جدل ساخن حول برامج «رفض المعاشرة الزوجية» و«خروج المرأة بدون إذن الزوج»

مدير محطة «إسلام» لـ «الشرق الأوسط»: لا أصوليين على شاشتنا ومنهجنا وسطي معتدل

TT

تعرضت قناة «إسلام» التي تبث باللغة الإنجليزية من لندن إلى جميع أنحاء أوروبا وقارة أفريقيا على مدار الساعة عبر 7 أقمار صناعية، إلى انتقادات حادة خلال اليومين الماضيين، حيث راجت مزاعم تدعو الزوجات المسلمات إلى عدم رفض «المعاشرة » مع أزواجهن، ويجب أن لا تخرج من البيت دون إذن زوجها.

وتلقت «الشرق الأوسط» بيانا من مؤسسة كويليام لمكافحة التطرف في بريطانيا يتحدث عن تلك المزاعم، وقال ماجد نواز، مدير «مؤسسة كويليام البحثية لمكافحة التطرف الديني»، في اتصال هاتفي أجرته معه «الشرق الأوسط»، أمس: إنه راقب برامج القناة الإسلامية قبل إصدار البيان المنسوب لمؤسسته لمدة 3 أشهر. وأضاف نواز، المسؤول الدولي السابق عن التجنيد في جماعة حزب التحرير الإسلامي، الذي انشق عن التنظيم الأصولي بعد قضائه 4 سنوات في سجون مصر بتهمة الانتماء إلى الحزب، أن هناك أصوليين عربا من حزب التحرير، ظهروا على شاشة القناة كمقدمي برامج، بل إنه أكد أنه شخصيا كان مذيعا في نفس القناة قبل أن ينشق عن حزب التحرير، وأشار إلى أنه لاحظ تسامحا في بعض برامج القناة ضد المذاهب والفرق الأخرى مثل الصوفية، الذين وصفتهم القناة بأنهم «أهل بدعة» على حد قوله. وقال نواز إنه حتى نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي كانت القناة تعرض إعلانات لشراء شرائط الإمام المتطرف الأميركي، اليمني الأصل، المطلوب بالإرهاب أنور العولقي، وكان يسمح للعامة بتنزيل أشرطته. والعولقي واعظ مرتبط بعمر عبد المطلب الذي حاول تفجير طائرة دلتا الأميركية فوق مطار ديترويت ليلة أعياد الميلاد، وكذلك الميجور نضال حسن الذي قتل 13 جنديا في قاعدة فورت هود في تكساس العام الماضي. ودعت مؤسسات في لندن للتحقيق في عمل القناة، التي زعمت «استضافة وجوه أصولية». كما ورد في أحد برامج القناة أن «غالبية الناس في النار سيكونون من النساء لأنهن السبب في المعاناة والنكبات في المجتمع الغربي» بحسب نواز. وكانت القناة، بحسب مدير مؤسسة كويليام، بمثابة منبر للدعاية لحزب التحرير، وهو تنظيم أصولي أراد توني بلير أن يفرض عليه الحظر بعد تفجيرات لندن عام 2005. «الشرق الأوسط» توجهت إلى محمد علي الحارثي المدير العام لـ«إسلام شانيل»، فقال: «إن نجاحنا في الإعلام هو الذي يضمر القلوب ضدنا». وأضاف في اتصال هاتفي مع «الشرق الأوسط» أنه بحسب الإحصائيات الحكومية، فإن 60 في المائة من مسلمي بريطانيا يتابعون برامج القناة. وقال: إن وزارات الداخلية والخارجية والشؤون الاجتماعية البريطانية يعتبرون القناة من أهم وسائل التأثير على مسلمي بريطانيا. وأوضح لقد انتهينا من إعداد برنامج عن الانتخابات البريطانية المقبلة التقينا فيه قادة الأحزاب البريطانية ورئيس الحكومة غوردن براون سيعرض خلال الأيام المقبلة، تحدثوا فيه عن رؤيتهم السياسية وأهمية صوت الناخب البريطاني المسلم. ونفى الحارثي مدير «إسلام شانيل» ظهور أصوليين على شاشة القناة، وقال: «الإسلام الذي نقدمه هو المنهج الوسطي لجماعة أهل السنة والجماعة، والذي يؤمن به عموم المسلمين في كل مكان». وتحدث عن جماعات ضغط تريد إسكات صوت القناة، وقال: من إنجازاتنا مؤتمر سنوي عن الإسلام يعقد في قاعة معارض اكسيل خلال أكتوبر (تشرين الأول) من كل عام، وفيه نعرض أجزاء من كسوة الكعبة المشرفة ومجسمات للحرمين، وفي آخر مؤتمر أكتوبر الماضي زارنا 6 من وزراء الحزب الحاكم. وقال: إن الضجة الحالية سببها برنامج نسائي تقدمه السيدات المسلمات يتحدثن فيه عن التحديات التي تواجهها المرأة المسلمة، وهو برنامج أسبوعي يعاد مرتين، وتشارك فيه مجموعة من المسلمات الباحثات، اللاتي لاحظن ارتفاع نسبة الطلاق بين أبناء الجالية المسلمة، وقدمت الباحثات في البرنامج نصائحهن من خلال المنظور الإسلامي، وثارت الضجة، ولم تتوقف بعد.