مقربون من الصدر لـ «الشرق الأوسط»: الفيتو على المالكي قائم.. وليقدموا بديلا حفاظا على التحالف الشيعي

قائمة علاوي وائتلاف دولة القانون يغازلان التيار في النجف وإيران

TT

أصبح التيار الصدري وزعيمه مقتدى الصدر، الذي ما زال في طهران، في الأيام الأخيرة، هدفا لقائمة «العراقية» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي وائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، كلٌ يحاول أن يكسبه إلى جانبه في مسعاه لتشكيل أغلبية تشكل الحكومة المقبلة.

فقد وصلت إلى طهران للقاء الصدر وفود من الائتلاف الوطني العراقي وائتلاف دولة القانون وسبقهم في الزيارة الرئيس العراقي جلال طالباني ونائبه عادل عبد المهدي عشية إعلان النتائج رغم أنه قيل إن الزيارة كانت بدعوة من الحكومة الإيرانية للمشاركة في أعياد نوروز. وبدأت بوادر التفاوض مع التيار الصدري قبل الزيارات إلى إيران، حيث شهد المكتب السياسي للتيار برئاسة كرار الخفاجي زيارات وفود من ائتلاف دولة القانون واتصالات من القائمة العراقية حسبما أكدت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إضافة إلى تواصل المباحثات داخل الائتلاف الوطني الذي أصبح التيار فيه أهم القوى بحصوله على 39 مقعدا من مقاعد الائتلاف السبعين. وأشارت مصادر قيادية من داخل التيار إلى أن المباحثات التي تجري الآن في طهران يشارك فيها قصي السهيل، وهو أحد مرشحي التيار لرئاسة الوزراء، إضافة إلى مرشح آخر مستقل لم يكشف عن اسمه بعد. أما ائتلاف دولة القانون فقد اختار للتفاوض أقرب المقربين لزعيمه المالكي وهو القيادي علي الأديب الذي فاز بقوة في كربلاء ومفاوضا آخر لم يتم التأكد مما إذا كان قد توجه طهران أم لا، لكنه مفاوض دولة القانون مع الائتلافات في بغداد أيضا، وهو الشيخ خالد العطية نائب مجلس النواب السابق. وتشير جميع المصادر إلى أن الصدريين ناجحون حتى الآن في إدارة ملف المفاوضات. وعلى الرغم من تأكيد القيادي في التيار نصار الربيعي لـ«الشرق الأوسط» على أنه لا خطوط حمراء أو «فيتو» على ترشيح أي شخصية لتولي منصب رئيس الوزراء، فإن قيادات مقربة من الصدر أكدت لـ«الشرق الأوسط» أن خطا أحمر ما زال قائما على المالكي وأن التحالف الشيعي في هذه المرحلة «أهم من الأسماء». وتقول المصادر إن بإمكان ائتلاف دولة القانون اختيار بديل للمالكي «من أجل الهدف الأسمى». وبخصوص التحالفات، فإن قيادات التيار يؤكدون أن هناك ثوابت لا يمكن المساس بها أو التنازل عنها. وحسبما أكد أحدهم لـ«الشرق الأوسط»، رافضا نشر اسمه، فإن «الثوابت هي الشراكة الوطنية في إدارة الدولة، وبناء المؤسسات على أساس الكفاءات والابتعاد عن المحاصصة والمحسوبية، واحترام المعطيات وعدم تهميش الآخر». بدوره أكد محمد البهادلي مدير مكتب الهيئة السياسية لـ«الشرق الأوسط» أن «الأجواء والحوارات ابتدائية بين الكتل الفائزة والجميع يعرف أننا لسنا مع مكون ضد مكون، نحن مع الجميع لتأسيس حكومة شراكة»، مضيفا «لا نريد أن نقع في الأخطاء التي وقعت في السنوات الماضية وكلفت الشعب العراقي الكثير واليوم نعمل على معالجة جميع هذه الأخطاء من خلال التحاور ووضع آليات تضمن سير العملية السياسية بالشكل الذي يضع العراق في مقدمة الدول».

وبينما تتجه الأنظار إلى طهران وبغداد والنجف، حيث الحراك الشيعي، تقوم قيادات سنية بالتواصل وعقد الاجتماعات فيما بينها، فقد التقى إياد السامرائي زعيم كتلة التوافق وخلال ثمان وأربعين ساعة بثلاث قيادات سنية مهمة هي رافع العيساوي القيادي في القائمة العراقية ونائب رئيس الوزراء وطارق الهاشمي زعيم كتلة تجديد والقيادي في القائمة العراقية وأسامة النجيفي زعيم كتلة عراقيون والقيادي في القائمة العراقية أيضا، مما يشير إلى سعي قيادات الطرفين إلى تسليط الأضواء عليهم لأخذ جزء من المشهد السياسي العراقي برمته.