المحكمة العليا الأميركية تعلق في اللحظة الأخيرة إعدام مدان بالقتل

قررت منحه مهلة إضافية للبت في طلبه إجراء فحوص الحمض النووي

TT

توقف العد العكسي لإعدام أميركي، مدان بجرائم قتل، قبل أقل من ساعة من تنفيذ الحكم بحقه، بعد أن قررت المحكمة العليا الأميركية منحه مهلة إضافية لاتخاذ قرار حول طلبه إجراء فحوص الحمض الريبي النووي لإثبات براءته.

وكان هانك سكينر، الذي يبلغ من العمر 47 عاما أمضى منها 15 عاما بانتظار إعدامه، نقل أول من أمس إلى سجن هانتسفيل في تكساس، حيث كان ينتظر في زنزانته أن تتخذ أعلى هيئة قضائية في الولايات المتحدة قرارا بشأن مصيره.

وقال جيسون كلارك المتحدث باسم إدارة السجون في تكساس الذي كان حاضرا عندما أبلغ محامي سكينر موكله أنه تم تعليق تنفيذ الحكم: «قال لي إنه سيغمى عليه وإنه شعر بأنه انتصر».

وكانت فرنسا تدخلت أول من أمس لدى ولاية تكساس لتطلب الرأفة بالمحكوم عليه وفتح تحقيق متمم للقضية. وذكرت وزارة الخارجية الفرنسية أن «رئيس الجمهورية (نيكولا ساركوزي) ووزير الخارجية (برنار كوشنير) أكدا لزوجته الفرنسية ساندرين جورج سكينر دعم فرنسا لها». وتجمع أول من أمس عشرات الأشخاص في باريس قرب السفارة الأميركية للمطالبة بمنح سكينر مهلة إضافية، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.

وحكم على سكينر بالإعدام بعد أن أدين بارتكاب ثلاث جرائم قتل ليلة رأس السنة عام 1993 ذهب ضحيتها صديقته السابقة التي تعرضت للضرب حتى الموت وولداها اللذان قضيا طعنا. وبعد أن اعتبرت هيئة المحلفين سكينر مذنبا في 1995، رفضت ولاية تكساس السماح له بالخضوع لفحص الحمض الريبي النووي على نفقته ليثبت أنه لم يرتكب هذه الجرائم. وقال روب أوين محامي سكينر في بيان: «هذه المهلة تدل على أن المحكمة العليا ترى أن هناك مشكلات في هذا الملف تستحق أن تدرس بعناية».

وكان الادعاء أثبت خلال المحاكمة وجود المتهم في موقع الجريمة، أي في منزله، وهو أمر لم ينكره. وكانت ملابسه ملطخة بدماء اثنين من الضحايا الثلاث، لكنه يؤكد أن شخصا آخر ارتكب الجرائم، لأنه كان غائبا عن الوعي لدى وقوع الجرائم. وأثبت فحص دم خضع له سكينر وجود مزيج من المسكنات والمهدئات والكحول في جسمه.

وقبل 10 سنوات تلقى سكينر دعم أستاذ في الصحافة في جامعة نورث ويسترن الذي أعاد تمثيل الجرائم مع طلابه.

وقال الأستاذ ديفيد بروتس في رسالة إلى لجنة العفو إنه «ليس هناك اعترافات ولا شهود ولا دوافع ولا ميول إلى العنف لدى سكينر». لكن اللجنة رفضت الاثنين الماضي بالإجماع تعليق حكم الإعدام. واتهم بروتس أحد أقارب صديقة سكينر السابقة المعروف بعنفه، والذي ضايق قريبته في حفلة لرأس السنة حضرتها وحدها، ولم يتم استدعاء هذا الشخص يوما لاستجوابه.

ورأت المحكمة العليا أن لا شيء يلزم الولايات السماح بفحوص الحمض الريبي النووي بعد المحاكمة مما يحد نافذة الأمل لدى المحكوم عليه. لكن حاكم ولاية تكساس ريك بيري قد يحاول، إذا أظهر رأفة، التخفيف من وطأة الانتقادات التي تعرض لها بعد أن تكشفت في سبتمبر (أيلول) الماضي معلومات أفادت أنه أجاز في 2004 إعدام تود ولينغهام على الرغم من تلقيه قبل ساعات من إعدامه تقريرا استنتج أنه بريء.

يشار إلى أن ولاية تكساس نفذت حكم الإعدام في 451 محكوما منذ 1976، متقدمة على جميع الولايات الأميركية الأخرى التي تطبق فيها عقوبة الإعدام. وأفرجت الولايات المتحدة عن 17 محكوما بالإعدام في السنوات الأخيرة بفضل فحوص الحمض الريبي النووي.