث قاموا بقتل رجل شرطة ثم اثنين من الجيش الشعبي. وقال ديم: «وفي 12 من فبراير (شباط) الماضي هجموا أيضا على الجيش الشعبي»، وذكر أن الهجوم الأخير وقع في منطقة كاي تانق في مقاطعة ميوم في ولاية الوحدة، حيث جاءت المسيرية بقوة اشتبكت مع قوة استطلاعية للجيش الشعبي، وأسفر الهجوم عن مقتل اثنين من الجيش الشعبي وجرح 4، وقتل 11 من المسيرية، وقال إن قوة المسيرية خلفت 5 قطع سلاح منها 4 كلاشنيكوف وقطعة واحدة «جيم ثري». وقال إن الهجوم وقع لأنهم يصرون على «دخول أفراد من القبيلة إلى مناطق الرعي وبحوزتهم أسلحة أكثر من المصرح بها». ومضى يقول إن المسيرية انتهكوا اتفاقا يقضي بحمل المسيرية لعدد محدد من الأسلحة لحماية ماشيتهم عند دخولهم المناطق الجنوبية.

وردا على سؤال، قال ديم إن هناك دوافع سياسية وراء «الهجوم على الجيش الشعبي». واتهم جهات، لم يسمها، بأنها تدفع المسيرية لقتال الجيش الشعبي، وقال: «نحن لا نرى تلك الجهات ولكن نرى ظلها»، في إشارة إلى حزب المؤتمر الوطني. وقال: «ما الجديد في حركة المسيرية.. لقد كانوا يذهبون إلى مواقع الحركة الشعبية بماشيتهم أثناء الحرب بين الشمال وال جنوب»، وأضاف: «لا بد من أن هناك من يدفعهم الآن للحرب».

من جانبه، قال موسى حمدين أمين التنظيم في اتحاد قبيلة المسيرية لـ«الشرق الأوسط» إن الاشتباكات بين الطرفين سببها المراعي في المنطقة، وأضاف أن المسيرية يرفضون اتفاقا جرى بين عدد من حكام الولايات في المنطقة من بينها ولاية جنوب كردفان بأن يدفع المسيرية مبلغ 5 جنيهات في العام للرأس من الماشية التي تدخل الجنوب من أجل المرعى، وقال إن هذا الاتفاق من شأنه أن يخرب التعايش السلمي بين المسيرية وسكان الجنوب، وقال إن الاشتباكات الأخيرة تمثل إحدى الثمار السيئة للاتفاق الأخير الذي قامت به ولاية جنوب كردفان مع عدد من ولايات الجنوب وفرضته على المسيرية، وتوقع تصاعد الأحداث جراء هذا الحادث. من ناحيته، اعتبر محمد خاتم جمعة الأمين العام للاتحاد العام للمسيرية ما حدث يمثل أكبر خسارة لفكرة التعايش السلمي وبداية النهاية للتعايش بين الدينكا والمسيرية. وكانت 4 ولايات شمالية وجنوبية تتقاسم الحدود في المنطقة بين الشمال والجنوب عقدت مؤتمرا للتعايش السلمي في مدينة بانتيو عاصمة ولاية الوحدة، قررت السماح لقبيلة المسيرية بالدخول إلى الجنوب من أجل الماء والمرعى، ولكن بعدد 5 قطع سلاح لصاحب القطيع الكبير و3 قطع لصاحب القطيع الصغير، وبعد تسديد رسوم سنوية بواقع 5 جنيهات للرأس من الماشية.