رامسفيلد: أشعر بقلق كبير في الوقت الراهن بشأن ما يحدث لأميركا

قال عن أوباما في حوار تنشره «الشرق الأوسط»: الأمور سيئة وتتجه نحو الأسوأ

TT

لم يبد دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأميركي السابق وسيما من قبل على الإطلاق. وهو يعرف ذلك. وعندما التقيناه في فندق «فور سيزونز» في واشنطن، بدا وزير الدفاع السابق أكثر شبابا عن ذي قبل. وكان يرتدي ربطة عنق صفراء اللون وبراقة، وقبل مجاملتي بشأن مظهره الشاب قال رامسفيلد: «أبلغ من العمر 78 عاما. وفي الواقع إذا قمت بحساب هذه الفترة فستجدين أن فترة حياتي تشكل ثلث التاريخ الأميركي بصفة عامة..». وكرر رامسفيلد، الذي يبدو مظهره حيويا، على مسمعي هذه الجملة مرتين على الأقل وكأنه يحاول استيعاب المعنى بنفسه.

وبعد ذلك قدمني رامسفيلد لنائب رئيس وزراء سنغافورة، وكان الأمر غريبا بالنسبة لي إلى حد ما، حيث إن رامسفيلد لم يكن راضيا عن وسائل الإعلام لهذه الدرجة من قبل، وذكرني رامسفيلد أنه في مكان ما، بعد الحادي عشر من سبتمبر (أيلول)، تم انتخابه على قائمة أكثر عشرة رجال جاذبية في أميركا. وعند سن 78 عاما! إنه شخصية جذابة، لا شك في ذلك.

ما الذي يفعله دونالد رامسفيلد في الوقت الراهن؟ قال: «أقسم وقتي بين هنا (واشنطن) ونيومكسيكو. أعمل في المؤسسة الخاصة بي». هذه المؤسسة هي «مؤسسة رامسفيلد»، وهي مشروع مشترك بين دونالد وزوجته جويس رامسفيلد. تأسست هذه المؤسسة عام 2007. وقال وهو يضحك: لقد خضعنا لعمليات جراحية في الكتف وثلاثة مفاصل، وأرجع إحدى جراحات المفصل لزوجته، وجراحات المفصلين الآخرين والكتف لنفسه. وأردف قائلا: «لكننا راضون للغاية عن التقدم الحاصل في «مؤسسة رامسفيلد»، حيث إنني أمارس العمل التجاري. لكن الأمر الأكثر إثارة للاهتمام بالنسبة لك هو أنني أنهي الكتاب الخاص بي»...

* كتاب متوقع للغاية، هل أنا على يقين؟

- نعم، سيكون هذا الكتاب متاحا خلال عام 2011. سيكون بمثابة شهادتي النهائية بشأن ما حدث منذ أن بدأت الخدمة...

* هل يشمل هذا الكتاب فصولا عن أحدث الحادي عشر من سبتمبر والعراق؟

- يشمل كل ذلك. من الواضح بالنسبة لي أن الناس ليس لديهم فكرة عما كان يحدث.. ولماذا قمنا بالحرب.. لم أكن أريد أن أناقش الأمر في ذلك الوقت. أعتقد أن كتابي سيخبر عن كل شيء، وسيصدر في التوقيت الصائب كذلك.

* هل تعني قبل الانتخابات الرئاسية المقبلة؟

- نعم..

* أوباما؟

- كل شيء وعد به.. إن ذلك شيء سيئ. لا يجعلني ذلك سعيدا كمواطن أميركي. وعلى العكس.. لكن الأمور سيئة. ويبدو أن الأمور تتجه نحو الأسوأ.

* هل تبدو الحياة، بعد السلطة، جذابة للغاية بالنسبة لك؟

- نعم. إنني أشعر بالسعادة. لدي أوقات خاصة لم تكن متاحة لي من قبل. لكنني أشعر بقلق كبير في الوقت الراهن بشأن ما يحدث لأميركا.

* لقد تنحيت عن منصبك عام 2006 ككبش فداء لإدارة الرئيس السابق جورج دبليو. بوش. أعتقد أنه كان قراره.. هل تتحدث لجورج دبليو. بوش؟

- (مطلقا يديه في الهواء بشكل ودود للغاية) نعم بالتأكيد.. بالتأكيد. تحدثت إلى جورج دبليو. بوش أمس، وعلى اتصال به دوما..

* هل أنت على اتصال بكولن باول وزير الخارجية الأميركي الأسبق؟

- لا، ليس بيننا علاقة وثيقة. ولم نكن كذلك من قبل.

* وماذا عن ديك تشيني (نائب الرئيس السابق في عهد بوش)؟

- نعم، لا أزال أراه. إنه شخص طيب.

* بعدما كانت وسائل الإعلام تعشقك بعد الحادي عشر من سبتمبر، صورتك على أنك الشخص الشرير بعد ذلك، ومن المحتمل أن تكون لعبت دورا ما في قرار جورج دبليو. بوش الذي طالبك فيه بالتنحي عام 2006؟

- في الواقع، لقد كتبت مذكرات قبل حرب العراق تحذر من أنه لا يوجد أي دليل على وجود أسلحة دمار شامل. وسيكون ذلك في مذكراتي التي ستنشر عام 2011. لكن انتبهي، إننا نعيش في أميركا. إنها دولة تتمتع بالحرية. يستطيع الناس أن يقولوا ما يريدون. لقد تلقيت كثيرا وكثيرا من الخطابات والاتصالات الهاتفية الداعمة. لكن هذه هي الديمقراطية.

شكا رامسفيلد في المقام الأول من دور تركيا في حرب العراق قائلا: «كما ترون، الحقيقة تقول إننا لمن نكن قادرين على إدخال إحدى الفرق العسكرية من خلال تركيا خلال فترة الحرب، لم يساعدونا، وكان ذلك يعني أن المتطرفين كانوا يتحركون بطلاقة، واستفادوا لفترة جيدة من الوقت»..

وما الذي اشتكى منه رامسفيلد أيضا؟ اشتكى بشأن عدم فهم بلدان آسيا الوسطى مثل أوزبكستان وطاجيكستان وكازاخستان.

«على سبيل المثال، ليس لدينا في شيكاغو أو ديترويت أوزباكستانيون أو كازاخستانيون.. لذا لا أعتقد أننا نفهمهم. إننا في حاجة إلى فعل المزيد كي نفهم آسيا الوسطى. وعلى الجانب الآخر، تستفيد دول مثل بولندا أو أرمينيا من جماعات الضغط الأميركية. لذا فإننا بحاجة إلى تصحيح كل ذلك». وحرص رامسفيلد على تذكيري بأنه لم يكن وزير الدفاع الوحيد الأكثر شبابا في التاريخ الأميركي، لكنه الأكبر سنا (خلال فترة حكم إدارة جورج دبليو. بوش). لذا عندما تحاول المؤسسة الخاصة به تحفيز الشباب من أجل المشاركة في الخدمة العامة، فهو يقوم بذلك بدور يناسبه شخصيا.