عمر بن لادن لـ«الشرق الأوسط»: نبحث عن دولة خليجية تستقبل أشقائي وزوجة أبي من طهران

قال: أشقائي دخلوا الأراضي الإيرانية بجوازات سفر سودانية.. وشيوخ باكستانيون وأئمة أفغان تدخلوا للوساطة

صورة خاصة لأولاد بن لادن قبل مغادرتهم إلى أفغانستان.. وفي الصورة عمر، النجل الرابع، يلعب بالكرة.. والصبية في الصورة فاطمة التي تبلغ من العمر اليوم (24 عاما)، والمحتجزة مع ابنتها نجوى وبقية أشقائها في العاصمة طهران («الشرق الأوسط»)
TT

ناشد عمر النجل الرابع لابن لادن قطر والإمارات وسلطنة عمان التدخل لاستضافة أشقائه الخمسة وأولادهم الأحد عشر وكذلك زوجة أبيه السيدة أم حمزة، المحتجزين في مجمع سكني بالعاصمة طهران. وقال في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس، إن أشقاءه ليس لديهم أوراق ثبوتية، وبالتالي هم في حاجة إلى مكرمة من قطر أو الإمارات أو عمان أو إحدى دول التعاون الخليجي. وكشف أن أولاد بن لادن الموجودين في سورية: وهم عبد الرحمن (31 عاما)، ورقية (12 عاما)، ونور (10 سنوات)، ما زالوا في انتظار مكرمة ملكية سعودية تمنحهم جنسية وطنهم بعد أن سقطت عن والدهم أسامة بن لادن عام 2001. وكشف عن وساطة سابقة قام بها علماء ثقات بباكستان وأفغانستان للتوسط لدى الحكومة الإيرانية لإطلاق سراح أولاد بن لادن المحتجزين في العاصمة طهران منذ عام 2001. وقال إن رسالة شقيقه خالد قبل أيام، التي ناشد فيها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي التدخل لإطلاق سراح أفراد عائلته المعتقلين في إيران، تعني الكثير للعالم، من جهة التضامن معه ومع شقيقه عبد الرحمن في السعي الحثيث إلى لم شمل الأسرة. وأكد أنه على يقين أن أشقاءه سيتم إطلاق سراحهم بوساطة من أحد شيوخ الإسلام الأجلاء. وأكد أن أشقاءه الخمسة وزوجة أبيه يعيشون اليوم على الرحب والسعة في أحد المجمعات السكنية ذات الأسوار بالعاصمة طهران. وقال لا ينقصهم شيء سوى الإنترنت، مشيرا إلى أنهم يتصلون به وبوالدته، السيدة نجوى الغانم الزوجة الأولى لابن لادن، وبشقيقه عبد الله، حيث يبلغونهم أخبارهم وأحوالهم، ولكن لا يمكنهم أن يعيشوا مدى الحياة تحت الإقامة الجبرية، على الرغم من طيب المعيشة التي توفرها لهم السلطات الإيرانية. وتلقت «الشرق الأوسط»، أمس، رسالة من زوجة عمر السيدة زينة باللغة الإنجليزية تكشف عن أسماء أولاد بن لادن وأولادهم المحتجزين في طهران وهم: عثمان بن لادن، يبلغ من العمر (27 عاما) ويعول زوجتين وولدين وبنتا، وسعد (30 عاما) ويعول بنتين وصبيا، ومحمد (25 عاما) وهو متزوج بابنة محمد عاطف أبو حفص المصري، الذي قتل في قندهار عام 2001 في قصف صاروخي لمنازل الأفغان العرب قبل سقوط حركة طالبان، ومحمد بن لادن يعول بنتين وصبيا، وحمزة يبلغ من العمر (19 عاما) وهو متزوج ويعول طفلين (أسامة وخيرية)، وتعيش معه أيضا والدته السيدة خيرية صابر، وهي سعودية زوجة بن لادن. وفي المجمع السكني أيضا، فاطمة ابنة لادن وتبلغ من العمر (24 عاما) مع زوجها وابنتها نجوى.

وأكدت الرسالة أن «جميع أحفاد بن لادن تحت الحادية عشرة من العمر». وتكشف الرسالة عن أن جميع أولاد بن لادن وزوجته أم حمزة وصولوا إلى داخل الأراضي الإيرانية بعد رحلة تعب وشقاء استغرقت أسابيع، وكانوا يحملون معهم جوازات سفر سودانية صالحة منحتها لهم الحكومة السودانية أثناء إقامة بن لادن في العاصمة الخرطوم، قبل مغادرته النهائية إلى أفغانستان، وأشارت إلى أنه على الرغم من أن الجوازات السودانية كانت صالحة، فإن حكومة الخرطوم غيرت أسماء أولاد بن لادن في الجوازات حتى لا يتعرف إليهم أحد، ومكث أولاد بن لادن في عدة شقق بالعاصمة طهران من دون أن يلفتوا الانتباه لعدة أشهر، لكن حكومة طهران كانت تراقب الموقف، وخصوصا مع هجرة العشرات من عوائل الأفغان العرب عبر الحدود الإيرانية، بحثا عن مكان آمن بعد سقوط حركة طالبان الأصولية، التي كانت توفر الأمن والأمان لهم. ولكن السلطات الإيرانية احتجزت بعد ذلك أولاد بن لادن في مجمع سكني مثل غيرهم من العرب لأكثر من ثماني سنوات، ووفرت لهم المأكل والمشرب، إلا أنها حرمتهم من الاتصال بالعالم الخارجي باستثناء أجهزة تلفزيون زودت بها شققهم السكنية ورحلة إلى الأسواق خارج الأسوار كل عدة شهور، وفي إحدى هذه الرحلات هربت إيمان بن لادن (17 عاما)، واتصلت بشقيقها عبد الله الذي نصحها باللجوء إلى السفارة السعودية في العاصمة طهران، حيث مكثت هناك لأكثر من مائة يوم، إلى أن تم خروجها بسلام مع والدتها السيدة نجوى الغانم إلى دمشق منذ نحو أسبوع. وتكشف رسالة عائلة بن لادن عن أن السبب الحقيقي في هروب سعد، نجل زعيم «القاعدة» من المجمع السكني قبل نحو عامين، هو بكاء إيمان ومعاناتها في الحنين إلى أمها. وتضيف الرسالة أن سعد هرب من المجمع السكني بسبب بكاء إيمان وحنينها إلى والدتها، وكانت تبلغ من العمر حينذاك (15 عاما)، حيث كان يريد أن يبحث عن حل لمشكلات العائلة وأشقائه المحتجزين في المجمع السكني، ولا نعرف اليوم حقيقة إن كان سعد على قيد الحياة أم لا، الله وحده يعلم، إلا أن الحقيقة المؤكدة أن حمزة أو سعد ليس لهما علاقة من قريب أو من بعيد بـ«القاعدة»، لأنهما قبل 9 سنوات كانا طفلين لا حول لهما ولا قوة، وما زال حمزة محتجزا مع والدته وبقية أشقائه وأولاد أشقائه في المجمع السكني. وتؤكد رسالة عائلة بن لادن أن سعد لا يستطيع أن يقتل ذبابة، فكيف يتهم بالإرهاب.

وتضيف الرسالة أنه بعد غياب سعد، الذي فر بحثا عن معونة من أي جهة خارجية، كانت إيمان وبكر يفكران فعلا في الهرب من المجمع السكني، أو على الأقل إبلاغ صوت أولاد بن لادن إلى العالم الخارجي. وتقول الرسالة: «في الوقت الذي فكرت فيه إيمان وأقنعت شقيقها بكر بالهرب، كانت السلطات الإيرانية تسمح باتصالات هاتفية تحت المراقبة من أولاد بن لادن في طهران للسيدة نجوى والدتهم في دمشق وإلى عمر شقيقهم المقيم بالدوحة». وتضيف: «كنا نعمل على مدار الساعة على تأمين خروجهم من طهران من دون ضجيج إعلامي، ولكن هرب إيمان إلى السفارة السعودية فجَّر القضية كما نشرتموها في (الشرق الأوسط)». وتشير إلى أن السلطات الإيرانية سمحت بسفر بكر، نجل بن لادن إلى دمشق يوم 25 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ثم تعقدت الأمور سياسيا، ولا نعرف السبب، على الرغم من أن خروج أولاد بن لادن مسألة إنسانية بحتة، يجب أن يساعد فيها جميع الأطراف. وتقول الرسالة: «الأسبوع الماضي احتضنت السيدة نجوى أولى زوجات بن لادن ابنتها إيمان لأول مرة منذ تسع سنوات في حرم السفارة السعودية في طهران، ثم غادرا إلى فندق، وفي اليوم التالي حافظ الإيرانيون على وعدهم الذي قطعوه، حيث سمحوا لإيمان ووالدتها بمغادرة طهران على رحلة تجارية إلى العاصمة دمشق. وتؤكد أن الإيرانيين من خلال الاتصالات الجارية معهم لا يمانعون سفر أولاد بن لادن إلى أي بلد من الشرق أو الغرب يقبل استضافتهم، هم يؤكدون حسب الاتصالات معهم أنهم لا يمانعون سفرهم إلى أي دولة خليجية أو عربية أو إسلامية، وبالتالي نحن نناشد حكومتي قطر أو الإمارات العربية في الموافقة على تخفيف محنة هؤلاء الصغار الذين لا حول لهم ولا قوة باستضافتهم حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا». من جهته، نفى عمر بن لادن الاتهامات التي ساقها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بأن السلطات الإيرانية تحتجز أفراد عائلته في طهران، داعيا التنظيم إلى عدم التدخل في هذه القضية.

وأكد عمر بن لادن أن السلطات الإيرانية سمحت لشقيقته إيمان ووالدتهما نجوى الغانم بمغادرة البلاد، وأنهما الآن في دمشق. وقال في اتصال: «نؤكد أن إيمان تركت إيران برفقة والدتها قبل ثلاثة أيام».

وكانت «الشرق الأوسط» كشفت عن أن إيمان بن لادن وصلت إلى دمشق الخميس برفقة والدتها، الزوجة الأولى لزعيم تنظيم القاعدة.

وكانت إيمان قد لجأت في ديسمبر (كانون الأول) إلى السفارة السعودية في طهران بعدما غافلت حراسها الإيرانيين. وكانت «الشرق الأوسط» أكدت أواخر ديسمبر أن أفرادا من عائلة بن لادن يبلغ عددهم الإجمالي 18 شخصا وفقد أثرهم بعد اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001، يعيشون في إيران قيد الإقامة الجبرية. ونفى عمر بن لادن الاتهامات التي ساقها شقيقه خالد وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ضد السلطات الإيرانية.

وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد طالب طهران بالإفراج عن جميع أفراد عائلة بن لادن، بعد أيام من دعوة مماثلة وجهها خالد بن لادن، ناشد فيها المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي التدخل لإطلاق سراح أفراد عائلته المعتقلين في إيران، بحسب قوله.

ورد عمر بن لادن على تنظيم القاعدة في المغرب قائلا: «بصفتي ابن زعيمكم، أقول لكم إن هذه القضية تخصني أنا أتحمل كامل المسؤولية عن أشقائي وشقيقاتي أينما كانوا». وأضاف أنهم «يلقون معاملة حسنة، لقد قالوا لي ذلك بأنفسهم»، مشيرا إلى أن طهران «التزمت بوعدها» بالسماح لشقيقته الصغرى بالمغادرة.