مسؤول أميركي لـ «الشرق الأوسط»: لا نظن أن إيران اتخذت قرارا بتطوير سلاح نووي

قلق في واشنطن من تأثير طهران الإقليمي وجهودها لبناء النفوذ في العراق

TT

في وقت تزيد فيه الإدارة الأميركية من جهودها للضغط على إيران لمنعها من الحصول على التقنيات الكافية لتطوير سلاح نووي، ما زالت أجهزة الاستخبارات الأميركية متأكدة من أن النظام الإيراني لم يتخذ بعد قرار تطوير سلاح نووي. وتعتبر الاستخبارات الأميركية أن حيازة إيران سلاحا نوويا يشكل تهديدا حقيقيا لمصالحها الوطنية، وتراقب التطورات في إيران عن كثب لمعرفة المرحلة التي وصلت إليها في تطوير السلاح النووي.

وقال مستشار «مجلس الاستخبارات الوطني» ومدير موظفي التحليل فيه الدكتور ماثيو باروز إن «المعلومات الاستخباراتية ما زالت تشير إلى أن إيران تبقي خيار الحصول على أسلحة نووية مفتوحا». وردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول ما إذا كانت إيران ما زالت لم تتخذ قرار تطوير السلاح النووي، أوضح: «لا أظن أن القرار قد اتخذ، وهذا مجال يمكننا أن نؤثر عليه، ولهذا تعمل الولايات المتحدة ودول أخرى على ذلك». وتعتبر واشنطن أنه من الضروري العمل على الضغط على إيران لمنعها من اتخاذ قرار تطوير سلاح نووي، أو الحصول على التقنيات التي تسمح لها بذلك في حال قررت المضي قدما في تطوير برنامج عسكري نووي. ورفضت وزارة الخارجية الأميركية التعليق على تصريحات باروز، على أنها معلومات استخباراتية لا تعلق عليها. ولكن قالت ناطقة باسم الخارجية إن القضية الرئيسية هي أن «إيران لا تلتزم بواجباتها تماشيا مع نظام منع انتشار الأسلحة النووية». وأضافت أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قدم «خيارا واضحا لإيران: التزموا بالتزاماتكم الدولية واحصلوا على منافع العلاقات الطبيعية أو واجهوا المزيد من العزلة والتبعات المؤذية». وتابعت أن «هدفنا ما زال خطابا موحدا وواضحا من المجتمع الدولي لمحاسبة إيران حسب واجباتها نحو الوكالة الدولية للطاقة الذرية ونظام منع انتشار الأسلحة النووية ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة». وتشدد الإدارة الأميركية على برامج إيران السرية النووية التي كشفت وتثير التساؤلات حول برنامجها النووي. وأوضح باروز أن المعلومات لدى «مجلس الاستخبارات الوطني»، وهي وكالة تحصل على المعلومات الاستخباراتية من وكالات الاستخبارات الأميركية الـ16 وتقدم المعلومات للحكومة الأميركية، تشير إلى أن «إيران لديها القدرة العملية والتقنية لتطوير سلاح نووي في السنوات القليلة المقبلة في حال قررت ذلك، والقرار أمر أساسي». ولفت إلى أن «الولايات المتحدة تسعى إلى التأثير على هذا القرار مع حلفائنا.. الرأي أنه يمكن إقناعهم من خلال التفكير في الفائدة (من البرنامج النووي) مقابل تكلفته». وأضاف أن تطوير إيران لأسلحتها البالستية أيضا يثير مخاوف الولايات المتحدة. وتحدث باروز عن البرنامج النووي الإيراني خلال لقاء مع مجموعة من الصحافيين الأجانب في واشنطن لمناقشة التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة، التي تشمل تطوير إيران إمكانية الحصول على سلاح نووي بالإضافة إلى توسيع نفوذها في المنطقة. وأوضح باروز: «لدينا قلق بعيد الأمد تجاه تأثيرها الإقليمي»، مشيرا إلى جهود إيران لـ«بناء النفوذ في العراق»، بالإضافة إلى دعمها لحزب الله وحماس. أما بالنسبة للوضع الداخلي، فقال إن «قلقنا الحقيقي هو أن القوى المحافظة تحاول أن تفرض موقعها» في البلاد بعد توسع القوى المعارضة لها. وكلها عوامل تراقبها واشنطن لمعرفة توجهات إيران في ما يخص تطوير سلاح نووي وتوسيع نفوذها في المنطقة.

وعن التهديد الأمني من «القاعدة»، قال باروز: «قدرة تنظيم القاعدة على شن هجمات جماعية مثل تلك التي قام بها في 11 سبتمبر (أيلول) 2001 قد تراجعت كثيرا، ولكن ما زال هناك تهديد من الإرهاب». وأضاف: «ما يقلقنا هو الهجمات الفردية التي يلهمها تنظيم القاعدة أو يدعمها أو يخطط لها مباشرة»، مشيرا إلى محاولة تفجير طائرة أميركية من قبل النيجيري عمر الفاروق. وأوضح: «نحن قلقون من الآراء المتطرفة وتأثير الجماعات الإرهابية بما فيها داخل الولايات المتحدة». من جهة أخرى، تحدث باروز عن تهديد الأمن الإلكتروني الأميركي، معتبرا أن هذا من أبرز التهديدات التي تواجه الولايات المتحدة.