«القاعدة» ترفع مستوى التحذير لإيران وتدعوها لإطلاق عائلة بن لادن

عمر بن لادن لـ «الشرق الأوسط»: العنف لا يولد إلا العنف ولن يتضرر سوى أشقائي الخمسة وأولادهم الـ11

TT

أصدر فرع تنظيم القاعدة في دول شمال أفريقيا بيانا وجهه إلى القيادة الإيرانية، يدعوها فيه الإفراج عن عائلة الزعيم المؤسس للتنظيم، أسامة بن لادن، معتمدا تعبيرات تتراوح بين الطلب والتهديد، وذلك بعد أيام على إصدار نجل بن لادن، خالد، رسالة في الإطار عينه. وقال تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي «إن عائلة بن لادن تعيش في ظروف احتجاز غير لائقة»، ودعا من وصفهم بـ«عقلاء النظام الإيراني» لمراجعة حساباتهم في هذه القضية، مهددا بأن عناصر التنظيم «أصحاب كرامة وشرف ونخوة، ومستعدون لأن نفدي أسامة وأهله وكل مسلم ومسلمة بأنفسنا وما نملك». وأشار التنظيم في البيان الذي نشرته مواقع أصولية قريبة من «القاعدة»، اعتادت على نشر البيانات العائدة لتنظيمات متشددة أنه «تابع باهتمام ومزيج من مشاعر الحزن والغضب المأساة التي تعيشها عائلة أسامة في سجون إيران، ومن آخر فصول المأساة فرار أختنا إيمان إلى سفارة الرياض».

من جهته قال عمر النجل الرابع لابن لادن، 29 عاما، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»: «العنف لن يولد إلا العنف ، ولن يتضرر ، سوى أشقائي الموجودين في إيران». ووجه خطابه عبر «الشرق الأوسط» إلى قيادات القاعدة في المغرب الإسلامي: «لم نعهد من الإخوة الإيرانيين سوى حسن المعاملة وطيب المعشر لستة من أولاد بن لادن وزوجته السيدة أم حمزة و11 من أحفاده». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أنه مسؤول شخصيا عن ملف أشقائه المحتجزين في طهران أمام الله وأمام عائلته، وقال «إن الإجراءات تجري على قدم وساق لترحيل أشقائي من طهران ونحن نبحث عن بلد تستقبلهم، ولم يتبق إلا العثور على عاصمة عربية تؤمن أوراقهم الثبوتية وتوافق على استضافتهم أو ترحيلهم إلى اللاذقية حيث تقيم والدتهم السيدة نجوى الغانم» الزوجة الأولى لابن لادن. وقال إنه على اطلاع على كافة الأحوال التي تخص أشقاءه الخمسة وأولادهم المحتجزين هناك، وجميعهم في خير حال، وهناك تواصل معهم، ولا ينقصهم سوى عودتهم إلى والدتهم وذويهم، ولم شملهم مع باقي أفراد العائلة، بل إن الإخوة الإيرانيين يسعون لترحيل أشقائي إلى بلدهم أو إلى سورية حيث تقيم أمي.

ودعا نجل ابن لادن قيادات «القاعدة في المغرب الإسلامي» إلى التريث والاحتكام إلى صوت العقل، وأشار إلى أنه يقدر مشاعر هؤلاء فهم ينظرون إلى أشقائه باعتبارهم أولاد زعيمهم، ولكن لا يمكن أن تحل الأمور بهذه الطرق، لأن إجراءات الإفراج عنهم باتت في المتناول. يذكر أن إيمان ابنة زعيم «القاعدة» وصلت إلى دمشق بصحبة والدتها السيدة نجوى الغانم أولى زوجات أسامة بن لادن، من العاصمة طهران على رحلة تجارية صباح الخميس.

وتابع بيان «القاعدة» قوله أمس: «نحن نتساءل ما ذنب هؤلاء المستضعفين من النساء والولدان غير أنهم تغربّوا وهاجروا في سبيل الله؟ ألم يكفهم المطاردة من أميركا حتى ينضم النظام الإيراني الذي يزعم أنه إسلامي إلى قائمة المطاردين وحلف المستأسدين على نساء وأطفال المسلمين؟» وختم بيان «القاعدة» بالقول: «إننا من منطلق التضامن ونصرة المسلمين نستنكر مواصلة احتجاز أهل أسامة وندعو عقلاء النظام الإيراني لمراجعة حساباتهم في هذه القضية، وليعلموا جيدا أننا أصحاب كرامة وشرف ونخوة، وأننا مستعدون لأن نفدي أسامة وأهله وكل مسلم ومسلمة بأنفسنا وما نملك». ويظهر من أسلوب الرسالة التي تحمل تاريخ الأربعاء اختلافها مع ما أورده خالد بن أسامة بن لادن في رسالة نشرت قبل أيام على شبكة الإنترنت، مع أنها تحمل تاريخ الأول من يناير كانون الثاني الماضي. وقد جاءت الرسالة بأسلوب هادئ، تحت عنوان «من خالد بن أسامة بن لادن إلى مرشد الثورة علي خامنئي»، وقال فيها إن عائلة زعيم «القاعدة» اضطرت إلى دخول إيران بطرق غير رسمية ومعظمهم من النساء الأطفال، بعد دخول القوات الأميركية إلى أفغانستان. وكشف بيان خالد ابن لادن أن قوات الأمن الإيرانية اعتقلت العائلة بعد عام من دخولها، وقد قام تنظيم «القاعدة» بمراسلة حكومة طهران لمرات عديدة وتوسيط علماء ووجهاء لإطلاق سراحهم متعهدين بعدم رجوعهم إلى إيران، ولكن ذلك لم يجد نفعا.