أحمدي نجاد: العراق ينتظره مستقبل مشرق.. ولا قيود أمام توسيع العلاقات

إيران تستضيف رؤساء العراق وأفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان للاحتفال بالنيروز

TT

استضاف الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قادة إقليميين أمس للاحتفال بالسنة الفارسية الجديدة «عيد النيروز» في جهود على ما يبدو لتحسين علاقات بلاده السياسية مع جيرانها في مواجهة عزلة إيرانية محتملة على مستوى دولي. واستقبل أحمدي نجاد رؤساء العراق وأفغانستان وطاجيكستان وتركمانستان في قصر سعد آباد بطهران في مراسم عرضها التلفزيون الرسمي. ويحتفل بعيد النيروز في الدول الخمس. وتحدث أحمدي نجاد الذي زادت سياساته من عزلة إيران الدولية عن «التعاون الشامل»، مضيفا أنه «أمر يبعث على السرور أن يصبح النيروز عالميا من خلال التعاون الشامل». في حين قال الرئيس العراقي جلال طالباني الذي ينتمي للأقلية الكردية في العراق إن الاحتفال بعيد النيروز إحياء لقيم العدل والحرية والمساواة والأخوة بين كل الدول.

وإضافة إلى الاحتفال بعيد النيروز، قال الرئيس الإيراني تعليقا على الانتخابات العراقية إن العراق ينتظره مستقبل مشرق. ونقلت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية عن الرئيس الإيراني قوله لجلال طالباني: «سيحظى العراق بمستقبل مشرق.. وإيران ستدعم وحدة وأمن العراق دائما». وأضاف أحمدي نجاد أن «إيران تعتبر أي تقدم في العراق تقدما لها.. ولا تضع أي قيود أمام توسيع نطاق العلاقات الثنائية».

وأكدت نتائج الانتخابات العراقية التي أجريت في السابع من مارس (آذار) الحالي فوز «القائمة العراقية» بقيادة رئيس الوزراء العراقي الأسبق إياد علاوي. وقال طالباني في تصريحات أدلى بها إن الشعب العراق هو الفائز الحقيقي في الانتخابات البرلمانية. وقال طالباني تعليقا على الانتخابات إنها «ستفتح فصلا جديدا من التطورات البناءة في العراق وهي بمثابة خطوة للأمام تجاه الديمقراطية وبرهان آخر على نبذ العنف والإرهاب». إلى ذلك، وعلى صعيد العقوبات ضد إيران قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف إنه لا يزال يؤيد الدبلوماسية لحل النزاع بشأن برنامج إيران النووي، لكنه أضاف أن «العقوبات يجب أن لا تستبعد». وتابع في كلمة للمشاركين بالقمة العربية في ليبيا: «نحن مقتنعون أن طريق العقوبات ليس الطريق الأمثل». وأضاف طبقا للنص الذي وفرته الخدمة الصحافية: «في الوقت نفسه لا يمكن استبعاد مثل هذا السيناريو». وخففت روسيا موقفها إزاء رفض إجراءات عقابية ضد إيران في الأشهر الأخيرة بعد أن كانت تحجم هي والصين عن إقرار عقوبات أوسع ضد طهران لنفيها السعي إلى حيازة أسلحة نووية. وخلال زيارته لفرنسا في وقت سابق من الشهر الحالي قال ميدفيديف إن روسيا ستؤيد عقوبات ذكية ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية لأنه من غير الممكن الانتظار للأبد التعاون من جانب طهران. وقال ميدفيديف أمس إن أي عقوبات تفرض يجب أن «تحسب بشكل جيد وأن لا تستهدف سكان إيران المدنيين». وأضاف: «لا بد من أن يكون الأمر واضحا وأنه ينبغي أن لا تضر تلك العقوبات الشعب المدني في إيران».

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد توقعت أول من أمس دفعا «متزايدا» في المستقبل القريب في اتجاه فرض عقوبات دولية جديدة على إيران بشأن برنامجها النووي المثير للجدل. وقالت كلينتون خلال مؤتمر صحافي في واشنطن: «نعمل على الصيغة.. أعتقد أنكم سترون دفعا متزايدا في مستقبل قريب». وأضافت: «نعمل على إعداد قرار من شأنه الحصول على الأصوات الضرورية في مجلس الأمن». وجاء كلام كلينتون بعدما ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الخميس أن الولايات المتحدة تراجعت عن مجموعة من التدابير الواردة في مقترحاتها لفرض عقوبات جديدة على طهران، والمرسلة إلى القوى العظمى الأخرى المعنية بالملف النووي الإيراني، تمهيدا للحصول على دعم الصين وروسيا.

ولكن المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيليب كراولي قال إن هذا المقال ومقالا آخر مشابها نشرته «لوس أنجليس تايمز» الجمعة يتضمن «أخطاء كبيرة». وأوضح أن بلاده ترغب في إقناع شركائها بتبني قرار «قوي» كفيل بإرسال رسالة «قوية جدا لإيران» ولكنها لم تنشر بعد مشروع القرار ولذلك لا يمكنها تليين نص غير موجود. وكرر كراولي أن واشنطن تستهدف في المقام الأول مؤسسات مثل الحرس الثوري الذي يملك قسما كبيرا من السلطة الاقتصادية مع «تجنيب الشعب الإيراني المعاناة بلا طائل».

ووجه الرئيس الأميركي باراك أوباما كلمة عبر الفيديو إلى الإيرانيين بمناسبة عيد النيروز الذي حل يوم 21 مارس (آذار) هذا العام، وعرض في الكلمة الحوار مع طهران لحل قضايا سياسية عالقة. وتجنب الزعيم الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي وأحمدي نجاد حتى الآن الرد بشكل مباشر على هذا العرض. وتريد واشنطن وحلفاء لها فرض جولة جديدة من العقوبات الدولية على إيران بسبب أنشطتها النووية التي يخشون أن تكون هادفة إلى تطوير أسلحة نووية. وتنفي طهران ذلك وتقول إنها تهدف فقط لتوليد الكهرباء.