الأمير نايف يفتتح مؤتمر الإرهاب في المدينة المنورة

بمشاركة عدد من المختصين في مجالات الأمن الفكري

TT

رعى الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في قاعة المحاضرات الكبرى بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة مساء أمس، حفل افتتاح مؤتمر الإرهاب الذي تنظمه الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة بالتعاون مع وزارة الداخلية تحت عنوان «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف».

ويشارك في المؤتمر الذي يستمر أربعة أيام عدد من الأكاديميين والباحثين والمحللين الأمنيين والضباط المختصين في مجالات الأمن الفكري ومحاربة الإرهاب.

واستمع النائب الثاني إلى شرح موجز عن أجنحة المعرض وما تجسده من خدمات للحفاظ على الأمن والتطور الذي وصلت إليه هذه القطاعات. ثم ألقى الدكتور محمد بن علي العقلا مدير الجامعة الإسلامية كلمة رحب فيها بالأمير نايف بن عبد العزيز، والحضور والحاضرات في القاعة النسائية وفي مقدمتهم الأميرة عادلة بنت عبد الله بن عبد العزيز والأميرة نهى بنت سعود بن عبد المحسن. وقال «نحن عموم المسلمين ندرك يقينا من داخلنا أن إسلامنا الحنيف دين بناء لا هدم ودين سلام لا تفجير ولا تخويف. وإننا وبعد أن ابتلينا بشرذمة ضالة شاذةِ، يتولون كبر بعض العمليات الإرهابية، ويسيئون بهذه الأعمال إلى الإسلام وإلى شعوبهم وأوطانهم وذويهم، فإن الجامعة الإسلامية بصفتها مؤسسة تعليمية دينية يقع على عاتقها واجب ديني ووطني تستشعره جيدا إزاء المواجهة الفكرية المستدامة لخوارج هذا العصر، الخارجون عن تعاليم الدين وعن جماعة المسلمين؛ وذلك من أجل أن تتضافر وسائل العلاج الفكرية مع الجهود الأمنية في اقتلاع جذور الإرهاب من بلادنا خاصة، ومن ديار المسلمين عامة».

وأضاف مخاطبا النائب الثاني «يدرك الحاضرون جيدا جهودكم الأمنية المباركة في الذود عن حمى الوطن، وفي الضرب بيد من حديد على رؤوس خوارج هذا العصر، وفي تحمل شرف الدفاع عن الدين والوطن، ولست - الآن - في مقام من يمدحك أو يطريك أو يعدد مناقبك ومنجزاتك، فأنت أكبر من ذلك، وما حضورك في هذا المساء، وما رعايتك لهذا المؤتمر إلا دليل على ما يحمله قلبك الكبير من هم الوطن والذود عن حماه إزاء هذا الداء العضال الذي أخذت على عاتقك مواجهته، وتحملت عن اقتدار مسؤولية القضاء عليه بإذن الله ولسوف يتبين للجميع بإذن الله تعالى أن مؤتمرنا هذا مؤتمر للحوار بين الفكر الصحيح والفكر الضال، مؤتمر لإقرار الصواب وتصحيح الأخطاء، مؤتمر لتعزيز منهجية الحوار المستنير، مؤتمر لدفع التهم الجائرة التي طالت بلادنا الغالية، ومواطنيها، وإبراز جهودها في مواجهة هذا الفكر المنحرف، مؤتمر لإبراز سماحة الإسلام ووسطيته، ودعوته إلى السلم الاجتماعي والعالمي، مؤتمر لتصحيح مسار فكر الفئة الضالة الباغية التي انحرفت عن وسطية الإسلام، وأساءت إليه، مؤتمر يدعو إلى الاعتدال على علم وبصيرة، ويحذر من الفهم السقيم للدين، ومن الانخداع بالفكر المنحرف، مؤتمر يتحمل فيه الجميع مسؤولية البيان لخطر هذا الفكر».

وأشار الدكتور العقلا إلى أن العمليات الإرهابية التي قام بها خوارج هذا العصر قد طالت المملكة، ودولا أخرى كثيرة، وأساءت وأضرت بالإسلام والمسلمين قبل أن توقع الضرر بغيرها حيث قتلت الأبرياء بدون جريرة، ويتمت الأطفال بدون ذنب، وأثكلت الأمهات بغير حق، ورملت الزوجات في زهرة شبابهن. وأدت إلى تشويه صورة الإسلام في ذاكرة العقل العربي، واتهمته بالإرهاب، وأتباعه بالتطرف، وأضرت بالأقليات المسلمة في العالم أجمع، واستعدت العالم على المسلمين؛ فِأضحوا مؤاخذين بأوزار الآثمين.

وقال «إن هذه التظاهرة العلمية الحاشدة هي لمواجهة الفكر الضال، وإجلاء الصورة المشرقة للإسلام والمسلمين، الذين عرفهم العالم لقرون خلت مسالمين متعايشين مع الآخرين بناة للحضارة وروادا للعلم والمعرفة».