أميركي مشتبه به في هجمات مومباي تحاشى الشرطة الأميركية 7 سنوات

«إف بي آي» قلق من وجود آخرين مثله

TT

قال مصدر في قسم مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأميركية إنهم قلقون لأخبار قالت إن إرهابيا أميركيا باكستانيا تنقل حرا، خلال سبع سنوات، بين الولايات المتحدة وباكستان والهند وأوروبا، حتى اعتقل في السنة الماضية. وقال إن إجراءات ستتخذ لمنع تكرار مثل هذا الحادث. وإن مزيدا من التنسيق سيتم بين مكتبه ومكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي)، مباشرة في واشنطن، أو عن طريق مسؤولي المباحث الأميركية الموجودين في بعض السفارات الأميركية في الخارج. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت أمس أجزاء من محضر تحقيق مع ديفيد هيدلي، أميركي باكستاني، مشتبه به في هجمات مومباي، التي وقعت في مدينة مومباي الهندية في 2008، وأسفرت عن مقتل أكثر من 160 شخصا، فيه اعترافات تطوع بتقديمها بعد وعد بعدم المطالبة بالحكم بإعدامه. وجاء في الاعترافات تفاصيل تحركاته، ومنها أنه قابل مسؤولين في تنظيم القاعدة في باكستان. وزار إقليم وزيرستان قرب الحدود مع أفغانستان. وتعاون مع جنرال في القوات الباكستانية المسلحة له علاقات مع «القاعدة». واشترك في التخطيط للهجوم الإرهابي في مومباي، في الهند، قبل سنتين. ونسق بين شبكات إرهابية في أوروبا. وكان في طريقه إلى أوروبا لتنفيذ عملية إرهابية عندما اعتقل في مطار شيكاغو في أكتوبر (تشرين الثاني) الماضي. وأوضح محضر الاستجواب أن هيدلي اشترك في جمع ترسانات من الأسلحة في باكستان وأفغانستان. كما اشترك في تسليح تنظيم العسكر الطيبة التي تقاوم الاحتلال الهندي لجزء من كشمير. وأنه تدرب مرات كثيرة في معسكرات في باكستان تابعة للتنظيم. وكان دائما يعود إلى مقره في شيكاغو. وعاد إلى شيكاغو مباشرة بعد أن اشترك في تنسيق الهجوم الإرهابي في الهند. وحسب محضر الاستجواب، كشف هيدلي اسم الكولونيل الباكستاني عبد الرحمن هاشم سيد، وقال إنه عرفه مع تنظيم العسكر الطيبة. وعرفه مع محمد إلياس كشميري، مسؤول في تنظيم القاعدة في مقاطعة وزيرستان. وفي السنة الماضية، قابل كشميري لآخر مرة، وقال إنه وافق على خطة قتل رسام الكاريكاتير الدنماركي الذي كان رسم كاريكاتيرا مسيئا للنبي. وبعد هذه المقابلة، بدأت الاستخبارات الأميركية تراقبه، وبعد ذلك بشهور كان سافر إلى أوروبا، ثم عاد إلى شيكاغو، ثم استعد ليسافر إلى وزيرستان في مهمة يعتقد أنها كانت لتسليم فيديوهات عن خطة قتل رسام الكاريكاتير، وللحصول على الموافقة النهائية. أمس، قال جون ثايس، محامي هيدلي، إن موكله وافق على الاعترافات مقابل عدم الحكم عليه بالإعدام. وقال إن الاعترافات كانت سبب اعتقال الكولونيل هاشم سيد. وسبب محاولة قتل كشميري بواسطة طائرة «بريديتور» (بدو طيار). وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إنه يبدو أن محاولة قتله فشلت، ولا بد أنه لا يزال في قائمة المقتولين. ويبلغ ديفيد هيدلي الخمسين من العمر. ووالده كان دبلوماسيا باكستانيا في واشنطن، ووالدته أميركية. وتطلقا عندما كان صغيرا، وانتقل مع والده إلى باكستان. لكنه عاد إلى والدته عندما بلغ عمره سبع عشرة سنة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن والده «المسلم المحافظ» اختلف مع والدته «ذات الروح المتحررة». لكن، لم يكمل الابن دراسته الجامعية، وبدأ يدخل سلسلة من المشكلات. ثم تزوج وأنجب، واستقر في شيكاغو. لكنه استمر يدخل في مشكلات. وقبل اعتقاله الأخير، اعتقل أكثر من مرة. مرة قبل خمس عشرة سنة، عندما اعتقل لدوره في تجارة مخدرات في باكستان وأفغانستان. ثم وافق على التعاون مع وكالة مكافحة الإرهاب (دي اي إيه) لتقديم معلومات لها عن تجارة المخدرات. وعمل جاسوسا للوكالة في باكستان وأفغانستان لعشر سنوات تقريبا. خلال تلك السنوات، بدأ اتصالاته مع «القاعدة» والعسكر الطيبة.