الباجه جي لـ «الشرق الأوسط» : قائمة تهديد بتصفية قيادات العراقية وفي مقدمتهم رئيسها

مصدر أمني: حماية علاوي بسيطة.. والمالكي يحيط نفسه بـ 91 آلية مدرعة

TT

أعرب الدكتور عدنان الباجه جي، القيادي في القائمة العراقية التي يتزعمها الدكتور إياد علاوي، عن قلقه من «الأوضاع الأمنية والعملية الديمقراطية في العراق»، منبها إلى «وجود تهديدات حقيقية على حياة قياديين في القائمة العراقية». وقال الباجه، كشف مسؤول أمني عراقي عن وجود «تهديدات صريحة باغتيال شخصيات قيادية في القائمة العراقية الوطنية، وعلى رأسها زعيم القائمة إياد علاوي»، مشيرا إلى أن «أجهزة أمنية لا تخضع لسيطرة رئاسة الحكومة العراقية عثرت على قائمة بأسماء القياديين في القائمة العراقية المهددين بالتصفية الجسدية».

وقال الباجه جي لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من أبوظبي، أمس، إن «هناك قائمة تهديد بتصفية قياديين في القائمة العراقية وتتضمن أسماء معينة في القائمة في مقدمتهم إياد علاوي وأنا وآخرون»، منوها بأنه لا يتمتع بحماية كافية، وقال: «عدد أفراد حمايتي 30 شخصا، أسوة بباقي أعضاء البرلمان، وهؤلاء يرافقونني في تنقلاتي ولا يحمون مقر إقامتي، بينما لا يتمتع رئيس القائمة (علاوي) بحماية كافية أو آليات تستطيع صد هجوم منظم، وهذا يشكل خطورة على العملية السياسية كونه (علاوي) حاز على ثقة العراقيين في الانتخابات التشريعية».

ووصف الباجه جي تلويح رئيس الحكومة العراقية باستخدام الجيش العراقي إذا لم يتم إعادة الفرز اليدوي للأصوات، عندما أشار في بيانه، أول من أمس، إلى أنه «القائد العام للقوات المسلحة»، أو تفكيره في استخدام الجيش، بمثابة «الانقلاب العسكري وإقحام الجيش في العملية السياسية لا لأغراض وطنية، وهذا مخالف للدستور العراقي»، وقال: «أرجو أن لا يحدث ذلك، فنحن شاركنا في العملية السياسية على أساس الحماية الكاملة لكل المشاركين، لكننا نشعر بالقلق الآن. هناك توجهات يُشم منها رائحة العنف والإكراه وعدم قبول نتائج الانتخابات» من قبل قائمة رئيس الحكومة نوري المالكي.

وحذر القيادي في القائمة العراقية من قيام بعض المتنفذين في الحكومة بتهديد المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وقال: «هذا التلويح غير مقبول وهو تهديد للعملية السياسية برمتها ولمفوضية الانتخابات التي هي مستقلة ولا تخضع لإرادة الحكومة»، منبها إلى أن «رئيس الحكومة (المالكي) وقائمته (دولة القانون) كانوا قد عبروا عن رضاهم لعمل المفوضية عندما أشارت النتائج الأولية للانتخابات إلى تقدم قائمتهم، وعندما تفوقت عليهم قائمة أخرى (العراقية) أعلنوا عن مطالب غير معقولة وهي إعادة الفرز يدويا، وهذا يستغرق شهورا طويلة، وهناك للأسف تهديدات معلنة ولم تعد مبطنة من الحكومة ضد المفوضية».

من جهته أوضح المسؤول الأمني الذي رفض الكشف عن اسمه، قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، بأن «هذه القائمة كانت قد صدرت قبيل إجراء عملية الانتخابات في السابع من الشهر الحالي، وقد أبلغنا قيادات أمنية معينة بالموضوع، كما أبلغنا قيادات القائمة العراقية بهذه التهديدات وبجديتها»، من غير أن يوضح مصدر التهديدات أو من يقف وراءها، سوى قوله بأنها «جهات رسمية متنفذة للغاية».

مصدر مقرب من القائمة العراقية لم يؤكد أو ينفي هذه المعلومات سوى أنه أكد أن «هناك مخاطر حقيقية على حياة أعضاء في القائمة العراقية وفي مقدمتهم زعيم القائمة علاوي»، مشيرا إلى أن «علاوي كان قد تعرض بالفعل إلى محاولات اغتيال في السابق، لكننا نخشى على حياته باعتباره يمثل أمل العراقيين في إنقاذهم من الأوضاع السيئة التي يمر بها البلد»، مشيرا إلى أن «المسؤولين عن أمن الرئيس الأسبق للحكومة العراقية يتعاملون، ومنذ فترة ليست قصيرة، بجدية مع هذه التهديدات، وأنهم رفعوا من درجة الإنذار في صفوف حمايته».

وأضاف المصدر قائلا لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد، أمس: «إن رئيس القائمة العراقية لا يتمتع بحماية أميركية أو حماية القوات العراقية، وإنما هناك فريق من العراقيين من الأكراد والعرب، سنة وشيعة وحتى مسيحيين، وهؤلاء مؤمنون بأهمية الدفاع عن علاوي كونه يمثل طموحات غالبية العراقيين، وهم مكلفون بحمايته، وهؤلاء يتقاضون رواتبهم من رئيس القائمة»، منوها بأن «جهاز أو فريق حماية علاوي لا يتوفر على مدرعات أو دبابات أو آليات ضخمة، على العكس من حمايات مسؤولين آخرين في الحكومة العراقية».

وأشار المصدر إلى أن «رئيس الحكومة العراقية (المالكي) يتمتع بحماية كبيرة وقوية جدا، إذ ترافقه أثناء تنقله داخل المنطقة الخضراء، حيث يقيم في أحد قصور الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، 91 سيارة محصنة ضد الرصاص ومدرعات أميركية متطورة، وبواقع مدرعتين قبل سيارته ومثلهما خلفها، كما أن أوامر مشددة تقضي بقطع حركة السير تماما داخل المنطقة الدولية عندما يتحرك موكب المالكي الذي يكاد يوصل ما بين بوابه قصره وحتى بناية رئاسة مجلس الوزراء». يذكر أن جدران أسمنتية مسلحة وأبراج رقابة وحراسات مشددة للغاية أحاطت القصر الذي اتخذ منه المالكي مسكنا له في المنطقة الخضراء، وعزل منطقته عن باقي القصور والمناطق المحيط به منذ أن ترأس الحكومة العراقية.