الجمهور الإسرائيلي يفقد ثقته بحكومة نتنياهو.. لكنه لا يجد مفرا منها

مع مرور سنة على حكمها

TT

«لا يهم إن كنت يساريا أو يمينيا. إنك تشعر بالخجل. شيء ما سيئ يدور من حولنا. شيء ما لا يعمل. اليد اليمنى لا تعرف ما الذي تفعله اليد اليسرى. ينقصنا قائد. في أسوأ أحلامنا لم نتخيل أننا سوف نصل إلى وضع كهذا. إننا في الطريق إلى زقاق أسود مظلم»، بهذه الكلمات لخصت محررة الشؤون الحزبية في صحيفة «يديعوت أحرونوت» رؤيتها تجاه حكومة بنيامين نتنياهو، مع اقتراب سنة على تشكيلها.

وكانت حكومة نتنياهو قد تشكلت في أواخر مارس (آذار) العام الماضي. وكتب خبير الشؤون الحزبية، ناحوم بارنياع، يقول: «في حينه، بذل دان مريدور، الذي أصبح وزير المخابرات، كل جهد ممكن لكي تنتهي المصادقة على الحكومة قبل منتصف الليلة الأخيرة من مارس، وذلك لكي لا يسجل في تاريخها أنها قامت في (الأول من نيسان)، يوم الكذب العالمي. ومع ذلك، فمع مرور سنة نلاحظ أنها كانت حكومة الكذب العالمي». وكانت الصحف الإسرائيلية قد نشرت استطلاعات رأي في ملاحق السبت، تشير نتائجها إلى أن الجمهور لا يشعر بأن الحكومة تمثله. وحسب استطلاع الرأي في«أحرونوت»، فإن 69% من الجمهور الإسرائيلي لا يشعر بالتماثل معها، فقال 64% منهم إن قراراتها وتصرفاتها لا تمثلهم، و5% لا يعرفون إذا كانت الحكومة تمثلهم أم لا.

وحسب هذا الاستطلاع، فإنه في حالة إجراء الانتخابات العامة اليوم، يستطيع حزب «كديما» المعارض، على الرغم من ضعف زعيمته تسيبي ليفني، أن يتغلب على الليكود. فقد يرتفع الليكود من 27 مقعدا اليوم إلى 29، ولكن «كديما» سيرتفع من 28 إلى 32 مقعدا. وأما بقية أحزاب الائتلاف الحاكم اليوم فستخسر من قوتها بشكل ملحوظ. فيخسر حزب «إسرائيل بيتنا» بقيادة وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، مقعدين، من 15 إلى 13 مقعدا، وسيخسر حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين مقعدا واحدا، من 11 إلى 10 مقاعد، وسيصاب حزب «العمل» بقيادة وزير الدفاع، إيهود باراك، بانهيار آخر ويخسر 5 نواب، قبل ثلاث سنوات كان 19 مقعدا فهبط في الانتخابات الأخيرة إلى 13، وسيهبط وفقا لهذا الاستطلاع، إلى 8 مقاعد. بيد أن مشكلة الإسرائيليين تظل في غياب بديل مناسب لهم عن القيادة الحالية. ففي المحصلة النهائية، لا يجدون مفرا من التصويت لأحزاب اليمين واليمين المتطرف، ويمنحونها الأكثرية مرة أخرى، 64 مقعدا. وعندما يسألون عن أي شخصية مناسبة أكثر لرئاسة الحكومة، تختار الأكثرية نتنياهو، 41%، مقابل 33% لتسيبي لفني، و11% لإيهود باراك. فقد قال 47% إن نتنياهو لا يقود شركاءه في الحكومة، بل هم الذين يقودونه، ولكنهم يرونه أفضل من منافسيه المتوقعين. وتعتقد أكثرية الإسرائيليين، 56%، أن على نتنياهو أن يضم «كديما» إلى ائتلافه في حالة انسحاب «إسرائيل بيتنا» و«شاس» على خلفية التقدم في عملية السلام. ودعا 50% ليفني للانضمام إلى الحكومة فورا، ودعاها 65% للانضمام في حالة خروج اليمين المتطرف منها.

ويرى الكاتب بارنياع، في مقاله المذكور، أن نتنياهو تمكن من إضاعة سنة من عمر الدولة، وإنه قد يستطيع تكرار ذلك سنة أخرى، «ولكننا سنستيقظ بعدها، فإذا لدينا دولة مهترئة ومجرمة كما كانت جنوب أفريقيا الآخذة في التدهور اليوم! وعندما نعاتب نتنياهو على ذلك سيدافع عن نفسه قائلا لنا: (ليس ذنبي. لم أكن أعرف. لم يخبروني. هم أكلوا عني. هم شربوا عني)».

وكتب إيال جيفن في صحيفة «معاريف» أن مشكلة نتنياهو ليست في إسرائيل ولا في أميركا، ليست في ائتلافه ولا في حلفائه، ليست في الجمهور الإسرائيلي في الشارع وليست في «سيدة الجمهور الأولى» في بيته، إنما مشكلته في نفسه، فهو صاحب آيديولوجيا متطرفة ومتعصبة، تكلف إسرائيل هذه الخسائر المذهلة، يوما بعد يوم، وشهرا بعد شهر، حتى وصلت إسرائيل إلى هذه الحالة من العزلة الدولية، والجمود في المفاوضات واقتراب الانتفاضة الثالثة والتأزم حتى مع أقرب الأصدقاء، الولايات المتحدة. وتجدر الإشارة في هذا السياق إلى أن الاستطلاع المذكور أفاد بأن 68% من الإسرائيليين رأى أن إسرائيل لا تستطيع العيش آمنة من دون دعم الولايات المتحدة لها.