«إهانة» نتنياهو في واشنطن تقويه في صفوف اليمين

حديث عن أنها تضعفه في أوساط الرأي العام الإسرائيلي

TT

في الوقت الذي يحظى به رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بتأييد واسع في صفوف اليمين واليمين المتطرف في إسرائيل بسبب الأزمة مع الإدارة الأميركية، و«الإهانات» التي تعرض لها في واشنطن، دلت نتائج استطلاع للرأي نشر، أمس، على أن شعبيته هبطت في أوساط الرأي العام الإسرائيلي. فبعد أن كان 42% من الإسرائيليين قالوا في الشهر الماضي إنه يدير الحكومة بشكل جيد و44% قالوا إنه يديرها بشكل سيئ، هبط مؤيدوه بنسبة 1% (41%)، وارتفع عدد الذين يعتبرون أداءه سيئا إلى 51%.

ومع أن الاستطلاع الذي أجرته صحيفة «هآرتس» استهدف سماع رأي الجمهور بمناسبة مرور سنة على انتخاب حكومة نتنياهو (نهاية الشهر)، فإن معدي الاستطلاع أكدوا أن الأزمة مع الولايات المتحدة أسهمت إلى حد ما في انخفاض شعبيته. ولكن الموقف العام منها بني على أساس الشعور العام بأن سياسته في كل القضايا سيئة، وأن الجمهور بدأ يفقد الثقة به بشكل خاص بسبب تنازلاته للأحزاب الدينية، التي تفرض عليه اتخاذ قرارات تزعزع الوضع القائم في القضايا الاجتماعية الحساسة، مثل تنازله لهم في إلغاء مشروع إقامة قسم الطوارئ الجديد في مستشفى أشكلون، لأن سلطة الآثار عثرت على عظام موتى في الأرض المعدة للبناء، فقرر نتنياهو نقل مكان البناء، مما يكلف خزينة الدولة أكثر من 40 مليون دولار إضافية.

وقد دلت نتائج الاستطلاع نفسه على أن الشخصية السياسية الأكثر شعبية في إسرائيل هو الرئيس شمعون بيرس، الذي أعرب 78% عن رضاهم من أدائه، يليه رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، جابي أشكنازي (74%)، وعميد بنك إسرائيل، ستانلي فيشر (74%)، ثم رئيس الكنيست روبي رفلين (57%)، ورئيس المخابرات العامة، يوفال ديسكين (55%).

وأما رئيس الموساد، مئير دجان، فقد حصل على علامة الرضا من 52%، وهي نسبة منخفضة بالمقارنة ببقية قادة الأجهزة الأمنية، ولا شك في أن هذا الانخفاض يشير إلى أن نسبة عالية من الإسرائيليين غير راضين عن النتائج السلبية لجريمة اغتيال القائد الحماسي محمود المبحوح في دبي.

وأما وزير الدفاع، إيهود باراك، فقد جاء ميزان الرضا وعدم الرضا منه سلبيا، حيث قال 45% إنهم راضون عن أدائه - في الشهر الماضي كانت النسبة 50% - فيما قال 46% إنهم غير راضين. والأمر الوحيد الذي يعزي باراك هو أن شعبية زميله، وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، منخفضة أكثر منه، حيث قال 36% فقط إنهم راضون عن أدائه، وقال 55% إنه فاشل.

بيد أن هذه النتائج لا تقلق كثيرا نتنياهو، فهو مطمئن إلى حقيقة أن الإسرائيليين، وعلى الرغم من صدودهم عنه، فإنهم لا يجدون له بديلا. فرئيسة حزب كديما المعارض، تسيبي لفني، التي تنافسه على رئاسة الحكومة، لا تحظى برضا غالبية الجمهور، إذ إن نسبة الراضين عنها تبلغ 46%، ونسبة غير الراضين 43%.

الجدير بالذكر أن قادة معسكر اليمين المتطرف، يحتضنون نتنياهو بقوة هذه الأيام. فقد صرح مدير عام مجلس المستوطنات في الضفة الغربية، نفتالي بانيت، بأن المستوطنين اليهود يعتزون بوقفة نتنياهو الصامدة في وجه الرئيس الأميركي، باراك حسين أوباما. وقال إن استمرار رئيس الوزراء في هذه الوقفة، الضمان للمشروع الاستيطاني. وهذا يجعله قائدا تاريخيا لدى الشعب اليهودي.وامتدحه أيضا وزير الداخلية، إيلي يشاي، رئيس حزب «شاس» لليهود الشرقيين المتدينين، الذي يعتبر مسؤولا بالدرجة الأولى عن الأزمة مع الولايات المتحدة.