حزب حكمتيار: مستعدون للسلام إذا أوفى أوباما بخطته الخاصة بالانسحاب

ممثل عن الحزب الإسلامي: إذا أوفت واشنطن بوعدها سنساعدها على الانسحاب بشرف

TT

أعلن الحزب الإسلامي الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار، الذي يجري مفاوضات مع الحكومة الأفغانية، أمس، استعداده لإحلال السلام والعمل «كجسر» إلى حركة طالبان إذا أوفت واشنطن بخطتها الخاصة ببدء سحب قواتها العام المقبل. وتعد هذه أول مرة يشير فيها متمردون بأفغانستان إلى قبولهم بالجدول الزمني الذي كشف عنه الرئيس الأميركي باراك أوباما في ديسمبر (كانون الأول) الماضي لسحب القوات من أفغانستان. ونقلت وكالة «رويترز» عن ممثل الحزب الإسلامي، محمد دواد عابدي، قوله إن قرار تقديم خطة للسلام هو رد مباشر على خطاب أوباما الذي تعهد فيه في ديسمبر الماضي بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، وحدد فيه منتصف عام 2011 موعدا مستهدفا لبدء انسحاب القوات. وتابع عابدي قائلا: «هناك قاعدة تقول: ليس هناك عدو دائم ولا صديق دائم. إذا كان المجتمع الدولي وقيادة الولايات المتحدة يخططان للانسحاب فإن من الأحسن أن نجعل الوضع مشرفا لهم أكثر لينسحبوا بشرف».

وكان الرئيس الأفغاني حميد كرزاي أكد أنه اجتمع مع مندوب من الحزب الإسلامي، الذي يعد إحدى جماعات التمرد الرئيسية الثلاث التي تقاتل حكومته والقوات الأجنبية. وذكر مكتب الرئيس كرزاي الاثنين الماضي أنه أجرى أولى محادثات مباشرة في كابل مع وفد رفيع المستوى من الحزب الذي يقوده حكمتيار. ومثل الاجتماع نجاحا لم يسبق له مثيل في جهود كرزاي للتواصل مع المتمردين هذا العام في وقت حرج، إذ ترسل واشنطن قوات مقاتلة إضافية قبل أن تخطط لبدء سحب قواتها العام المقبل. ورغم أن المحادثات تبدو أولية فإن اللقاء العلني وجها لوجه يمثل علامة فارقة، لأن اللقاءات السابقة مع المتمردين كانت سرية وتمت عبر وسطاء وجرى أغلبها خارج البلاد.

وعرض فريق الحزب الإسلامي الذي ضم زوج ابنة الزعيم الهارب للحزب حكمتيار خطة سلام من 15 نقطة، تشمل الدعوة لسحب جميع القوات الأجنبية، غير أن متحدثا باسم الحزب قال إن المطالب قابلة للتفاوض. وفي حال تم التوصل إلى سلام منفرد مع الحزب الإسلامي، فإن ذلك قد يغير بدرجة كبيرة ميزان القوى على الأرض في شرق وشمال شرقي البلاد حيث ينشط الحزب. لكن الإنجاز الحقيقي سيكون إجراء محادثات مع طالبان التي أصبحت أكثر قوة من أي وقت سابق منذ الإطاحة بها من كابل عام 2001 على يد ميليشيات أفغانية تدعمها الولايات المتحدة.

وقال ذبيح الله مجاهد المتحدث باسم طالبان إن الحركة التي تشير إلى نفسها باسم الإمارة الإسلامية في أفغانستان، وهو اسم البلاد خلال فترة حكم طالبان بين 1996 و2001، لم تغير موقفها، وهو أنها لن تجري محادثات حتى يتم سحب القوات. وأضاف مجاهد: «موقف الإمارة الإسلامية واضح. وقلنا ذلك مرات ومرات، لن تكون هناك محادثات طالما بقيت قوات أجنبية على أرض أفغانستان تقتل الأفغان الأبرياء كل يوم». وتابع: «إذا كان ممثلو الحزب الإسلامي في كابل لإجراء محادثات فهذا اختيارهم».

وتتمركز قواعد طالبان، أكبر جماعة متمردة في أفغانستان، في الجنوب لكنها تنشط في مختلف أرجاء البلاد، وتعدت على أراضي الحزب الإسلامي في شمال شرقي وفي شرق البلاد في الأشهر القليلة الماضية. واشتبك مقاتلو طالبان مع مقاتلي الحزب الإسلامي في شمال البلاد قبل أسبوعين، وهو ما قالت الحكومة إنه دفع بعض مقاتلي الحزب الإسلامي لطلب حمايتها.

ورغم نفي الطرفين لإجراء محادثات مباشرة بين الحكومة ومسؤولين بارزين من طالبان، فإن مسؤولين غربيين يقولون إنهم يعتقدون أن اتصالات غير مباشرة جرت على مدى ثماني سنوات من الحرب. وقال كاي ايدي رئيس بعثة الأمم المتحدة السابق في كابل الأسبوع الماضي إنه عقد اجتماعات مع ممثلي طالبان على مدى العام الماضي، ولكنها انتهت فجأة هذا العام عندما اعتقلت باكستان الرجل الثاني في الحركة وهو الملا عبد الغني بارادار.

وقال بعض المسؤولين الأفغان إن الحكومة أجرت اتصالات مع بارادار واتهموا باكستان باعتقاله لضمان فرض نفوذها على أي محادثات في المستقبل. وقال المتحدث باسم كرزاي إن الحكومة لم تجرِ اتصالات «مباشرة» مع بارادار، لكن رفض التعليق على ما إذا كانت أجرت اتصالات «غير مباشرة» معه.