مسؤول بلجنة المناصحة السعودية: ننتظر التحقيقات لمناصحة «سيدة خلية الـ113»

محمد الوادعي أكد لـ«الشرق الأوسط» وجود فريق نسوي لمواجهة فكر «المتشددات»

TT

أبدى مسؤول سعودي، يعمل في لجنة مناصحة مُقتنعي الفكر «المُتطرف» استعداد اللجنة لمناصحة أي امرأة، قد ترد معلومات عن مشاركتها في أعمال تخريبية، أو أفكار تدعم ذلك التوجه المنحرف.

وأكد الدكتور محمد الوادعي، المنسق العلمي للجان المناصحة في حديث لـ«الشرق الأوسط»، استعداد لجنته للبدء بمناصحة المرأة، التي وردت معلومات عن تحفظ السلطات الأمنية عليها، ضمن 113 إرهابيا، مثلوا شبكة كانت على وشك تنفيذ أعمال تخريبية في السعودية.

وربط الوادعي مناصحة المرأة بالفراغ من التحقيقات التي تجريها الجهات الأمنية معها. وقال: «اللجنة لديها عناصر نسوية، مؤهلة تأهيلا عاليا من الجوانب كافة (العقدية، والفكرية، والنفسية، والاجتماعية) من جامعتي الملك سعود وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض»، من دون أن يحدد أعدادهن، مُبرزا في الوقت ذاته كفاية عضوات اللجنة، وقال: «لدينا أكثر من حاجتنا من الأعداد النسوية».

وسبق للجنة، طبقا للوادعي، أن قامت بمناصحة امرأة سعودية، لا تتمتع بعقيدة تكفيرية راسخة، وذات مستوى تعليمي دون الجامعي، خلال فريق عمل، أعد بعد الفراغ من مناقشتها تقريرا متكاملا عن توجهاتها الفكرية.

وأضاف منسق لجان المناصحة العلمي: «متابعة أسر المطلوبين، أو من تم القبض عليهم، مهمة ملقاة على عاتق العاملات مع اللجنة، مع التركيز على ما إذا كان للمنزل، والحالة الاجتماعية، دور في انحراف سلوكياتهم، وتبنيهم الفكر التكفيري المتطرف، عبر زيارات ميدانية لكافة مناطق السعودية من قبل مختصات، للكشف عن مدى وجود أي انحراف فكري جهادي مغلوط».

ولا يرى الدكتور الوادعي اعتناق الفكر المتشدد والتكفيري من قِبل النساء بلغ حد الظاهرة، وقال: «ما زال الأمر قضايا فردية ولم يبلغ حد الظاهرة».

وبشأن الدور النسائي في الأعمال الإرهابية وانخراطهن في تلك التوجهات، خصوصا في مجال الإنترنت، كشف المقدم فهد الغفيلي، الباحث السعودي في الأمن الفكري، عن تفاوت الأدوار التي يقمن بها النساء، وحصرها بين «أعمال خفيفة مساندة»، بدءا بالتستر والسكوت، مرورا بجمع المال، والتجهيز، ونشر الفكر، وحتى المشاركة المباشرة، التي تصل إلى القيام بعمليات انتحارية.

وأضاف الغفيلي: «على الرغم من تصلب مواقف التنظيم تجاه المرأة، فإنه يقوم بإدراج النساء، لاستخدامهن بغية تحقيق أهدافه وإيصال رسالته، خاصة في ظل الرقابة الشديدة، التي تفرضها الجهات الأمنية على معظم الوسائل التي تُستخدَم لنشر الفكر الضال، والرامية لكسب التعاطف مع تلك التوجهات المنحرفة».

ويرى الغفيلي أن الزوج أو الأخ يكون سببا رئيسا مؤثرا في دفع المرأة إلى التعاطف مع تلك الجماعات الخارجة عن القانون، خاصة إذا كانت المرأة من النساء اللاتي يتصفحن شبكة الإنترنت، ويكثرن من زيارات المواقع الخاصة بهم، وقد تصل إلى ممارسات إرهابية، تنتهي بها إلى عمليات انتحارية، خاصة عند استغلال عواطفها.

وقال: «من الممكن أن تُحيط الأسرة بمدى تبني الفتاة للفكر الضال، من خلال كثرة دخولها مواقع الفئات الضالة وقراءة محتوياتها والمشاركة بالكتابة والردود أحيانا، بالإضافة إلى تخزينها صورا متطرفة، وكثرة تذمرها من الأوضاع الداخلية في المجتمع، والنظر إليه بصورة سوداوية مبالغ فيها، مما يجعلها تبحث عن جهة تلقي اللوم عليها، فيكون ذلك، عن طريق الطعن في ولاة الأمر، وتسفيه كبار العلماء، إلى جانب تبني فتاوى الغلاة، ومن ثم الجنوح للغلو والتصادم مع الأسرة، من خلال اعتقادها المتشدد بحرمة ما أحله الله، مما يجعلها تشعر بالغربة الوهمية داخل المجتمع».