تفاقم أزمة أميركية - هندية بسبب مشتبه به في هجمات مومباي

مصدر أميركي: لن يحاكم مرتين

TT

قال مصدر في وزارة الخارجية الأميركية إنه يتوقع أن ترفض هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية، طلب وزارة الخارجية الهندية بالسماح لمحققين هنود أن يستجوبوا ديفيد هيدلي، الأميركي الباكستاني المعتقل بتهمة الاشتراك في شبكات إرهابية، منها الشبكة التي نفذت، قبل سنتين، الهجوم على مومباي. وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه: «في الوقت الحاضر، ليس معروفا هل يريد المسؤولون الهنود الذين تقدموا بهذا الطلب تقديم هيدلي إلى محاكمة في الهند بعد أن يحاكم هنا، أم لا.

لكن، يريدون أو لا يريدون، فأعتقد أن وزيرة الخارجية سترفض طلب التحقيق». وكانت صحيفة «واشنطن بوست» قالت إن المسؤولين الأميركيين يختلفون حول الرد على طلب الهند. ففي جانب، يوافق بعضهم على التحقيق من دون وعد بإرساله إلى الهند لمحاكمته هناك. وفي جانب، يرفض آخرون أي احتمال «محاكمة أميركي مرتين». ونقلت مراسلة الصحيفة في الهند تصريحات لهنود تنتقد الولايات المتحدة. منهم لاليــــــــت مانسنغ، الســـــــــفير السابق في واشنطن، الذي قال: «توجد في الهند شــــــــــكوك قـــــــــوية بأن الأميركيين لا يتعاونون معنا تعاونا كاملا في هذا الموضوع الإرهابي الكبيــر». ونشرت صحيفة «ميل توداي» الهندية تقريرا عنوانه: «واشنطن تصفع الهند في موضوع هيدلي»، وصحيفة «هندوستان تايمز» قالت إن الهند سمحت لمحققين تابعين لمكتب التحقيق الفيدرالي (إف بي آي) بالتحقيق مع إجمال أمير كساب، الوحيد الذي بقي على قيد الحياة من المجموعة التي اشتركت في الهجوم على مومباي. ولهذا، تتوقع الهند المعاملة بالمثل. وتساءلت الصحيفة: «لماذا جاء الأميركيون إلى هنا للتحقيق لأن الهجوم قتل 6 منهم، ويرفضون أن نحقق نحن على الرغم من أن الهجوم قتل أكثر من مائة هندي؟» وكانت وكالة «رويترز» نقلت، أول من أمس، خبرا عنوانه: «واشنطن ودلهي يتعاركان حول الأميركي الذي خطط لهجوم مومباي». وقالت إن مسؤولين هنودا يعتبرون هيدلي ليس فقط مشتركا في الهجوم، بل قائد له، وذلك لأنه استغل جنسيته الأميركية، وملامحه الغربية، وخلفيته الباكستانية. وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» نشرت، أول من أمس، أجزاء من محضر تحقيق مع هيدلي، فيه اعترافات تطوع بتقديمها بعد وعد بعدم مطالبة الحكم بإعدامه. وجاءت في الاعترافات تفاصيل تحركاته، ومنها أنه قابل مسؤولين في «القاعدة» في باكستان. وزار إقليم وزيرستان قرب الحدود مع أفغانستان، وتعاون مع جنرال في القوات الباكستانية المسلحة له علاقات مع «القاعدة». واشترك في التخطيط للهجوم الإرهابي في مومباي، في الهند، قبل سنتين. ونسق بين شبكات إرهابية في أوروبا. وكان في طريقة إلى أوروبا لتنفيذ عملية إرهابية عندما اعتقل في مطار شيكاغو في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. يبلغ ديفيد هيدلي خمسين سنة من العمر. والده كان دبلوماسيا باكستانيا في واشنطن، ووالدته أميركية. وتطلقا عندما كان صغيرا، وانتقل مع والده إلى باكستان. لكنه عاد إلى والدته عندما بلغ عمره سبع عشرة سنة. وقالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن والده «المسلم المحافظ» اختلف مع والدته «ذات الروح المتحررة» لكن، لم يكمل الابن دراسته الجامعية، وبدأ يدخل سلسلة من المشكلات، ثم تـــــــــــــــــزوج وأنجب، واستقر في شيكاغو. لكنه استمر يدخــــــــــــل في مشكلات.