أوباما يصادق على قانون الرعاية الصحية.. ويهديه لوالدته

الحزب الجمهوري يكثف من حملته ضد التشريع الجديد

موظفة بالبيت الأبيض تحضر أقلاما تمهيدا لقدوم الرئيس أوباما بهدف التوقيع على قانون الرعاية الصحية أمس (أ.ب)
TT

دخل قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية الأميركية في كتب التشريع الأميركية رسميا أمس مع توقيع الرئيس باراك أوباما على نص القانون والمصادقة عليه. وأعلن أوباما أمس أنه يهدي القانون الجديد إلى والدته الراحلة وكل من عانى من نظام الصحة الأميركي الذي عادة ما كان يحرم الأميركيين المرضى من التأمين الصحي. وقال أوباما: «اليوم، أوقع مشروع القانون الإصلاحي ليصبح تشريعا بالنيابة عن والدتي، التي جادلت شركات التأمين حتى وهي تصارع السرطان في أيامها الأخيرة».

ولم يقتصر أوباما في خطابه الذي اتسم بشيء من العاطفة، عن والدته، بل ذكر عددا من الأميركيين الذين أرسلوا له رسائل وعبروا له عن معاناتهم من نظام الرعاية الصحية. وأهدى القانون أيضا إلى كل السياسيين الأميركيين الذين عملوا من أجل إصلاح نظام الرعاية الصحية.

وتحدث أوباما مطولا عن السيناتور الراحل إدوارد كيندي الذي توفي العام الماضي دون أن يرى تحقيق حلمه في إصلاح نظام الرعاية الصحية. وكان نجل إدوارد، باتريك كيندي، أحد أعضاء الكونغرس المصوتين لصالح القانون الذي وافق عليه الكونغرس يوم الأحد الماضي.

وقال أوباما في خطابه: «اليوم تأمين الرعاية الصحية يصبح قانونا في الولايات المتحدة»، مضيفا: «بينما نرى قدوم الربيع، نحن نشهد قدوم فصل جديد في الولايات المتحدة». وأضاف: «لسنا شعبا يمكن أن يكون ضحايا الخوف ولا نقوم بما هو سهل، نحن بلد يواجه تحدياته.. ويحدد مصيره وهذا ما يجعلنا الولايات المتحدة الأميركية». وتابع «تطبيق الإصلاحات سيستغرق 4 سنوات، لأن علينا تطبيقها بمسؤولية ولكن بعض الإصلاحات فورا، مثل تقديم مساعدات ضريبية لـ4 ملايين شركة صغيرة للمساعدة في التأمين الصحي». وحرص الرئيس الأميركي على شكر كل من ساهم في تحقيق تمرير قانون إصلاح الرعاية الصحية. وأشاد أوباما ببيلوسي، قائلا: «أحد أفضل رؤساء مجلس النواب السيدة نانسي بيلوسي»، مضيفا أن «أحد أفضل قيادي الأغلبية في مجلس الشيوخ السيد هاري ريد».

وعقد حفل المصادقة على القانون في البيت الأبيض، حيث دخل أوباما ومعه بايدن في إحدى قاعاته التي ضجت بالتصفيق، وليقول بايدن قبل تقديم أوباما للحضور: «هذا يوم تاريخي، والتاريخ ليس فقط ما يكتب في الكتب أو بخط القلم، وإنما عندما يقرر النساء والرجال بأن الوضع الراهن لا يمكن قبوله». وأشاد بايدن بأوباما وقال له إن مثابرته والتزامه وجهوده أدت إلى إقرار القانون. وأضاف: «أنت عملت ما قد سعت أجيال من النساء والرجال لتحقيقه. لم يستطيعوا تحقيق ذلك لكن أنت جعلت لكل أميركي حق الحصول على التأمين الصحي للمرة الأولى في التاريخ». وسعيا لإظهار قوة أوباما السياسية المتجددة، قال بايدن إن أوباما أوفى بوعده الانتخابي، وإن «العشرات من الملايين من الأميركيين سيكونون بصحة أفضل بسببك».

ويعمل أوباما الآن على توثيق موقعه السياسي بعد تعثر تشريع إصلاح الرعاية الصحية خلال الأشهر الماضية وعدم قدرته على سد الفجوة المتزايدة بين الديمقراطيين والجمهوريين. وأظهر استطلاع للرأي أجراه معهد «راسموسن»، أن 48 في المائة من الأميركيين يؤيدون أوباما، بينما 52 في المائة يعارضونه. وبينت نتائج استطلاع الرأي الذي أجري بعد تمرير قانون إصلاح نظام الرعاية الصحية أن 58 في المائة من الديمقراطيين يؤيدون بشدة عمل أوباما، بينما 70 في المائة من الجمهوريين يعارضونه بشدة. وأفاد استطلاع لمعهد «غالوب» أيضا بأن 48 في المائة من الأميركيين راضون عن عمل أوباما.

وفي لقاء مع قناة «فوكس نيوز» كرر السيناتور الجمهوري وخصم أوباما السابق في السباق الرئاسة جون ماكين معارضته لقانون الرعاية الصحية، مؤكدا أن الحزب الجمهوري سيواصل عمله على إلغائه. وحول إمكانية إلغاء القانون الذي أصبح تشريعا أميركيا، قال: «سنحارب في مجلس النواب على قانون التسوية»، وهو قانون أقره مجلس النواب لإدخال تعديلات على قانون إصلاح الرعاية الصحية. وأضاف: «ستكون هناك معارك في المحاكم وستكون هناك حملات» ضد إصلاح نظام الرعاية الصحية.