الحكيم يوجه انتقادا للمالكي لعدم قبوله بالديمقراطية.. ويدعو إلى «ضبط النفس»

إعلام تنظيمه يذكّر رئيس الوزراء: لن ننسى أخطاء من تحالف معنا وتنصل من التزاماته

TT

انتقد عمار الحكيم، رئيس المجلس الأعلى الإسلامي، أحد أكبر تشكيلات الائتلاف الوطني العراقي، أمس، من سماهم بـ«المتحدثين عن الديمقراطية التي تصب في صالحهم والسكوت عنها إذا كانت تصب في مصلحة الآخرين»، ملمحا إلى الذين لم يقبلوا بخسارتهم في الانتخابات وأبرزهم نوري المالكي زعيم ائتلاف دولة القانون ورئيس الوزراء الحالي.

ودعا الحكيم في بيان إلى «ترويض النفس» للقبول بنتائج الانتخابات، منتقدا في الوقت ذاته الحديث عن الديمقراطية إذا كانت «تصب في صالحنا والسكوت عنها إذا كانت لصالح الآخرين». ونقل المركز الخبري التابع للمجلس عن الحكيم قوله: «علينا أن نروض أنفسنا للقبول بالنتائج التي تتسم بالشفافية، سواء كانت لصالحنا أم كانت لصالح شركائنا في العملية السياسية»، وأضاف: «من غير المعقول أن نتحدث عن الديمقراطية إذا كانت تصب في مصلحتنا ونسكت عنها إذا كانت تصب في مصلحة شركائنا من أبناء هذا الوطن».

بدورها كتبت صحيفة «بدر» التابعة للمجلس الأعلى، افتتاحية بعنوان «ذاكرتنا ليست مثقوبة»، انتقدت فيها المالكي الذي يطالب المفوضية بإعادة العد والفرز يدويا. وأضافت: «من المفارقات أن آليات العد والفرز في انتخابات مجالس المحافظات هي نفسها في الانتخابات الحالية، فلماذا يتم الاعتراض عليها الآن وقد تم التغافل عنها سابقا؟! لأنها صبت آنذاك في صالح أطراف متنفذة جاءت النتائج في صالحها». وتابعت: «هذه واحدة من مفردات الذاكرة التي لا يمكن مسحها وكذلك أخطاء من تحالف معنا في اتفاقات والتزامات ثم تنصل منها». وختمت مطالبة بـ«وضع ضمانات ملزمة لكل من نتحالف معه لكي لا يستأثر بالحكم والقرار في بلد ديمقراطي اتحادي غادر عقلية الحزب الواحد والزعيم الأوحد».

إلى ذلك، أكد جلال الدين الصغير، عضو الائتلاف الوطني العراقي، والقيادي في المجلس الأعلى الإسلامي، أن تصريحات الحكيم لا تعني بالضرورة صعوبة التحالف مع ائتلاف دولة القانون، موضحا لـ«الشرق الأوسط» «أن الأمر ليس بهذه الصورة، بل إن المجلس يؤكد وجود آليات يجب أن تحكم كل القضايا، سيما أن العمل الديمقراطي لا يأتي دوما بالنتائج التي نريدها». وأضاف الصغير: «إن للديمقراطية لونين، وعليه لا يجوز أن نتوقع لونا واحدا، ننظم أنفسنا ضمن هذا اللون من دون غيره»، مشددا: «إن ربح جولة في مرحلة من المراحل الديمقراطية تحتم على المتأثرين سلبا بهذا الربح الاتعاظ من هذه التجربة وما حدث خلالها وليس العكس»، وفيما إذا كان سيسفر الأمر عن نهاية التحالف مع المالكي قال: «نحن في الأساس غير متحالفين مع المالكي وبالتالي لا توجد نهاية، كان هناك حلف في الماضي، اليوم توجد محاولات من أجل إرجاع الأمور إلى نصابها الصحيح». من جانبه، اعتبر عبد الهادي الحساني، عضو ائتلاف دولة القانون، تصريحات الحكيم وما تتناوله وسائل الإعلام حيال قضية الانتخابات أمرا يعبر عن الحرية، مؤكدا لـ«الشرق الأوسط» «أن تلك التصريحات التي يطلقها، سواء السياسي أو الإعلامي، تأتي ضمن سياقات العراق الجديد الذي يتيح لكل الشرائح التعبير عن آرائهم ورؤاهم الشخصية حيال أي قضية في البلاد»، وحول انتقاد صحيفة «بدر» التابعة للمجلس الأعلى الإسلامي مطالبة المالكي بإعادة العد والفرز الذي عمل به خلال انتخابات مجالس المحافظات ولم يتم الاعتراض عليه قال: «من حق المجلس أن يعبر عن رأيه في هذه المسألة، لكن نحن نشعر بأن حيفا وقع علينا، فإذا لم يروا هذا الشيء فإننا نراه واضحا عبر أدلة وأرقام تثبت ما نطالب به». وعن قضية التحالف مع الائتلاف الوطني الذي طالب بضمانات ملزمة للآخرين وفقا لتجربة الائتلاف الموحد قال الحساني: «إذا كان للائتلاف الوطني ملاحظاته حيال المرحلة السابقة، فالجميع كذلك لديهم ملاحظاتهم عن تلك الفترة، وهو أمر لن يوقفنا عن بناء دولة المؤسسات التي نسعى إلى بنائها مع شركائنا في العملية السياسية».