موسى لـ «الشرق الأوسط»: الناحية البروتوكولية عولجت وقمت بواجبي.. ونتوقع مشاركة لبنان في قمة ليبيا

مسؤول ليبي زار القاهرة سرا وسلم موسى دعوة جديدة لحضور القمة العربية

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن العقيد معمر القذافي، عدل عن طريقة توجيه الدعوة إلى لبنان، وأوفد أمس بشكل سري عمران بوكراع، نائب وزير الخارجية الليبي، إلى القاهرة لتسليم عمرو موسى،الأمين العام للجامعة العربية، دعوة جديدة إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان لحضور اجتماعات القمة العربية التي ستنطلق في مدينة سرت الليبية يومي السبت والأحد المقبلين.

وقالت مصادر ليبية وعربية واسعة الاطلاع لـ « الشرق الأوسط» أن بوكراع قام أمس بزيارة غير معلنة للعاصمة المصرية دامت بضع ساعات التقى موسى خلالها وسلمه نص الدعوة الجديدة قبل أن يغادر عائدا إلى العاصمة الليبية طرابلس.

وقد أكد موسى صحة هذه المعلومات وقال لـ«الشرق الأوسط»: «استقبلت بالفعل مسؤول الحكومة الليبية ودعوت مندوب لبنان لدى الجامعة العربية، وتم تسليمه الدعوة رسميا بمقر الجامعة العربية بالقاهرة في حضوري». وأضاف: «بالتالي الناحية البروتوكولية تم علاجها وتم توجيه الدعوة واستلامها، وننتظر إن شاء الله مشاركة لبنانية في القمة نظرا لأهمية مشاركة كل الدول بالذات في هذه المرحلة الدقيقة».

ورفض موسى الكشف عن طبيعة الدور غير المعلن الذي قام به لإقناع ليبيا بإعادة توجيه الدعوة إلى لبنان لحضور القمة العربية مرة أخرى، لافتا إلى أنه شخصيا يبذل قصارى جهده في إطار تحقيق المصالح العربية العليا. واكتفى موسى بالقول: «قمت بواجبي، من مصلحة الجميع ضمان حضور عربي متميز للقمة».

ولم يتضح بعدُ رد فعل السلطات اللبنانية على الدعوة الليبية الجديدة التي تعد الثانية من نوعها التي يوجهها القذافي إلى نظيره اللبناني خلال أسبوع واحد لحضور أول قمة عربية تستضيفها ليبيا.

وتعذر أمس الحصول على تعقيب من سفير لبنان في القاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية خالد زيادة، الذي امتنع عن الرد على هاتفه الجوال.

وكان موسى قد أكد عقب لقائه أول من أمس مع سيلفانا أربيا مسجل المحكمة الجنائية الدولية في القاهرة، مشاركة لبنان وقال: «إن لبنان سيشارك في القمة، وهذا ما أتوقعه، وسوف ننجح في جهودنا لتحقيق هذا».

وقالت مصادر عربية لـ«الشرق الأوسط» إن العقيد القذافي استجاب لوساطة ونصائح عمرو موسى الأمين العام لجامعة العربية بشأن إعادة إرسال الدعوة بطريقة مقبولة إلى لبنان، انطلاقا من الحرص على ضمان مشاركة لبنان على أعلى مستوى في هذه القمة.

وكشفت النقاب عن أن موسى بعث برسالة غير معلنة للعقيد القذافي ووزير الخارجية الليبي موسى كوسا، طالب فيها بإعادة النظر في الطريقة التي يتعين بها دعوة لبنان للمشاركة في أعمال القمة.

وأوضحت المصادر التي طلبت عدم تعريفها أن موسى الذي زار العاصمة اللبنانية بيروت الأسبوع الماضي، شدد على أن تغيب أو تغييب لبنان عن هذه القمة ليس في صالح أحد، وأنه من المهم إتاحة الفرصة للبنان للمشاركة بطريقة كريمة ومقبولة كغيرها من الدول الأعضاء بالجامعة العربية.

من جهته قال مسؤول ليبي بارز لـ«الشرق الأوسط»، في اتصال هاتفي من العاصمة الليبية، إن العقيد القذافي حريص على تحقيق الإجماع العربي خلال قمة سرت المقبلة، لافتا إلى أن الزعيم الليبي ليس لديه أية مشكلة على الإطلاق مع لبنان كدولة سوى اتجاه بعض الدوائر الشيعية التي تشن من حين إلى آخر حملات إعلامية تنتقد فيها ليبيا والعقيد القذافي على خلفية الجدل المثار منذ عام 1978 بسبب غياب موسى الصدر الإمام الشيعي المختفي عن الأنظار منذ آخر ظهور معلن له في ليبيا.

وتابع: «الأخ العقيد ليست لديه مشكلة مع الموارنة أو السنة في لبنان، وإنما بعض قيادات الشيعة، وأعتقد أنه لا يريد إعطاءهم أية أعذار للتغيب عن القمة. إذا كانت طريقة توجيه الدعوة في المرة السابقة لم تكن مقبولة، فها نحن قد صححنا الوضع».

وأبلغ المسؤول الليبي «الشرق الأوسط» أنه يتوقع حضور لبنان على أعلى مستوى في قمة سرت، وقال: «إما أن يشارك الرئيس اللبناني ميشال سليمان أو رئيس الحكومة رفيق الحريري، هذا هو المستوى الذي نتوقعه ونأمله».

ولفت إلى أن ليبيا أُبلغت بأن مسؤولين كبارا في لبنان قالوا إنهم قد يعدلون عن مقاطعة القمة إذا أعادت ليبيا توجيه الدعوة إلى لبنان بشكل لائق.

وتحمّل الطائفة الشيعية في لبنان النظام الليبي بزعامة معمر القذافي مسؤولية اختفاء الصدر الذي شوهد في ليبيا للمرة الأخيرة في 31 أغسطس (آب) من عام 1978.