مصادر لـ«الشرق الأوسط» القذافي يسعى للحصول على صلاحيات تخول له مساءلة موسى والدعوة لقمة طارئة وتمثيل العرب دوليا

الزعيم الليبي يطرح 3 نقاط لتفعيل دور رئاسة القمة التي سيتسلمها اليوم

TT

علمت «الشرق الأوسط» أن الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي، الذي ستنتقل إليه رئاسة القمة العربية التي ستبدأ أعمالها في مدينة سرت الساحلية اليوم من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، سيطالب القادة والزعماء العرب بمنحه صلاحيات أوسع خلال فترة توليه رئاسة القمة لمدة عام.

وكشفت مصادر ليبية وعربية واسعة الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن أن ليبيا أدرجت مذكرة تقع في ثلاث صفحات على جدول أعمال القمة العربية، تطالب الدول الأعضاء بالجامعة العربية بمنح القذافي صلاحيات أوسع مما كان عليه الحال في السابق، مشيرة إلى أن القذافي يرغب في الحصول على حق طلب عقد قمة طارئة لقادة ورؤساء الدول العربية متى ارتأى ذلك.

وأوضحت أن الزعيم الليبي يسعى أيضا للحصول على تفويض عربي رسمي بتمثيل الدول العربية في مختلف المحافل الإقليمية والدولية باعتباره رئيسا للقمة العربية، لافتة إلى أن المقترحات الليبية تتضمن أيضا اعتبار عمرو موسى الأمين العام للجامعة العربية مسؤولا شخصيا أمام القذافي عن متابعة تنفيذ مقررات القمة وكل ما يتعلق بها من تفاصيل أو أعمال.

وكان العقيد القذافي الذي ترأس الاتحاد الأفريقي لمدة عام، خلال العام الماضي، قد أخفق في إقناع القادة والرؤساء الأفارقة مؤخرا بمنحه صلاحيات أوسع أو تمديد فترة رئاسته، فيما قال مسؤول عربي واسع الاطلاع لـ«الشرق الأوسط» إن ثمة انقساما عربيا واضحا حيال مقترحات القذافي.

وأضاف «دعونا ننتظر لنرى كيف سيكون الأمر خلال مداولات القادة والزعماء العرب. مقترحات القذافي تتطلب قرارا خاصا من القمة وليس من مجلس وزراء الخارجية العرب».

في المقابل، قال مسؤول ليبي رفيع المستوى لـ«الشرق الأوسط»: «نعتقد أن هذه المقترحات في حالة الموافق عليها ستمثل نقلة نوعية في العمل العربي المشترك»، معتبرا أن القذافي يسعى لإضفاء ما وصفه بالحيوية على العمل العربي المؤسسي والمشترك.

وتابع «إذا كان للأمين العام للجامعة العربية الحق في الدعوة لاجتماع قمة طارئ وفقا للتعديل الذي تم على ميثاق الجامعة العربية خلال قمة الإسكندرية عام 2000، فمن الأولى أن نمنح هذا الحق لرئيس القمة العربية لكي يتمكن من القيام بمهام منصبه».

ولاحظ المسؤول الليبي الذي طلب عدم تعريفه أن منصب رئيس القمة العربية بلا صلاحيات حقيقية، وأن دوره مجرد التنسيق فقط لا غير بين الدول العربية، مشيرا إلى أنه حان الوقت لتطوير أداء هذا المنصب على نحو فاعل.

وقال «من المهم أن يفهم العالم أن لدينا موقفا واحدا وموحدا في مختلف القضايا. يجب منع الازدواجية بين المواقف القومية لكل الدول والمواقف القطرية لكل دولة على حدة». وتابع «لا يتعلق الأمر هنا بتفويض عربي جماعي للعقيد القذافي.. إن المسألة تتعلق بأهمية توحيد السياسة الخارجية العربية»، لافتا إلى أن القذافي سبق أن اقترح تعيين موسى في منصب مماثل لموقع مسؤول الشؤون الخارجية بالاتحاد الأوروبي.

وسعت صحيفة رسمية ليبية إلى التمهيد لطروحات القذافي الجديدة، حيث اعتبرت صحيفة «الجماهيرية» أمس الأول أن قمة سرت العربية هي قمة الملفات المهمة، بما يتضمنه جدول أعمالها من قضايا عربية شائكة تتطلب رئاسة عربية لديها الحلول ولديها الآلية المناسبة لحلها. وأكدت الصحيفة أن انعقاد القمم العربية لا يمكن أن يظل هدفا بالنسبة للعرب إلى يوم القيامة، وإنما الهدف هو تحريك القطار العربي إلى الأمام وعلى سكة المصلحة العربية العليا.

ويقول دبلوماسيون عرب إن مساعي القذافي قد تصطدم بمعارضة عربية غير معلنة بالنظر إلى المخاوف من أن يكرس القذافي رئاسته للقمة العربية للترويج لطروحاته الفكرية، سواء فيما يتعلق بنظام الحكم أو العلاقات مع الاتحاد الأفريقي أو غيرها من القضايا مثار الجدل.

من جهة أخرى، علمت «الشرق الأوسط» أن العقيد القذافي سيطالب بوضع مهلة زمنية أمام الأطراف الدولية المعنية بعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط للرد إيجابيا على مبادرة السلام العربية أو سحبها.

وقالت مصادر ليبية مطلعة لـ«الشرق الأوسط»: «لا يمكن لمبادرة السلام أن تظل موجودة على الطاولة كل هذا الوقت، في ظل هذا التجاهل الإسرائيلي والمراوغة الأميركية»، مشيرة إلى أنه حان الوقت لتوجيه رسالة حاسمة للحكومة الإسرائيلية وللجنة الرباعية الدولية ولإدارة الرئيس الأميركي بارك أوباما بأن العرب لن يقبلوا أنصاف الحلول بعد الآن.

ولفتت إلى أن القذافي يرغب أيضا في إدراج بند يتعلق بالحفاظ على حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والحصول على تعويضات ضمن بنود مبادرة السلام العربية التي أقرتها القمة العربية التي عقدت في العاصمة اللبنانية بيروت عام 2002.