الصين: نضغط على إيران.. وسندعم العقوبات إذا استُنفدت كل السبل الدبلوماسية

بلير: العالم «سيفعل كل ما بوسعه» لمنع طهران من تطوير أسلحة نووية * إطلاق سراح حفيد رفسنجاني بكفالة بعد «إعلانه الندم»

TT

حذر مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير إيران من أن العالم سيفعل «كل ما بوسعه» لمنعها من امتلاك أسلحة نووية. ويأتي ذلك فيما كشفت الصين أنها تضغط على طهران من أجل الموافقة على الاتفاق النووي الذي صاغته وكالة الطاقة الذرية.

وقال بلير أمام لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) أمس: «يجب عدم السماح لإيران بامتلاك القدرة على إنتاج أسلحة نووية. يجب أن تعلم إيران أننا سنفعل كل ما بوسعنا لمنعها من الحصول على تلك الأسلحة». وأوضح بلير في اليوم الأخير من المؤتمر السنوي الذي يمتد ثلاثة أيام للجنة «إيباك» أن «الخطر يكمن في أن يشك الإيرانيون للحظة أننا يمكن أن نسمح لهم بهذا الأمر». وأضاف: «لا يمكننا أن نسمح لهم، ولن نسمح لهم. هذه ليست مسألة تتعلق فقط بأمن إسرائيل، بل هي مسألة تتعلق بالأمن العالمي، بأمننا وأمنكم، بأمننا جميعا». وقال إن «النظام الإيراني هو أكبر عامل لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط»، مضيفا أن الإسرائيليين والعرب يعلمون ذلك. وخلال مؤتمر «إيباك» حذر كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون من التهديد النووي الإيراني المحتمل. وتخشى كل من إسرائيل والولايات المتحدة من أن برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم يخفي وراءه مساعي لإنتاج قنبلة نووية.

وفيما تتزايد المشاورات بين أميركا وحلفائها من أجل تسريع وتيرة العقوبات ضد إيران من مجلس الأمن الدولي، حثت الصين إيران على قبول الاتفاق النووي الذي ينص على إرسال طهران لغالبية مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب للخارج، مقابل الحصول على وقود نووي جاهر للاستخدام في مفاعل الأبحاث في طهران. وقال السفير الصيني في الأمم المتحدة إن بكين «تريد استنفاد كل الطرق أولا قبل أن تنظر في خيار العقوبات». وتواجه الصين ضغوطا متزايدة من الدول الغربية كي تدعم مسوَّدة العقوبات ضد إيران، وفيما لا تزال بكين ترفض فكرة العقوبات وتقول إن الوقت ما زال متاحا للدبلوماسية، أوضح دبلوماسيون غربيون لنظرائهم الصينيين أن الانتظار أكثر قد يؤدي إلى عمل عسكري، بدلا من مجرد العقوبات.

وفيما قال وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي إن بلاده لا ترى العقوبات «حلا جذريا» للنزاع مع إيران، أوضح السفير الصيني الجديد في الأمم المتحدة هي يافي في تصريحات صحافية في جنيف أمس أن الحكومة الصينية «تضغط» على إيران من أجل «حل وسط وتسوية» للأزمة النووية. وتابع في التصريحات: «لقد تحدثنا مع إيران مرارا، أعني تكلمنا بشكل ثنائي وعلى المستوى الثنائي. لقد دعوناهم للموافقة على مقترح وكالة الطاقة الذرية لتبادل اليورانيوم منخفض التخصيب مقابل الوقود النووي». وتريد الدول الغربية من إيران أن ترسل غالبية مخزونها من اليورانيوم للخارج، كي تطمئن إلى أن طهران لن تستخدم ذلك المخزون من اليورانيوم لأغراض عسكرية، خصوصا إذا حولته إلى يورانيوم عالي التخصيب.

ومن المعروف أن السفير الصيني في الأمم المتحدة عمل نائبا لوزير الخارجية الصيني قبل أن يغادر إلى منصبه الجديد وهو وثيق الصلة بالملف الإيراني، وتفاوض مرات ومرات حوله مع الإيرانيين والدول الغربية. وكشفه أن بكين تضغط على طهران هو أول تصريح بهذا الخصوص من مسؤول صيني. وقال السفير الصيني في الأمم المتحدة: «على الرغم من أننا لا نرحب بعقوبات جديدة من مجلس الأمن على إيران، فإننا يمكن أن نبحثها إذا وجدنا أن القوى الأخرى استنفدت كل الخيارات الدبلوماسية الأخرى»، وتابع: «يمكنني أن أقول لكم بصراحة إننا لا نحب العقوبات. أعتقد أن باب الحل الوسط عبر المفاوضات، أعتقد أن باب الدبلوماسية لم يغلق بعد. نحتاج أن نستهلك كل طريق قبل أن نقرر فرض عقوبات جديدة».

ولدى مجلس الأمن بالفعل مسودة للعقوبات الدولية المحتملة على إيران تشمل المزيد من البنوك الإيرانية في الخارج، ومؤسسات تابعة للحرس الثوري، دون أن تشير إلى قطاعَي الغاز والنفط الإيرانيَّين. وكانت الصين قد صوتت من قبل لثلاثة قرارات عقوبات من مجلس الأمن الدولي، لكن بعد أن أزالت النقاط التي تشير إلى عقوبات على قطاعَي النفط والغاز. وعام 2009 كانت إيران ثالث أكبر مورد للنفط الخام للصين بعد السعودية وأنغولا.

إلى ذلك وعلى الصعيد الإيراني الداخلي، ذكرت تقارير إخبارية أن السلطات الإيرانية أفرجت عن حفيد على أكبر هاشمي رفسنجاني بكفالة وذلك بعدما اعتقل خلال عودته من لندن إلى طهران. ووفقا لوسائل الإعلام الإيرانية التي نقلت الخبر، فإن حفيد هاشمي رفسنجاني، الذي ما زال يعد من الوجوه الأساسية في البلاد على الرغم من أن حجم قوته السياسية غير معروف بعد أزمة الانتخابات، أفرج عنه بعدما أعرب عن «الأسف» لوقوفه إلى جانب المحتجين على نتائج الانتخابات الإيرانية. ويعيش حسن لاهوتي حفيد رفسنجاني من ابنته فائزة في لندن في الوقت الحالي، وكان عائدا إلى إيران للزيارة. وقال المدعى العام لطهران عباس دولت آبادي لوكالة «فارس» إن لاهوتي «أعرب عن الأسف والندم على أفعاله، وأُطلقَ سراحه بكفالة مالية». ولم يتسنَّ التأكد من صحة المعلومات من مصدر مستقل. ومن المعروف أن فائزة نفسها اعتُقلت لبعض الوقت بسبب دعمها للاحتجاجات ضد نتائج الانتخابات الإيرانية في يونيو (حزيران) الماضي.