إسرائيل تقمع بالقوة المظاهرات السلمية في الضفة الغربية

الجيش يعتقل ناشطا إسرائيليا وآخرين أجانب وفلسطينيين

TT

تشددت إسرائيل في مواجهة المظاهرات الشعبية الفلسطينية التي ينظمها فلسطينيون متضررون من الجدار الفاصل، في عدد من قرى الضفة الغربية، وقمع الجيش الإسرائيلي، أمس، بالقوة عدة مسيرات خرجت في قرى قرب رام الله وبيت لحم، وذلك بعد أسبوعين من إعلانه أن قريتي بلعين ونعلين منطقتان عسكريتان مغلقتان على الجميع.

وتحدى الفلسطينيون، أمس، القرار الإسرائيلي وخرجوا بالمئات في مظاهرات في بلعين ونعلين وقرية النبي صالح قرب رام الله، والمعصرة جنوب بيت لحم، ورد الجيش الإسرائيلي على هذه المظاهرات، التي شارك فيها رجال دين وسياسة بارزون، بالرصاص والغاز المسيل للدموع والضرب المبرح، وفي بلعين اعتقل الجيش ناشطا إسرائيليا.

جرت أكبر المظاهرات في بلعين حيث تعرض العشرات من المتظاهرين لحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، بعد أن خرجوا في مسيرة كبيرة بعد صلاة الجمعة احتجاجا على مواصلة بناء الجدار، ورفضا للقرار العسكري الإسرائيلي القاضي بإعلان القرية منطقة عسكرية مغلقة. ورفع المتظاهرون شعارات تندد باعتقال ناشطين فلسطينيين وأجانب، واشتبك هؤلاء مع الجيش الإسرائيلي الذي كان يكمن لهم قرب الجدار، ورد فورا بإطلاق النار والغاز وراح يلاحق المتظاهرين، واعتقل ناشطا إسرائيليا يدعى غور منتسير (54 عاما).

ويأتي اعتقال الناشط الإسرائيلي ضمن حملة اعتقالات اشتدت مؤخرا، وطالت ناشطين فلسطينيين وأجانب معا، وكانت النيابة الإسرائيلية قالت الثلاثاء الماضي، إن الدولة تملك حق اعتقال الأجانب في المنطقة (أ) في أراضي السلطة بناء على أمر صادر عام 1970 ويقضي بمنع الأشخاص غير المصرح لهم بالبقاء فيها مدة تزيد على 48 ساعة من دون إذن من القائد العسكري.

وقدمت النيابة هذه الحجة في محكمة تل أبيب اللوائية خلال الدفاع عن قرار اعتقال أريادنا جوفي مارتي وبريجيت تشابيل، وهما ناشطتان دوليتان، اعتقلتا في بيرزيت قرب رام الله الشهر الماضي.

وقالت النيابة الإسرائيلية إن مارتي وتشابيل تنتميان إلى «حركة التضامن الدولية»، وهي منظمة «تدعم نظاما فكريا معاديا للصهيونية، داعما للفلسطينيين، ويعتبر ثوريا في العالم». وتابعت: «ناشطو المنظمة يشاركون في أنشطة ضد قوات الأمن في مناطق الاحتكاك في يهودا والسامرة والقدس الشرقية». وادعت أن الناشطتين كانتا «تستغلان تأشيرات السياحة لتتمكنا من المشاركة في المظاهرات في مناطق الاحتكاك». وقال راتب أبو رحمة، منسق لجنة «مناهضة الجدار» في بلعين لـ«الشرق الأوسط» إن إسرائيل أعلنت حربا على الناشطين الفلسطينيين والأجانب، وقد أصدرت أوامر اعتبار القريتين أيام الجمعة مغلقتين عسكريا حتى تعطي لنفسها الحق في اعتقال المزيد.

ومنذ 3 أشهر تعتقل إسرائيل عبد الله أبو رحمة، شقيق راتب الذي كان يقود المظاهرات السلمية. وقال راتب إنهم ينتقمون من شقيقه. ويقول منظمو المظاهرات السلمية التي تحظى بدعم من قيادة السلطة، وكان قد تبناها وطالب بتعميمها رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، إنهم لن يستسلموا للحرب الإسرائيلية ضد النضال الشعبي الفلسطيني، وسيواصلون مظاهراتهم.