مصادر فرنسية رسمية لـ «الشرق الأوسط»: إسرائيل أسدت خدمة سياسية للفلسطينيين

قالت إن بيان «الرباعية» جيد والمهم تنفيذه

TT

التقى المبعوث الرئاسي الأميركي جورج ميتشل في باريس أمس، مع وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير، بعد يوم واحد من بيان اللجنة الرباعية في موسكو حول ملف السلام في الشرق الأوسط، الذي سيكون على جدول اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي غدا في بروكسل.

ووصفت مصادر فرنسية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» بيان الرباعية بأنه جيد، ويشكل وسيلة ضغط على الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، فضلا عن أنه يعطي اللجنة دورا في متابعة المفاوضات والإشراف عليها.

وطالبت المصادر بضرورة تنفيذ مضمون نص الرباعية بحيث لا يبقى مجرد نص يضاف إلى نصوص أخرى كثيرة، مشددة على نقطتين رئيسيتين: الأولى، الجانب العملي للمفاوضات.. والثانية الإطار الزمني المفترض أن تجرى فيه، والذي يجب أن يقود إلى ولادة الدولة الفلسطينية. ودعت باريس إلى تنشيط الدور الأوروبي داخل الرباعية الدولية أو على الأقل الدول الناشطة منها مثل فرنسا.

وترى فرنسا أن استئناف المفاوضات غير المباشرة التي يسعى المبعوث الأميركي لإطلاقها يأتي في الوقت الذي ضعفت فيه ثقة الأطراف بدور واشنطن وبفاعلية تحركها. ومن هذه الزاوية، فإن ثقة الجانب الفلسطيني في الدور الأميركي اهتزت لأن واشنطن عجزت حتى الآن عن احتواء التمدد الاستيطاني، كما أنه متخوف من صفقة مصالحة أميركية - إسرائيلية على حساب الفلسطينيين.

أما الإسرائيليون فإنهم لم يفهموا، حسب المصادر، رد الفعل الأميركي، خصوصا أن واشنطن قبلت مسبقا استثناء القدس من عمليات تجميد الاستيطان الجزئية وفق الخطة التي أعلن عنها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووصفتها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون بغير المسبوقة.

وتوقعت المصادر الفرنسية أن يكون ميتشل قد طلب من وزير الخارجية كوشنير إقناع الفلسطينيين بالعودة إلى طاولة المفاوضات. وأكدت هذه المصادر لـ«الشرق الأوسط» أن «فرنسا لا يمكنها أن تلعب هذا الدور بالنظر إلى طبيعة التصرف الإسرائيلي، حيث أعلن عن إنشاء 1600 وحدة سكنية جديدة في القدس بعد 48 ساعة من حصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) على الضوء الأخضر من لجنة المتابعة العربية لمعاودة المفاوضات من غير أن يحقق مطلبه الداعي إلى وقف كامل النشاطات الاستيطانية بما في ذلك في القدس». وكشفت المصادر الفرنسية أن الرئيس نيكولا ساركوزي اتصل بنتنياهو وطلب إليه القيام ببادرة ما لوقف التصعيد والعودة عن قرار الاستيطان.

وترى باريس أنه يتعين السعي لتطبيق مضمون بيان الرباعية وبرنامجها الزمني في ظل رئاسة باراك أوباما وضرورة الاستفادة منه بأكبر قدر ممكن، إذ يجب تحاشي تبديد فرصة رئاسته من غير نتيجة ملموسة في هذا الملف.

أما بشأن التوتر في العلاقات الأميركية - الإسرائيلية، فقالت المصادر الفرنسية إنه يتعين على الفلسطينيين أن يشكروا الوزير إيلي يشاي الذي بفضله نشأت أكبر أزمة بين إسرائيل وواشنطن منذ 35 عاما. وبفضل هذه الأزمة، حصل الفلسطينيون على بيان الرباعية، وعلى إدانة جماعية أوروبية لإسرائيل بما في ذلك من الدول المؤيدة لها بشكل آلي مثل ألمانيا، وعلى إلغاء اجتماع الاتحاد الأوروبي – إسرائيل، وتجميد مشروع إعادة إحياء عملية الارتقاء بالعلاقات الثنائية الذي جمد بعد حرب إسرائيل على غزة. فضلا عن ذلك، عادت المبادرة إلى الفلسطينيين فارتاحوا دبلوماسيا بعد أن حشروا في الزاوية خلال 3 أو 4 شهور.

غير أن الرسالة الأساسية التي نقلتها باريس إلى الفلسطينيين في الأيام الأخيرة قوامها، وفق المصادر المشار إليها، تفادي العنف لأنه سيكون بمثابة كارثة على الفلسطينيين وسيقوي اليمين المتطرف بإسرائيل.