أبو مازن يطلب من الإدارة الأميركية كبح جماح التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي المحتلة

خلال لقائه ميتشل في عمان أمس

الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدى لقائه مع جورج ميتشل المبعوث الأميركي للشرق الأوسط في عمان أمس (رويترز)
TT

طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) مساعدة الإدارة الأميركية في كبح جماح التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي الفلسطينية المحتلة خصوصا في مدينة نابلس.

جاء ذلك خلال لقائه مع المبعوث الأميركي للشرق الأوسط جورج ميتشل، الذي جرى أمس في منزل السفير الفلسطيني في عمان بحضور كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات.

وقال ميتشل، في مؤتمر صحافي مشترك مع عريقات، إنه يسعى من خلال مباحثاته مع الإسرائيليين والفلسطينيين إلى صياغة شروط تجعل البداية المبكرة للمباحثات غير المباشرة بين الجانبين ممكنة»، وأضاف ميتشل أن المباحثات مع الإسرائيليين تهدف إلى الاتفاق على هذه الشروط للوصول إلى حل شامل يقوم على أساس الدولتين اللتين تعيشان فيها، الدولة الفلسطينية القابلة للحياة والمتصلة جغرافيا جنبا إلى جنب بأمن وسلام مع إسرائيل».

وأشار ميتشل إلى أن الرئيس أبو مازن أثار قضية الشبان الأربعة الذين قتلتهم إسرائيل أول من أمس في نابلس، داعيا الجميع إلى ضبط النفس لأن المطلوب الآن فترة هدوء للوصول إلى اتفاق.

وبدوره، أدان عريقات التصعيد الإسرائيلي الخطير في الأراضي الفلسطينية خصوصا في نابلس، كما أدان تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حول البناء في القدس، قائلا إنها «تأتي ردا على بيان اللجنة الرباعية الدولية الأخير الذي طالب إسرائيل بتجميد كل النشاطات الاستيطانية وتفكيك كل المواقع الاستيطانية التي بنيت منذ مارس 2001 والامتناع عن القيام بعمليات هدم أو إبعاد في القدس الشرقية.

وقال عريقات إن المباحثات مع ميتشل ركزت على قضيتَي التصعيد الإسرائيلي على الأرض بقتل الشبان الفلسطينيين والتصعيد بالنسبة إلى الأماكن المقدسة، والاستيطان والعطاءات الجديدة».

ولفت إلى أن الرئيس أبو مازن أكد لميتشل، خلال اللقاء، أن الفلسطينيين يبذلون كل جهد لإزالة المعوقات للوصول إلى الهدف، معربا عن أمله أن تنتهي المباحثات مع كل الأطراف في أسرع وقت ممكن وأن يسمع الفلسطينيون إجابة عن أسئلتهم. وأضاف عريقات: «مواقفنا واضحة ومحددة ويجب إعطاء المفاوضات غير المباشرة الفرصة التي تستحقها».

وردا على سؤال حول وجود موعد تقريبي لبدء المفاوضات، قال عريقات: «ليس هناك وقت محدد لأن المباحثات مع إسرائيل مستمرة، وعندما تسمع واشنطن إجابات من نتنياهو ستبلغنا بها».

وأضاف عريقات أن الأسئلة التي يريد الفلسطينيون إجابة «حقيقية» عليها هي إلغاء القرارات الاستيطانية، والامتناع عن مزيد من القرارات أحادية الجانب.

واعتبر عريقات أن المفاوضات الثنائية استنفدت ذاتها، وأن الوقت الآن هو وقت اتخاذ القرارات، مشيرا إلى أن تدخل طرف ثالث في ما يسمَّى المباحثات غير المباشرة قد يكون آلية مناسبة لاتخاذ القرار.

على صعيد متصل، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أهمية الجهود الأميركية المبذولة لحل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي على أساس حل الدولتين، وفي سياق إقليمي شامل، وإزالة العقبات التي تعيق إطلاق المفاوضات وبالتالي التحرك بشكل سريع وفاعل لتحقيق السلام في المنطقة. وشدد الملك عبد الله الثاني، خلال لقائه ميتشل أمس، على ضرورة وقف إسرائيل الإجراءات الأحادية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، خصوصا الإجراءات الاستفزازية التي تستهدف تغيير هوية القدس، وتهدد الأماكن المقدسة فيها.

وقال بيان للديوان الملكي الأردني إن الملك عبد الثاني وميتشل بحثا، خلال اللقاء، التطورات الأخيرة في ملف عملية السلام والخطوات التي يجب اتخاذها من أجل تحقيق تقدم ملموس في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية بما يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة التي تعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل.

وأطلع ميتشل العاهل الأردني في صورة نتائج المحادثات التي أجراها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في إطار الجهود التي يبذلها من أجل دفع المفاوضات السلمية إلى الإمام بهدف حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي.