الانتخابات العراقية: علاوي يتقدم على المالكي بمقعدين.. ويعد بتشكيل حكومة وحدة وطنية

واشنطن والأمم المتحدة ترحبان.. ورئيس الوزراء يطعن في نتائجها ويتوعد بـ«غربلة» الفائزين

إياد علاوي، رئيس القائمة العراقية، يبتسم وهو يتحدث للصحافيين بعد تأكد فوز قائمته في الانتخابات البرلمانية في العراق أمس (أ.ب)
TT

هنأ إياد علاوي، رئيس القائمة العراقية رئيس الوزراء العراقي الأسبق، الشعب العراقي بعد فوز قائمته في الانتخابات التشريعية بحصوله على 91 مقعدا في البرلمان العراقي بفارق مقعدين عن خصمه رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي. وبينما أكد الأخير أنه لن يقبل نتائج الانتخابات واصفا إياها أنها «غير مقبولة» وأنه سيطعن فيها، رحبت الأمم المتحدة وواشنطن بالنتائج مؤكدتين «نزاهتها».

وحصلت قائمة العراقية على 91 مقعدا، في حين نال ائتلاف رئيس الوزراء نوري المالكي 89 مقعدا من أصل 325 مقعدا في البرلمان الجديد، بحسب النتائج الرسمية النهائية التي أعلنتها المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وجاء الائتلاف الوطني العراقي، بقيادة المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، بزعامة عمار الحكيم في المركز الثالث وحصل على 70 مقعدا، وحل التحالف الكردستاني الذي يضم الحزبين الكرديين الرئيسيين على 43 مقعدا.

وقال علاوي في تصريح خص لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس «أهنئ الشعب العراقي، وأعتبر هذا الفوز نصرا للعراقيين الذين اختاروا الإجماع الوطني والتغيير، وأعلنوا قبر المحاصصة الطائفية والسياسية».

وأضاف علاوي الذي كان منشغلا بتسلم التهاني بينما احتشد الآلاف من العراقيين من أنصار القائمة العراقية أمام بيته في حي الحارثية بجانب الكرخ من بغداد، قائلا: «لقد صوت العراقيون ضد المحاصصة، وقد أصروا على التغيير، على الرغم مما تعرضوا له من إرهاب وتفجيرات يوم الاقتراع، ولولا هذه العمليات لحصلت قائمتنا على مقاعد أكثر»، معتبرا هذه النتائج «خطوة مهمة من أجل التغيير في العملية السياسية».

وقال علاوي: «سيعود الشعب العراقي مرفوع الرأس مثلما كان دائما» وأعد العراقيين «بتشكيل حكومة شراكة وطنية تهتم بالخدمات، وتعمل على بناء دولة المؤسسات واحترام القضاء».

وقال علاوي في مؤتمر صحافي عقده في وقت لاحق إنه على استعداد للعمل مع كل الأطراف (الفائزة والتي لم تفز) من أجل تشكيل الحكومة المقبلة. وأضاف أن «نتائج الانتخابات تعني تكليف (قائمته العراقية) تشكيل الحكومة المقبلة والعمل مع كل الأطراف التي فازت أو التي لم تفز لتشكيل الحكومة». وتابع أن «العراق يعبر عن استعداده لمد يد الأخوة لكل دول الجوار، سورية والسعودية وتركيا وإيران والأردن والكويت، على أساس التواصل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية»، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية.

ومن جانبه، عقد المالكي فور إعلان النتائج النهائية مؤتمرا صحافيا مشتركا حضره جميع رؤساء الكتل والأحزاب والشخصيات المؤتلفة مع المالكي الذي أكد خلاله رفضه القاطع لنتائج الانتخابات.

وقال المالكي إن «النتائج التي أعلنتها المفوضية غير متوقعة وغير مقبولة لا من قبل الشعب العراقي ولا حتى من الكيانات السياسية المشاركة في هذه الانتخابات»، مشيرا أن «النتائج عكست تلاعبا كبيرا».

وضرب المالكي مثلا بشأن وزير الدفاع العراقي عبد القادر العبيدي المرشح عن قائمته وقال «هل يصح أن وزير الدفاع لا يتمكن من الحصول إلا على 82 صوتا من وزارته التي فيها عشرات الآلاف من المنتسبين؟»، كما أشار إلى «شكوك حول أصوات وزير الداخلية جواد البولاني الذي يتزعم تحالف وحدة العراق، فمن غير الممكن أن يحصل وزير الداخلية على 1800 صوت من وزارة الداخلية».

وتابع المالكي: «نحن نقول إن هناك شكا في نتائج الانتخابات وفي عمل المفوضية، وما أكد هذه الشكوك هو رفض المفوضية لطلبات إعادة الفرز التي رفعها رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء».

وبشأن إمكانية تشكيله للحكومة المقبلة، قال المالكي إن «المباحثات مستمرة وهناك فسحة من الوقت لتشكيل هذه الحكومة من خلال تحالفنا مع كتل أخرى داخل البرلمان المقبل، لكننا حاليا لن نقبل هذه النتائج التي هي بالتأكيد أولية وليست نهائية»، مضيفا: «ما زال الوقت مبكرا لتصفيات وغربلة المشاركين في الانتخابات وإبعاد قسم منهم، فهناك إرهابيون متورطون في عمليات إرهابية رشحوا أنفسهم، وهناك من هو داخل السجن اتهم بقضايا مختلفة، وهناك بعثيون يجب إبعادهم من قوائم الفائزين».

وحذر المالكي مفوضية الانتخابات بقوله إن «محكمة الشعب والقانون لن يسامحا ولن يستهينا بمن استخف بأصوات الشعب ومن تلاعب بهذه الأصوات وأعطى لغير صاحب الحق بها»، ودعا «كل من لديه شكوى أو ثبت خروقات أن يقدمها للمحاكم العراقية ويجب أن تنتهي كل هذه التفاصيل كي تبدأ إجراءات الانتقال السلمي للسلطة».

وأكد المالكي أنه وقائمة «دولة القانون» التي يتزعمها «سنمضي نحو تشكيل حكومة وطنية (...) ونجري حوارا باتجاه تشكيل الكتلة النيابية الأكبر التي ستتولى قطعا تشكيل الحكومة المقبلة، والأمور تحت السيطرة وتسير بشكل طبيعي».

ومن جانبها، رحبت الولايات المتحدة بانتهاء العملية الانتخابية في العراق، معتبرة أنها «محطة مهمة في التطور الديمقراطي للبلاد». وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي «نهنئ الشعب والحكومة العراقيين (...)، إنها محطة مهمة في التطور الديمقراطي للعراق».

بينما أعلنت السفارة الأميركية في بغداد وقائد القوات الأميركية في العراق عدم وجود أدلة على حصول عمليات «تزوير بشكل واسع» في الانتخابات التشريعية في العراق. وأفاد بيان رسمي أن السفير كريستوفر هيل وقائد القوات الأميركية الجنرال راي أوديرنو «يؤيدان ما توصل إليه المراقبون العراقيون والدوليون الذين لم يجدوا دلائل على وجود تزوير واسع يشكل خطرا».

ومن جانبه، أكد ممثل الأمم المتحدة لدى العراق آد ميلكرت أن الانتخابات العراقية كانت «ناجحة وتتمتع بالمصداقية» مناشدا جميع الأطراف «قبول النتائج مهما كانت».