واشنطن ترحب بحذر بمفاوضات كرزاي وحزب حكمتيار

طالبان لن تشارك في محادثات سلام قبل انسحاب القوات الأجنبية

شرطيان أفغانيان يحرسان تاجر مخدرات اعتقل بعد مداهمات وضبط معه 268 كيلوغراما من المخدرات من بينها 14 كيلوغراما من الهيروين النقي في حدود ولاية هراة أمس (أ.ف.ب)
TT

رحبت الخارجية الأميركية بالمفاوضات بين الرئيس الأفغاني حميد كرزاي ووفد يمثل الحزب الإسلامي الأفغاني الذي يقوده رئيس الوزراء الأسبق قلب الدين حكمتيار.

وقال فيليب كراولي، المتحدث باسم الخارجية الأميركية: «نحن نؤيد اهتمام حكومة أفغانستان للتقارب مع أعضاء هذه المجموعات المتمردة. توجد مواضيع رئيسية تستحق النقاش بين حكومة أفغانستان ومجموعات متمردة كجزء من عملية المصالحة والتعاون».

وأضاف: «يكمن هاجسنا الذي نتشاطره مع أفغانستان في أن يتوقف هؤلاء الأفراد عن دعم المتمردين، وأن يعيشوا في ظل احترام الدستور الأفغاني، وأن ينبذوا العنف ويمتنعوا عن إقامة علاقات مع (القاعدة) أو غيرها من المنظمات الإرهابية». وقال مراقبون في واشنطن إن حكمتيار، خلال الثمانينات، تلقى دعما عسكريا كبيرا من الولايات المتحدة، وذلك كجزء من الحرب ضد الاحتلال الروسي لأفغانستان في ذلك الوقت. غير أنه، بعد نهاية الاحتلال الروسي، اختلف مع واشنطن. وفي وقت لاحق، وضعته الخارجية الأميركية في قائمة الإرهاب. وقالت إنه شارك في - وأيد - نشاطات «القاعدة» وطالبان. وأيضا، وضعت اسمه في قائمة الإرهاب التابعة للأمم المتحدة. ولاحظت وكالة «أسوشييتدبرس»، التي نقلت الخبر أمس، أن التعليق الإيجابي للمتحدث باسم الخارجية الأميركية لازمه تعليقان إيجابيان للمتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة في كابل. الذي قال: «هذه مفاوضات مشجعة، ويجب أن تؤيد». وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن كرزاي يريد الاستعداد للانتخابات العامة المقرر لها شهر سبتمبر (أيلول) المقبل، وذلك بمحاولة إجراء مصالحات مع الأحزاب والطوائف المتمردة على حكومته.. وأن حزب حكمتيار هو الثاني في أفغانستان بعد طالبان. وأن كرزاي لا يريد أن يتفاوض فقط مع طالبان التي تضعها الحكومة الأميركية في قائمة الإرهاب، ولهذا، يريد أن تكون المفاوضات مع كل الأحزاب المتمردة. وأضافت أن كرزاي طلب من الأمم المتحدة التي أشرفت على انتخابات رئاسة الجمهورية التي فاز فيها في السنة الماضية، أن تشرف على الانتخابات العامة القادمة، على أن تحاول منع تكرار الفوضى التي سادت انتخابات الرئاسة. إلى ذلك قال متحدث باسم حركة طالبان أمس إن الحركة لا تشارك في محادثات سلام بين فصيل متمرد والرئيس الأفغاني كرزاي ولن توافق على إجراء محادثات حتى تنسحب القوات الأجنبية من البلاد. وقال مكتب كرزاي أمس إنه أجرى أول محادثات مباشرة في كابل مع وفد رفيع المستوى من الحزب الإسلامي أحد ثلاث جماعات متمردة رئيسية في البلاد والمنافس لحركة طالبان. ومثل الاجتماع نجاحا لم يسبق له مثيل في جهود كرزاي للتواصل مع المتمردين هذا العام في وقت حرج إذ ترسل واشنطن قوات مقاتلة إضافية قبل أن تخطط لبدء سحب قواتها العام المقبل. ورغم أن المحادثات تبدو أولية فإن اللقاء العلني وجها لوجه يمثل علامة فارقة، فاللقاءات السابقة مع المتمردين كانت سرية وتمت عبر وسطاء وجرى أغلبها خارج البلاد. وعرض فريق الحزب الإسلامي الذي ضم زوج ابنة الزعيم الهارب للحزب قلب الدين حكمتيار خطة سلام من 15 نقطة تشمل الدعوة لسحب جميع القوات الأجنبية هذا العام، غير أن متحدثا باسم الحزب قال إن المطالب قابلة للتفاوض. والتوصل لسلام منفرد مع الحزب الإسلامي قد يغير بدرجة كبيرة ميزان القوى على الأرض في شرق وشمال شرقي البلاد حيث ينشط الحزب. وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن الحركة التي تشير إلى نفسها باسم الإمارة الإسلامية في أفغانستان وهو اسم البلاد خلال فترة حكم طالبان بين 1996 و2001 لم تغير موقفها، وهو أنها لن تجري محادثات حتى يتم سحب القوات.

وأضاف مجاهد أن «موقف الإمارة واضح. وقلنا ذلك مرات ومرات.. لن تكون هناك محادثات طالما بقيت قوات أجنبية على أرض أفغانستان تقتل الأفغان الأبرياء كل يوم». وتابع: «إذا كان ممثلو الحزب الإسلامي في كابل لإجراء محادثات فهذا اختيارهم». وتتمركز قواعد طالبان أكبر جماعة متمردة في أفغانستان في الجنوب لكنها تنشط في مختلف أرجاء البلاد وتعدت على أراضي الحزب الإسلامي في شمال شرقي وفي شرق البلاد في الأشهر القليلة الماضية.