الأمير سلمان بن عبد العزيز: الدولة حرصت على تحويل السياحة إلى قطاع اقتصادي منتج

خلال تدشينه ملتقى السفر والاستثمار السياحي في الرياض

TT

دشن الأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض أمس، ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2010، الذي تنظمه الهيئة العامة للسياحة والآثار في مركز معارض الرياض الدولي بالرياض.

واكد الأمير سلمان بن عبد العزيز على أن موضوع الملتقى «السياحة وتوفير فرص العمل» يرسخ الدور الكبير الذي ينتظر من هذا القطاع لتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين، ودعم الاقتصاد الوطني في كافة مناطق المملكة. وقال «حرصت الدولة بتوجيه من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني يحفظهم الله، على تحويل السياحة في المملكة إلى قطاع اقتصادي منتج وفرصة حقيقية للنمو والاستثمار لما فيه خير الوطن والمواطن، واتخذت في سبيل ذلك العديد من الخطوات والقرارات المهمة لتهيئة البيئة المناسبة لتوطين السياحة وفرص العمل والاستثمار الناتجة عنها، وبالمستوى الخدمي الذي يليق بمواطني هذا البلد الكريم والذين هم المستهدف الأهم بجميع أنشطة السياحة في المملكة». واشار الأمير سلمان في كلمته التي القاها بالنيابة عنه عبد اللطيف ال الشيخ عضو الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض «نحن اليوم نشهد تحقق هذه الرؤية من خلال ما نلمسه من آثار اقتصادية على التنمية المحلية في المناطق التي اتجهت نحو تفعيل البرامج والأنشطة السياحية والتراثية، واستطاعت اجتذاب المواطنين لزيارتها، بعد أن صرنا نلمس تزايد مطالبة المواطنين لتوفير الخدمات السياحية الملائمة لقضاء إجازاتهم مع أسرهم داخل بلادهم وحرصهم على تطوير المواقع التراثية»، مشيرا إلى ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي الذي تأتي دورته الثالثة تأكيدا لهذا التوجه.

واضاف «أن اختيار موضوع «السياحة وتوفير فرص العمل» شعارا للمؤتمر المصاحب يرسخ الدور الكبير الذي ينتظر من هذا القطاع لتوفير الفرص الوظيفية للمواطنين، ودعم الاقتصاد الوطني في كافة مناطق المملكة، وختاما نشكر الهيئة العامة للسياحة والآثار على تنظيم هذا الملتقى، الذي نتطلع أن يحقق أهدافه». من جهته أكد الأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار أن ملتقى السفر والاستثمار السياحي الوطني «السياحة للجميع.. شراكة لتنمية مستدامة»، والذي يهدف الترويج للسياحة الداخلية للمواطنين من خلال تعريفهم بالمقومات السياحية وتشجيع المستثمرين على الدخول في المشاريع السياحية التي تعود عليهم بالنفع وعلى المناطق بالتنمية وتوفر المزيد من فرص العمل للمواطنين. واشار إلى أن العام الماضي كان عام الشراكة وتحقيق ثمارها، إذ استمرت الهيئة في منهجية الشراكة وتفعيلها من خلال توقيع مذكرات تعاون جديدة مع العديد من الجهات الحكومية بلغت نحو 50 اتفاقا، بهدف تحقيق التنمية في قطاعات السياحة والآثار والتراث العمراني، مبينا أن ثمار هذه الشراكات بدأت تظهر للعيان في مجالات عدة. وأكد أن الهيئة اتمت مشروعا لتقييم أدائها وأخضعت نفسها لتدقيق شامل أوكلته لأحد بيوت الخبرة المتخصصة والمعروفة عالميا رغبة في القياس بحيادية ما تحقق خلال السنوات العشر الماضية، وذلك بهدف تعزيز قدرة الهيئة على القيام بما تضمنه تنظيمها الجديد من مسؤوليات في مجالات الآثار والتراث العمراني والاستثمار السياحي وقطاعات الإيواء السياحي، والسفر والسياحة.

وبين أن المشروع اكد على ما بدأته الهيئة منذ إنشائها من تهيئة المناطق للقيام بدورها الريادي، فأطلقت الهيئة هذا العام منهجية « تمكين« التي تستهدف تهيئة الأفراد والمؤسسات في المناطق وتعزيز قدراتها على قيادة التنمية في مجالات السياحة والعمل على معرفة القيمة الحضارية للآثار والتراث العمراني في مناطقهم.، والاستفادة منها اقتصاديا. ولفت إلى انه في مجال الاستثمار السياحي، فإن الهيئة عملت خلال العام المنصرم على تحفيز المزيد من الاستثمارات في المواقع السياحية من خلال تهيئتها لزيادة التدفقات السياحية وزيادة جاذبيتها للاستثمار، وفي هذا الإطار صدر قرار مجلس الوزراء رقم 209 حول سبل تنمية الموارد المالية لتنمية السياحة في المملكة، والذي يمثل دافعا مهما لتحفيز الاستثمار السياحي في المملكة، وتعمل الهيئة حاليا على تأسيس الشركات السياحية التي نص عليها القرار، والتي ستكون من أبرز مهامها تنمية المشروعات السياحية الكبيرة بالمناطق، كما تقوم الهيئة بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة على تأسيس شركة تنمية السياحة الداخلية القابضة، وشركة الفنادق التراثية، وتسهيل تأسيس شركات تنمية السياحة الداخلية على مستوى المشروعات وعلى مستوى مناطق المملكة المختلفة.

واضاف أن اليوم سيشهد إطلاق التصنيف الجديد للفنادق على أساس نظام النجوم يتوافق والتصنيف المعروف للفنادق حول العالم،.وتصنيف الوحدات السكنية المفروشة بالدرجات ويراعي هذا التصنيف النظرة المتوازنة بين المستثمر والمستهلك وتحقيق أغراض كل منهما دون الإضرار بالآخر. واوضح انه سيتم خلال هذا الملتقى إعلان نتائج التصنيف الجديد للفنادق القائمة حاليا في مناطق المملكة، ونأمل إن يتم إعلان تصنيف الوحدات السكنية المفروشة في منتصف هذا العام بعد أن تم الانتهاء من المسوحات الأولية التي أظهرت أن ما يقارب 60 في المائة من هذه الوحدات غير مرخصة أصلا!!، وكذلك إعلان تصنيف مرافق الإيواء السياحي لمنطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة في نهاية العام الحالي إن شاء الله. كما قامت الهيئة بإصدار الموافقات التشغيلية ومنح عدد من التراخيص خلال العام المنصرم لمزاولة أنشطة المهن السياحية، حيث بلغ عدد التراخيص الممنوحة لمنشآت الإيواء السياحي خلال العام الماضي 316 ترخيصا منها 56 لفنادق، و260 لوحدات سكنية مفروشة، كما تم منح تراخيص لـ 663 وكالة سفر في جميع مناطق المملكة، وكذلك ترخيص 75 منظم رحـلات سياحية، و124 مرشد سياحي.

واكد أنه فيما يتعلق بالتراث الوطني الذي يعد من أبرز الموارد الثقافية والاقتصادية التي أوكل للهيئة المحافظة عليها وتطويرها كأحد الأبعاد الرئيسة المشكلة لهويتا المملكة الثقافية والحضارية، والنظر إليها كمحور للتنمية، فقد تم توقيع عقود إنشاء 5 متاحف إقليمية جديدة بقيمة إجمالية تصل لــ 182 مليون ريال، ورفعت الهيئة للجهات المختصة مشاريع إنشاء 6 متاحف في مناطق أخرى. وزاد «تم البدء في مشروع تأهيل وترميم 20 مبنى تراثي من قصور ومقرات الدولة في عهد الملك عبد العزيز طيب الله ثراه، كما تم تنفيذ الخطط التطويرية للمرحلة الثانية من برنامج تنمية القرى والبلدات التراثية. واضاف «عملت الهيئة على استعادة أكثر من 2200 قطعة من الآثار الوطنية التي خرجت بطريقة غير مشروعة، وذلك في إطار سعيها لاسترداد آثار المملكة الموجودة في الخارج، وسيتم تنظيم معرض متخصص للآثار المستعادة. واشار إلى أن الاستعدادات تجري لتنظيم المؤتمر الدولي للتراث العمراني في الدول الإسلامية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين بالرياض خلال الفترة المقبلة، كما يتم الإعداد لتنظيم معرض روائع من آثار المملكة المقرر إقامته صيف 2010، بمتحف اللوفر بباريس.

واشار رئيس الهيئة العامة للسياحة والاثار أن الهيئة عملت بشراكة تامة مع وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية على تقديم المجموعة الأولى من الفرص الوظيفية للمواطنين للعمل في الوحدات السكنية المفروشة والتي تبلغ 10 آلاف وظيفة.

وأكد ان الهيئة بدأت وشركاؤها خلال هذا الملتقى في استقبال طلبات التوظيف لـ4109 فرصة عمل في قطاع الإيواء، و355 فرصة عمل في قطاع السفر والسياحة تم حصرها لدى منشآت القطاع في مختلف مناطق المملكة. وبين أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا توفيق الله ثم دعم وتوجيه خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمين، والنائب الثاني، وتفاعل المسؤولين في المناطق والدولة ومؤسسات الدولة المختلفة والقطاع الخاص، وتجاوب المواطنين للانطلاق في مسيرة تنمية هذه القطاعات التي تعود على الجميع بالنفع والخير.

وقدم الأمير سلطان بن سلمان شكره للأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض على تفضله برعاية افتتاح هذا الملتقى، اضافة إلى جميع شركاء الهيئة من القطاعين الحكومي والخاص الذين أسهموا في الرعاية والمشاركة.

الى ذلك يطلق رئيس الهيئة العامة للسياحة جائزة العدسة الذهبية التي ترمي إلى تشجيع هواية التصوير الفوتوغرافي في المواقع السياحية والأثرية.