نتنياهو يرفض طلب واشنطن وقف الاستيطان

أوباما يهدد بطرح خطة تسوية أميركية

TT

في ظل حملة ضغوط يمينية شديدة تطالب «بالصمود» في وجه الضغوط الأميركية، ووسط تهديد بأن يطرح الرئيس باراك أوباما مشروع تسوية أميركيا للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، التأمت مجموعة الوزراء السبعة التي تقود الحكومة الإسرائيلية للبحث في المطالب الأميركية لإطلاق مفاوضات السلام غير المباشرة مع الفلسطينيين، ولكنها لم تتوصل إلى اتفاق. وأعلن مصدر حكومي أن الوزراء المذكورين يحتاجون إلى اجتماعين آخرين أو ثلاثة كي يتوصلوا إلى قرار. وقد شعر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بشيء من الإهانة عندما قيل له إن اليمين يمارس ضغوطا عليه، فقال: أنا لست بحاجة إلى ضغوط من أحد في سبيل البناء في مدينة القدس. فالبناء هناك هو مشروع حياتي.

وبدا مما تسرب من الاجتماع أن الطلبات الأميركية التي تعتبر صعبة على إسرائيل هي بالأساس مطلب إجراء مفاوضات مكثفة تنتهي بعد سنتين حول التسوية النهائية الدائمة للنزاع، على أساس دولتين للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وتجميد البناء الاستيطاني طيلة هذه الفترة في جميع أنحاء الضفة الغربية والقدس الشرقية.

واتضح قبيل الجلسة أن خمسة من مجموع سبعة وزراء يرفضون الاستجابة للمطالب الأميركية هم: نتنياهو نفسه، ووزراء: الخارجية، أفيغدور ليبرمان، والداخلية، ايلي يشاي، والشؤون الاستراتيجية، موشيه يعلون، ووزير الدولة، بيني بيغن. فقط وزير الدفاع، ايهود باراك، ووزير المخابرات، دان مريدور، أيدا التجاوب معها. وقال باراك إن عدم التجاوب سيؤدي إلى صدام مع الإدارة الأميركية، وهذا ليس في صالح إسرائيل، بل يلحق ضررا كبيرا بمصالحها العسكرية والأمنية ويمس بالجهود الإسرائيلية لمنع التسلح النووي الإيراني.

وكان من المفترض أن يجتمع القادة الإسرائيليون على عجل في الليلة قبل الماضية، حال وصول نتنياهو من واشنطن، إلا أنه بتأثير من وزير الخارجية، ليبرمان، تم تأجيل الاجتماع إلى يوم أمس. وقال ليبرمان: إن «البهدلة» التي تعرض لها نتنياهو في واشنطن لا تعني أن يرضخ قادة إسرائيل للطلبات التي لا يستطيعون قبولها - «فنحن لسنا دولة موز، بل دولة مستقلة. لا نفتش عن سبيل للصدام مع الولايات المتحدة، بل بالعكس، نضع العلاقات الإيجابية معها فوق أي اعتبار. ولكننا في الوقت نفسه دولة مستقلة، لها مصالح وخطوط حمراء ونطلب من أصدقائنا أن يحترموا إرادتنا».

وخلال الليل وطيلة الساعات قبل الاجتماع، تعرض الوزراء السبعة لحملة ضغوط من قوى اليمين المتطرف داخل الليكود وفي صفوف المستوطنين. فقد نشرت مجموعة منهم أرقام هواتف الوزراء السبعة طالبة من «كل من تعز عليه أرض إسرائيل» أن يرسل رسالة هاتفية مكتوبة لهم تطالبهم بعدم الرضوخ للإرادة الأميركية. وتوجهت إلى الوزراء مجموعة «اللوبي من أجل أرض إسرائيل»، التي تضم 40 نائبا من أحزاب اليمين في الكنيست، بالدعوة إلى «أن لا يخونوا ناخبيهم» ويوافقوا على «ضرب المشروع الاستيطاني في أرض إسرائيل عموما وفي القدس بشكل خاص».

وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن الوزيرين يشاي وليبرمان هددا نتنياهو بالانسحاب من الائتلاف الحاكم إذا رضخ للضغوط الأميركية. ونسب إلى ليبرمان قوله إن نتنياهو كان ينوي الرضوخ والتوقيع على وثيقة خطية بالمطالب الأميركية، لكن ليبرمان منعه من ذلك وطلب منه أن يعود فورا إلى البلاد وبعدئذ نتفاهم.

بيد أن ناطقا بلسان نتنياهو اعتبر هذا النشر مغرضا ومهينا. وقال إنه ليس بحاجة إلى ضغوط من ليبرمان أو يشاي أو غيرهما لكي يحافظ على القدس «عاصمة أبدية موحدة للشعب اليهودي ودولته». ولكن نتنياهو، وخشية أن يتسبب تصريحه بأزمة جديدة مع واشنطن، قال إنه سيتنازل للأصدقاء الأميركيين في كل شيء، ما عدا موضوع القدس. وراح يمتدح الرئيس باراك أوباما ويقول «إنه صديق كبير لإسرائيل».

من جهة ثانية كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أمس، أن الرئيس أوباما هدد نتنياهو بأنه في حالة رفض إسرائيل التجاوب مع المطالب الأميركية ودفع مفاوضات السلام إلى الأمام، فإنه سينشر على الملأ خطة أميركية للتسوية من طرف واحد. وذكرت الصحيفة أن الذين كشفوا في واشنطن عن الخيوط الأساسية للخطة ذكروا أنها تشمل إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل على حدود الرابع من يونيو (حزيران) 1967 مع تعديلات طفيفة، وتكون عاصمتها القدس الشرقية، على أن تبقى القدس مدينة مفتوحة وأن تدار الأماكن المقدسة داخل الأسوار من أطراف دولية.