ندوة في الصويرة المغربية تدعو إلى تنظيم لقاءات مستمرة حول أسباب هجرة اليهود من المغرب العربي

معارضو التطبيع انتقدوا مشاركة إسرائيليين فيها.. والمنظمون اعتبروا ذلك «مزايدات»

TT

دعا مشاركون في ندوة عقدت مؤخرا في مدينة الصويرة (جنوب الدار البيضاء)، وبحثت في تاريخ هجرات اليهود من منطقة المغرب العربي، إلى تنظيم لقاءات مماثلة واستمرارها لمعرفة الأسباب الحقيقية لهجرة اليهود من المنطقة.

وكان من أبرز ما ميز الندوة حضور مشاركين من إسرائيل، حيث شارك ثمانية أساتذة إسرائيليين من جامعات القدس وتل أبيب وحيفا، وهم من أصول مغربية، كما شارك باحثون يهود أوروبيون من أصول مغربية في الندوة التي واكبتها إجراءات أمنية مشددة لحماية المشاركين.

وانتقدت منظمات حقوقية وأحزاب يسارية بشدة انعقاد الندوة في المغرب، ونظمت مظاهرة في الرباط احتجاجا على عقدها، وقال المحتجون إن الندوة تدخل في إطار التطبيع بين المغرب وإسرائيل، بيد أن إدريس اليزمي، رئيس المجلس الاستشاري للجاليات المغربية في الخارج، الذي دعا إلى تنظيم الندوة مع منظمات أخرى، انتقد غاضبا ما يقال حول التطبيع، وقال إن الأمر يدخل في باب المزايدات، مشيرا إلى أن الأمر لا يعدو أن يكون «محاولة للتشويش على نشاط علمي أكاديمي لترسيخ مبادئ التعايش والتسامح والدعوة إلى سلام عادل وشامل يقوم على احترام القانون الدولي، وعلى مبادئ حقوق الإنسان».

وكانت معظم مداخلات الندوة، خصوصا تلك التي قدمت من طرف إسرائيليين من أصول مغربية، اتخذت طابعا عاطفيا، إذ طغى عليها الحنين إلى الماضي، عندما كان اليهود يعيشون في المغرب، قبل الهجرة إلى إسرائيل. وكانت مدينة الصويرة واحدة من المدن التي أقيمت بها واحدة من أكبر تجمعات اليهود المغاربة.

وقال أحد الباحثين الإسرائيليين في معرض حديث عن الماضي: «لا يزال المغرب ساكنا في أعماقنا في كل شيء، وفي إسرائيل يجتمع بعضنا مع بعض ونقيم حفلات على غرار الأعراس المغربية، ونقدم خلالها الأكلات المغربية، ونستمع خلالها إلى الغناء المغربي، خصوصا موسيقى الملحون والطرب الأندلسي».

يشار إلى أن المشاركين في الندوة، ومعظمهم من اليهود المغاربة، جاؤوا من عشر دول، حيث يمثلون 20 جامعة. وقال منظمو الندوة إنها كانت ترمي إلى «إعادة وضع تاريخ هجرات اليهود في المغرب العربي منذ القرن السادس عشر حتى الآن»، وذلك في السياق العام لتدفق الهجرات الذي ميز المنطقة عبر التاريخ.

وعقدت الندوة من طرف المجلس الاستشاري للجاليات المغربية في الخارج والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، وجمعية «الصويرة موكادرو»، التي يرأسها أندري أزولاي، مستشار العاهل المغربي الملك محمد السادس.