وهاب يجدد الحملة على الرئيس اللبناني ويهدد بفتح ملفات منتقديه

وزير العدل يعتبر أن الهدف هو تدجين الطبقة السياسية اللبنانية لمصلحة سورية وإيران

TT

تابع الوزير اللبناني السابق، ورئيس تيار التوحيد، وئام وهاب، المطالبة باستقالة رئيس الجمهورية ميشال سليمان. وبعد رده أول من أمس على منتقديه، انتقل، أمس، إلى التهديد بفتح ملفات لكل من «يأتي على سيرته»، وقال إنه سيصدر بيانا تفصيليا بأمور المنتقد.

ونفى وهاب أي «صلة للسوريين بالمواقف التي أعلنها حول رئيس الجمهورية ميشال سليمان»، وقال موضحا: «كان لدي رأي وقلته، وأنا لست صوت سورية، ولا صوت حزب الله، ولا صوت العماد (ميشال) عون، ولا صوت المعارضة، بل صوت هذا المواطن». ونفى في الوقت نفسه أن يكون للرابية أي دور في ما قاله.

واتهم وهاب الذين دافعوا عن سليمان بأنهم «دجالون ومنافقون»، وقال: «تأكدوا أنني أحب الرئيس أكثر منكم، وأحترمه أكثر منكم، وإذا كانت هناك محبة له من قبلكم فلتعيدوا إليه صلاحياته». وسأل: «لماذا أثيرت ضجة حول دعوتي الرئيس للاستقالة؟». وقال: «الرئيس جمال عبد الناصر استقال، فلماذا لا يستقيل ميشال سليمان؟ وأين المشكلة، إذا لم يستطع أن ينفذ ما قاله من محاربة الفساد وإجراء تعيينات شفافة؟». وأضاف: «كنت أود أن أكون هادئا اليوم، ولكن بعد الردّ من قبل الرئيس عليّ، ووصفه كلامي بالأعمال التافهة، أريد أن أقول له إنه وقّع مرسوما يعطي بموجبه الحق لشخصين من آل الهاشم ببيع مياه نبع نهر الرويس في أعالي منطقة جبيل»، وسأل وهاب رئيس الجمهورية: «أيجوز تعيين فريد سليمان في كازينو لبنان؟ فرئاسة الجمهورية يجب أن تكون أرفع من الأمور التفصيلية الصغيرة».

وأشار وهاب أنه مع الرئيس المترفع، وليس مع الرئيس الحيادي. وقال: «أدعو سليمان إلى الاستقالة، إذا كان لا يستطيع أن ينفذ ما وعد به». وأضاف: «سليمان أدخل (14 آذار) إلى الساحة، أما هيبة الجيش فهي تستعاد اليوم مع العماد جان قهوجي». لكنه استدرك، فأوضح أنه «مستعد لزيارة بعبدا في أي لحظة، لأقول للرئيس ملاحظاتي كلها، وأنا لن أطلب موعدا من بعبدا، ولكن إذا رتب أحد الوسطاء لقاء فليست لدي مشكلة». إلى ذلك توقع وهاب «حصول مشكلة في البلد، لأن لجنة التحقيق (الدولية) ستخلق فتنة»، مشيرا في هذا الإطار إلى أن «لجنة التحقيق الدولية طلبت منذ أيام عناصر حزب الله للتحقيق معهم».

ورأى وهاب أن توقيت طاولة الحوار مشبوه، ووصفها بـ«مشروع تآمر». وقال: «نحن ذاهبون إلى مشكلة كبيرة، فلجنة التحقيق الدولية تهيئ لفتنة كبيرة، والولايات المتحدة تريد أن يكون حزب الله ضحية هذه الفتنة». وسأل: «لماذا دعا سليمان إلى الحوار في هذا التوقيت؟ كان يجب على الرئيس أن يضع حدا لكل من يطرح موضوع سلاح المقاومة، ولا يمكن أن يكون حياديا في هذا الموضوع، فالمقاومة تقوم بمشاغلة إسرائيل، فهل يجوز أن نشغل المقاومة بسجال داخلي؟».

من جهته، اتهم رئيس الهيئة التنفيذية في «القوات اللبنانية»، سمير جعجع، الذين يقومون بحملات تستهدف رئاسة الجمهورية، بأنهم «لا يريدون استقالة رئيس الجمهورية، العماد ميشال سليمان، بل الجمهورية». وأضاف أن «البعض يريد استقالة الجمهورية والحرية والديمقراطية والنظام، والتعددية والاستقرار والبعض الآخر يريد العودة إلى العبودية».

وقال وزير العدل، إبراهيم نجار، بأنه «ليس مسموحا في هذا الظرف الإمعان في الهجوم على المؤسسات الدستورية، خصوصا بعد معاناة طويلة أدت إلى انتخاب رئيس جمهورية وفاقي، وتأليف حكومة وحدة وطنية». وحذر من «هدم المؤسسات التي بنيناها، والتي احتاجت إلى طول بال». ولفت إلى أن «الهدف من الحملة على سليمان إثارة ضجة سياسية، ولكن من ناحية أخرى أؤكد أن هذه التصريحات أدت إلى مبايعة جديدة لسليمان وخطه الوفاقي، وبالتالي يمكن القول بأن ما حدث أعطاه قوة، ولم يضعفه». وأضاف: «ليس هناك من شك أن هناك محاولة لتدجين الطبقة السياسية اللبنانية لجعلها مطياعة، ليكون التعايش الإقليمي بين لبنان وسورية، ولبنان وإيران، ولبنان وباقي الدول العربية. ونحن نواجه خطر تدجين القوة التي يتميز بها الرؤساء في لبنان، والموضوع أخطر من النيل من الرئاسة، وقد يتصل باستحقاقات مستقبلية».

أما مستشار رئيس حزب الكتائب، سجعان قزي، فقال أنه لا يشاطر رئيس تيار التوحيد وئام وهاب موقفه الداعي إلى استقالة سليمان، إلا أنه رأى أنه على الأقل كان لديه الجرأة لكشف موقف حلفائه. ودعا السياسيين إلى أنهم «إذا كانوا صادقين في تأييدهم لرئيس الجمهورية ولمواجهة أي محاولة لإسقاطه، إلى يوم إضراب وطني شامل، من الجنوب إلى الشمال، ومن البحر حتى البقاع، لاستنكار الدعوة لاستقالته، وعندها نعرف مدى صدق منتقدي هذه الدعوة».