كابل: اعتقال قادة طالبان «أثر سلبا» على محادثات السلام مع المتمردين

الشرطة الباكستانية تحبط مؤامرة إرهابية في كراتشي

ضابط شرطة باكستاني يعرض صور ثلاثة من عناصر طالبان تم اعتقالهم في كراتشي أمس (أ.ب)
TT

أحبطت الشرطة الباكستانية، أمس، مؤامرة إرهابية من خلال القبض على ثلاثة مطلوبين من حركة طالبان وضبطت كمية كبيرة من المواد التي تستخدم في صنع المتفجرات. ونقلت قناة «آج» الإخبارية الباكستانية عن مصادر الشرطة قولها إنه تم إلقاء القبض على أحد قادة حركة طالبان ويدعى إسماعيل محسود مع اثنين آخرين من أعضاء الحركة من بلدة ستيل في كراتشي.

وبناء على معلومات قدمها المتهمون، داهمت الشرطة معملا لصنع القنابل في منطقة قائم خاني، واستولت على كمية كبيرة من القنابل التي تم تجهيزها للاستخدام والألغام ومواد أخرى تستخدم في صنع القنابل. وأضافت المصادر أن الأشخاص الذين تم إلقاء القبض عليهم كانوا يستعدون لشن هجمات إرهابية على نطاق واسع في كراتشي.

ومن جهة اخرى قال متحدث باسم الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أمس إن اعتقال قادة في حركة طالبان «أثر سلبا» على محادثات السلام بين الحكومة الأفغانية والمتمردين. وصرح سياماك هيراوي لوكالة الصحافة الفرنسية أن اعتقال الرجل الثاني في طالبان الملا عبد الغني برادار وغيره من قادة طالبان أخيرا في باكستان أدى إلى تراجع مبادرات أطلقتها الحكومة الأفغانية للتوصل إلى سلام.

وقال هيراوي نائب المتحدث باسم كرزاي «نؤكد أن الاعتقالات أثرت سلبا على عملية السلام التي أطلقتها الحكومة الأفغانية». ويعد هذا أول تأكيد رسمي من حكومة كابل بوجود اتصالات مع طالبان تهدف إلى بحث إنهاء التمرد الذي دخل عامه التاسع. وأكد هيراوي كذلك أن مبعوث الأمم المتحدة إلى أفغانستان كاي إيدي أجرى محادثات سلام مع شخصيات من طالبان، وقال إنه أطلع الحكومة الأفغانية على تحركاته. إلى ذلك رفضت باكستان أول من أمس ما قاله رئيس سابق لبعثة الأمم المتحدة في أفغانستان من أن اعتقال باكستان لأعضاء بارزين في طالبان الأفغانية ربما عرقل محادثات مع ممثلي الأمم المتحدة. وقال النرويجي كاي إيدي الذي ترك منصبه هذا الشهر إن المحادثات مع طالبان توقفت قبل عدة أسابيع بعد اعتقال ما يزيد على عشرة من أعضاء طالبان في عمليات أميركية باكستانية. وكان أبرز الشخصيات الطالبانية التي تم اعتقالها الملا عبد الغني برادار. ومنذ الإعلان في الشهر الماضي عن اعتقاله في كراتشي على يد عملاء أميركيين وباكستانيين ترددت تكهنات بأن برادار ربما كان يتحدث إلى كابل في الأشهر الأخيرة وهو ما أدى بدوره إلى القبض عليه. ويقول محللون إن باكستان اعتبرت طالبان الأفغانية أداة لتعزيز مصالحها في أفغانستان التي ترغب في أن تحكمها حكومة صديقة، كما ترغب في الحد من نفوذ الهند خصمها القديم فيها. ويقول محللون أيضا إن باكستان تريد أن تسيطر على أي عملية مصالحة بهدف تعزيز أهدافها مع تزايد قوة الدفع لإجراء محادثات مع طالبان لإنهاء حرب يقول قادة غربيون إنهم لا يمكن كسبها عسكريا. وقال إيدي للخدمة العالمية لهيئة الإذاعة البريطانية في مقابلة إنه يعتقد أن التكهنات بأن باكستان أرادت إنهاء المحادثات لتكون الطرف المسيطر على عملية المصالحة صحيحة على الأرجح. لكن الحكومة الباكستانية رفضت ذلك.

وقال عبد الباسط المتحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية حقيقة الأمر هي أن اعتقال الملا برادار كان عملية مشتركة مع الولايات المتحدة ولم تكن له علاقة بالمحادثات أو المصالحة. وأضاف أن باكستان دعت طويلا إلى محادثات تنهي الحرب الأفغانية وأن تصريحات إيدي تفسير خاطئ لأهدافها. وقال عبد الباسط باكستان ملتزمة بدعم عملية إعادة الاندماج والمصالحة الأفغانية. لذا فإن أي ادعاءات أخرى في اعتقادنا هي تقديم خاطئ وتفسير خاطئ لنوايانا. وأشار إيدي إلى أن الاتصال بطالبان بدأ في بدايات عام 2009 وتوقف خلال الانتخابات الأفغانية في أغسطس (آب) ثم استؤنفت بعد الانتخابات حتى الاعتقالات التي جرت في باكستان التي عطلت العملية.

وقال: أثر تلك الاعتقالات كان بالتأكيد سلبيا على إمكانياتنا في مواصلة العملية السياسية. وأضاف إيدي أن فريقه التقى قادة كبارا في طالبان ومسؤولين في المجلس الحاكم للحركة «كويتا شورى» الذي سمي باسم مدينة باكستانية يعتقد أنها مقر بعض قادة طالبان. وقال إيدي إن المحادثات مع طالبان «طال انتظارها» وإن الاعتقالات ربما تكون قد أدت إلى تصلب المتمردين الذين أصبح من الصعب إقناع قادتهم بالتفاوض.