مصادر رسمية سعودية لـ«الشرق الأوسط»: الارتباط بين «قاعدة» السعودية واليمن تم بذراع الحوثيين

اعترافات محمد العوفي «أبو الحارث» حملت أول المؤشرات عن هذا التحالف

TT

كشفت قائمة المقبوض عليهم الـ113، الذين أعلنت عنهم وزارة الداخلية السعودية أول من أمس، عن الدور القاعدي المتزاوج (السعودي - اليمني) بذراع سرية حوثية، كما أكدت مصادر رسمية سعودية لـ«الشرق الأوسط»، التي قالت إن الدور الحوثي «تأكد باعترافات سابقة لقائد التنظيم السعودي، الذي نفاه بعد ذلك عبد الملك الحوثي قائد التمرد المسلح في محافظة صعدة شمال غرب اليمن».

وكان القيادي السابق في تنظيم القاعدة، محمد عتيق العوفي الحربي، قد قال في اعترافات بثتها القناة الأولى السعودية في وقت سابق إن جهات استخباراتية دولية تقود الأفراد باسم المجاهدين، مؤكدا وجود جهود منصبة نحو استهداف اليمن والسعودية.

ونجح التنظيم القاعدي في إتمام التزاوج المشترك بين السعودية واليمن رسميا في عام 2009، كما أطلقت على نفسها عقب التوحد «القاعدة في شبه الجزيرة العربية»، على الرغم من بزوغ مؤشرات الاندماج منتصف 2008 عقب لجوء القيادي الأبرز أبو همام القحطاني، في بيان رسمي أصدره في مجلة «صدى الملاحم» الخاصة بنشر بيانات التنظيم، الذي كان بعنوان (هيا إلى اليمن)، دعا فيه تنظيم القاعدة إلى ضرب السعودية من خلال الاستقرار في اليمن، باعتبارها ملاذا آمنا وسبيلا ناجحا لإعادة ترتيب الصفوف عقب الضربات المتتالية التي تلقاها تنظيم القاعدة في السعودية، معلنا ولاءهم لقائد التنظيم في اليمن أبو بصير الوحيشي ليصبح الزعيم الإقليمي بمباركة الزعيمين ابن لادن والظواهري، فخياران لا ثالث لهما إما الذهاب إلى أفغانستان والعراق أو العودة إلى اليمن.

العملية الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل مطلوبين في نهاية شهر شوال 1430 (الشهري والحربي)، أطاحت بمجموعة كبيرة من اليمنيين في السعودية، وكشفت إحدى الأوراق بحوزة أحد المطلوبين عن أحد الأسماء اليمنية، التي كشفت من خلاله عن سلسلة من الأعضاء الأجانب (اليمنيين)، كما ضمت إحدى الخلايا، التي أعلنت عنها الداخلية مساء أمس، 4 أجانب قدموا بتأشيرة عمرة واثنين بتأشيرة زيارة للقيام بعمليات تفجير لمنشآت نفطية في منطقة الشرقية.

تزاوج التنظيم السعودي واليمني ساعد في إعادة تقوية الأخير بالدعم المالي الكبير من الأعضاء السعوديين، بالإضافة إلى خبرتهم القتالية والتنظيمية والإدارية، التي استفاد منها التنظيم اليمني، ومكن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية من زيادة أطماعه لتأخذ أبعادا إقليمية وعالمية من خلال محاولة الاغتيال الفاشلة لوزير الداخلية السعودي والمحاولة الفاشلة بتفجير الطائرة الأميركية.

وكان محمد العوفي، الذي سلم نفسه للسلطات السعودية بعد هروبه إلى اليمن إثر استعادته من غوانتانامو، قد اتهم الحوثيين وإيران بمساعدة «القاعدة».

وقال في اعترافاته: « يأتينا المال عن طريق هؤلاء الاستخبارات، وهؤلاء الأشخاص والمجاهدين، وعندك الحوثيون أتوا وتكلموا وعرضوا المال علينا، وقالوا تريدون الملايين، نحن نأتيكم من قِبل إيران. ويوم عرفت الأمر هذا، هناك تحرك في إدارة ليست إدارة الشباب، بل إدارة تدور من فوق، ولكن الصورة الظاهرة المجاهدون.. وعندما تبينت هذه الأمور اتضحت الصورة فصرت أركز على هذه الأمور حتى عرفت أن هناك دولا تقود هذه الفئة القليلة في اليمن، وأن هناك إدارة وهمية غير إدارتنا».

وقال العوفي في اعترافاته إن تنظيم القاعدة كان يخطط لاعتماد استراتيجية جديدة لتنفيذ أعمال إرهابية داخل السعودية تقوم على مبدأ استنزاف الدولة من خلال تشكيل سرايا (مجموعات أفراد) تترصد أهدافا في مختلف أنحاء البلاد قبل أن تعرضها على قيادة التنظيم داخل الأراضي اليمنية، وبعد ذلك يتم وضع الخطط المناسبة للتنفيذ، وعند الانتهاء تعود تلك السرايا إلى اليمن، مما سيظهر فشل السلطات السعودية أمام الرأي العام في القبض على المنفذين، بحسب تلك الاستراتيجية.

وكشف العوفي عن علاقة الاستخبارات الإيرانية والمتمردين الحوثيين بتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» واستعدادهم لمدِّهم بالمال والأسلحة اللازمة لتنفيذ العمليات.

واتهم عبد الملك الحوثي، قائد التمرد المسلح في محافظة صعدة شمال غرب اليمن، السعودية بتلفيق الادعاءات حول وجود صلات للحوثيين بتنظيم القاعدة، التي أدلى بها السعودي عتيق العوفي الحربي القيادي الميداني السابق لتنظيم القاعدة، وكشف فيها عن تقديم حركة التمرد الحوثية الدعم لتنظيم القاعدة لضرب الأمن والاستقرار في اليمن والسعودية، واعتبر أن الهدف من هذه التلفيقات هدف سياسي.

وأضاف أن ما ذكره العوفي عن علاقة أجهزة الاستخبارات إلإيرانية والحوثيين بتشكيل وتوجيه ودعم تنظيم القاعدة في اليمن بأنه مجرد أكاذيب وافتراءات إرهابية.