الرئيس السوداني يهدد بطرد مراقبي الانتخابات إذا ما تدخلوا في الشؤون السودانية

الأحزاب الجنوبية ترفض أن ينقل جيش الشمال بطاقات التصويت للجنوب

TT

توعد الرئيس عمر البشير بطرد مراقبي الانتخابات والمنظمات الأجنبية من البلاد «اليوم قبل الغد إذا ما تدخلوا في الشؤون السودانية». وشن البشير هجوما عنيفا على من سماهم الأصوات الأجنبية الداعية إلى تأجيل الانتخابات، وقال إن «العملية الانتخابية نريد بها التقرب إلى الله»، وأضاف «لكن لن نتقرب إليه بالتزوير والغش والتدليس». وجدد أن الانتخابات ستقوم في مواعيدها.

ووجه البشير في لقاء جماهيري في مدينة بورتسودان شرق البلاد، تحذيرات للمراقبين الداعين لتأجيل الانتخابات، وقال: الانتخابات «حق السودانيين»، وأي منظمة أو أجنبي يتحدث عن التأجيل سنطرده اليوم قبل الغد، وأكد أن بلاده مستقلة ولن تقبل الإملاءات، مردفا: «عزتنا فوق كل شيء»، وأضاف البشير: من يريد أن يقف معنا فمرحبا به ومن أراد أن يحكمنا «حندوسو بجزمنا» (أي بأحذيتنا) وأضاف «من يحاول أن يدخل أنفه أو يده أو رقبته في شؤوننا الداخلية سنقطعها له»، وقال: «دي» سياستنا، ووعد الجماهير بالحفاظ على استقلال البلاد وعزتها.

ودعا البشير الأحزاب السياسية إلى اتباع برامج انتخابية إيجابية بخلاف حديث برامجهم عن إسقاط المؤتمر الوطني، وقال إن الذين يتحدثون عن تأجيل الانتخابات كأنهم قد تفاجأوا بها، وأكد أن الانتخابات شأن حددته نيفاشا، وأضاف: «ومنذ ذلك الوقت وجهنا الأحزاب بالاستعداد لها عبر إقامة مؤتمراتها»، وأكد أن لا تأجيل لها، وتابع: «نريد أن نرجع الأمر للشعب السوداني ليختار من يمثله»، وقال: «نريد أحزابا ديمقراطية منتخبة من القواعد للقمة».

وقال إن الانتخابات لم تكن مفاجأة، لأنها كانت معلومة منذ توقيع اتفاق نيفاشا، واعتبر ذلك التزاما بنصوص الاتفاق للرجوع إلى الشعب لتفويض من يراه مناسبا لرئاسة الجمهورية وممثليه في البرلمان والمجالس التشريعية، وأكد أهمية قيام الانتخابات في مواعيدها، لكونها مرتبطة بالاستفتاء الذي قال إنه سيقرر مصير السودان كله، وليس الجنوب فقط، وأوضح أن الاستفتاء يجب أن تجريه حكومة منتخبة، كما أن الجنوب حين ينفصل يجب أن تحكمه حكومة منتخبة، «فهذه الانتخابات مصيرية وتاريخية ولن تؤجل».

وتعهد البشير بإكمال ما بدأته الحكومة من مشاريع تنموية وإنتاجية، ووعد بتحويل المدينة إلى أكبر مركز تجاري واستثماري «ودرة في الشرق الأوسط والعالم العربي»، وقال إن بورتسودان بموقعها الحالي مؤهلة لأن تكون في صدارة المدن الساحلية التي تقع على ساحل البحر الأحمر.

وأعلن البشير، الذي شدد على أن وعوده لا تدخل في باب الدعاية الانتخابية، البدء في مشروع مد مدينة بورتسودان بمياه نهر النيل، بجانب إقامة السدود لتخزين المياه التي تأتي من خور أربعات، وقال إن تنمية المدينة هي البداية لتعمير الأرياف ومدها بالكهرباء، وأشار إلى خطة لإعادة تأهيل مشروع طوكر الزراعي «لتعود بورصة عالمية كما كانت في السابق» ومشروعا للأمن الغذائي يكفي إنتاجه البلاد ويصدر الفائض إلى الخارج، وأكد أن ولاية البحر الأحمر غنية بالبترول والذهب والغاز، والتزم بمنحها حقها كاملا ضمن قسمة الثروة.

إلى ذلك، حذر الأمين العام للمؤتمر الشعبي، الدكتور حسن الترابي، من قيام تمرد بولاية الجزيرة، إذا استمرت ما وصفها بالأوضاع البائسة التي يعاني منها إنسان الولاية بعد انهيار المشروع الذي كان يمثل العمود الفقري للبلاد.

وقال الترابي في لقاء جماهيري حاشد بمنطقة أبو قوتة في ولاية الجزيرة، وسط البلاد: «نخشى من قيام تمرد بولاية الجزيرة نتيجة للسياسات الفاسدة وحالة الاحتقان والغبن التي أصابت مواطني الولاية بعد الانهيار الكامل للمشروع»، واتهم حزب المؤتمر الوطني بتحويل البلاد كلها إلى حالة من «النفاق ببيعاته المردودة وسياسة فرق تسد التي يتبعها بنقض العهود والمواثيق»، وقال إن البترول أصبح فتنة ولم يوظف في خدمة الشعب والتنمية، وإن برميل النفط وثمنه أصبحا يصدران للخارج. من جانبه، قال مرشح الحزب للرئاسة عبد الله دينق إن اقتصاد البلاد في حالة يرثى لها، وأضاف أنه على الرغم من تصدير البترول منذ 11 عاما «فإن البلاد لم تزد إلا فقرا وجوعا»، وقال إنه ترشح لأجل إصلاح الاقتصاد، ولفت إلى أن المليارات التي تصرف لشراء الذمم يجب أن تصب في مواعين التنمية.

إلى ذلك اتهم حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان المهيمن في الجنوب أمس الشمال بمحاولة التلاعب في الانتخابات العامة التي تجري في أبريل (نيسان) المقبل بطلبه أن ينقل جيش الشمال بطاقات الاقتراع إلى الجنوب شبه المستقل.

وقال مصدر من الأمم المتحدة ومسؤولون بحزب معارض إنه كان من المقرر أن تنقل المنظمة الدولية بطاقات الاقتراع بطائرات هليكوبتر إلى شتى أنحاء الجنوب، لكن حزب المؤتمر الوطني الحاكم أخر إعطاء الطيارين تأشيرات دخول.

وقال ياسر عرمان مرشح الحركة الشعبية لتحرير السودان في انتخابات الرئاسة إن حزب المؤتمر الوطني يعرقل مجيء طياري الأمم المتحدة لأنه يريد أن يسيطر على العملية الانتخابية كلها. وصرح عرمان أن نائب الرئيس السوداني علي عثمان محمد طه طلب من رئيس حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان ورئيس جنوب السودان سلفاكير السماح للجيش السوداني بنقل بطاقات الاقتراع جوا إلى الجنوب الذي يفتقر إلى الطرق.