«عصائب أهل الحق» تطلق سراح أميركي من أصل عراقي

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: اثنان من الجماعة فازا في الانتخابات

TT

أكدت مصادر من عصائب أهل الحق، المنشقة عن التيار الصدري، أنها أطلقت قبل يومين سراح الرهينة الأميركي من أصل عراقي، عيسى سلومي، الذي اختطف العام الماضي. وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنها أطلقت سراح الرهينة بعد مفاوضات مع الحكومة العراقية، لإطلاق سراح عدد من قيادات عصائب أهل الحق المحتجزة لدى الجانب الأميركي، من دون ذكر تفاصيل أخرى.

وفي واشنطن، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن سلومي، 60 عاما، عاد إلى الولايات المتحدة. وأضافت، حسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن «التحقيقات لا تزال جارية حول ظروف اختفائه».

وأشارت المصادر إلى أن عملية إطلاق السراح كان مقررا لها قبل الانتخابات، ولكن تم تأجيلها مخافة أن تفسر بأن حكومة نوري المالكي تريد استخدام هذه المجموعة للتأثير على الانتخابات. وأكدت المصادر أن 4 مرشحين من عصائب أهل الحق قد شاركوا في الانتخابات، فاز اثنان منهم، من دون ذكر اسميهما.

وسبق أن أعلنت جماعة عصائب أهل الحق، المنشقة عن جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر، أنها اختطفت عام 2006 أميركيا في بغداد غداة إعلانها اختطاف أميركي آخر من أصل عراقي، كانت وزارة الدفاع الأميركية أعلنت اختفاءه في العراق يوم 23 يناير (كانون الثاني) الماضي. وكان مسؤولون في الجماعة قد أعلنوا في وقت سابق أن «عملية الاختطاف تمت خلال استدراج المختطف، وجاءت ردا على اعتقال عدد من قيادات العصائب قبل أسبوعين من قبل قوات الاحتلال الأميركية».

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن «عيسى سلومي من ولاية كاليفورنيا، مفقود منذ 23 يناير الماضي، عندما شوهد للمرة الأخيرة في بغداد، حيث كان يعمل لمصلحة القوات الأميركية»، ولكن البيان لم يحدد إن كان مختطفا. وقال مسؤول في الجماعة إن هذا الأميركي اختطف في الكرخ، على الضفة الغربية لنهر دجلة وسط بغداد، ولكنه رفض إعطاء مزيد من التفاصيل بشأن الأميركي الثاني، حيث قال إنه موجود لدى عصائب أهل الحق، وإنه «تم اختطافه قبل سنتين، ووقعت عملية اختطافه في الكرادة، ولم يطلق سراحه حتى الآن». ويقع حي الكرادة في وسط بغداد. ويعتقد أن الأميركي الثاني هو أحمد قصي الطائي، الذي أعلن اختفاؤه نهاية 2006. والطائي جندي مترجم اختطف يوم 23 أكتوبر (تشرين الأول) 2006 أثناء زيارة أقاربه في حي الكرادة. وذكرت وسائل إعلام محلية حينها أنه قتل إثر خطفه، ولكن لم يتم الحصول على أي تأكيد رسمي لذلك.

وقامت مجموعة عصائب أهل الحق، التي كان يتزعمها قيس الخزعلي، الذي لم يتم التأكد من قضية الإفراج عنه بعد كأحد بنود المفاوضات بين الحكومة العراقية والعصائب، بخطف المستشار البريطاني في مجال المعلوماتية بيتر مور مع 4 من حراسه الشخصيين في 29 مايو (أيار) 2007 في عملية نفذها 40 رجلا يرتدون زي الشرطة في مكتب تابع لوزارة المالية في بغداد، وأطلق سراحه، قبل شهرين، فيما تمت تصفية مرافقيه الأربعة على مراحل، وتسلمت السلطات البريطانية رفات 3 منهم، اثنان في يونيو (حزيران) الماضي، وهما جيسون كريزويل، 39 سنة، من أسكوتلندا، وجيسون سويندلهرست، 38 سنة، من إنجلترا، والثالث وهو أليك ماكلاكلان في سبتمبر (أيلول) الماضي، فيما بقي مصير الرهينة الخامس، آلان مكمينمني، مجهولا، فيما كشف مصدر مطلع من الوفد المفاوض في قضية تسليم مكمينمني، في العاشر من يناير الماضي، أن مكمينمني جثة وليس حيا.

يذكر أن الأجهزة الأمنية العراقية اعتقلت في عامي 2007 و2008 المئات من قيادات وعناصر ميليشيا جيش المهدي خلال عمليات عسكرية على خلفية اتهامات لهذه العناصر بتنفيذ عمليات عنف ضد الأجهزة الأمنية والمدنيين في بعض المحافظات مثل البصرة، وميسان، وذي قار، وكربلاء، واتهامها أيضا بقتل عدد كبير من النساء في محافظة الديوانية، واغتيال محافظها خليل جليل حمزة، وقائد شرطة المحافظة خالد حسن في الحادي عشر من أغسطس (آب) عام 2007.