الرئيس أوباما في أول زيارة مفاجئة لأفغانستان

لفت انتباه كرزاي لأهمية مكافحة الفساد ومهربي المخدرات.. والمصالحة مع الفصائل الأفغانية

الرئيس الاميركي باراك اوباما عقب وصوله ليلة امس الى العاصمة كابل في أول زيارة لأفغانستان منذ توليه مهام منصبه .. وفي الصورة عقب استقبال الرئيس الرئيس الافغاني كرزاي له امام القصر الجمهوري بوسط العاصمة كابل (رويترز)
TT

وصل الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى العاصمة كابل أمس في زيارة لم يعلن عنها لأفغانستان يمارس خلالها ضغوطا على نظيره الأفغاني حامد كرزاي ليتصدى للفساد ويكافح تهريب المخدرات.

وهذه هي أول زيارة يقوم بها أوباما لأفغانستان منذ توليه الرئاسة قبل 14 شهرا.

وأوضح المصور، الذي رافق أوباما على متن الطائرة الرئاسية الأولى من الولايات المتحدة إلى كابل، أن زيارة الرئيس الأميركي أحيطت بالسرية لدواع أمنية. وقد غادر الرئيس منتجع كامب ديفيد من دون إعلان في وقت متأخر ليلة أول من أمس واستقل الطائرة الرئاسية في رحلة مباشرة من دون توقف استغرقت الليل بطوله.

وحطت الطائرة في قاعدة باغرام العسكرية شمال كابل وكان في استقبال الرئيس قائد القوات الأميركية الجنرال ستانلي ماكريستال والسفير الأميركي لدى أفغانستان كارل إيكنبيري. ومن ثم توجه أوباما، الذي قرر في ديسمبر (كانون الأول) إرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، على متن طائرة مروحية يرافقه عدد محدود من أفراد الوفد المرافق له إلى القصر الرئاسي في كابول حيث كان في استقباله الرئيس حميد كرزاي.

وأقيم حفل استقبال بروتوكولي للرئيس الزائر استعرض خلاله أوباما ثلة من حرس الشرف الأفغاني وتم عزف النشيدين الوطنيين الأميركي والأفغاني. وأعلن مسؤول في البيت الأبيض يرافق أوباما أنه تقرر أن يقوم الرئيس الأفغاني بزيارة إلى واشنطن في الثاني عشر من مايو (أيار) المقبل. وأوضح مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي الجنرال جيمس جونز أن أوباما أراد لقاء الرئيس الأفغاني لكي يبحث وإياه الأهداف التي وضعتها الحكومة الأفغانية نصب عينيها من أجل تحقيق الاستقرار في البلاد. ويتوقع أن تشمل زيارة أوباما القصيرة اجتماعا ثنائيا مع نظيره الأفغاني كرزاي واجتماعا موسعا مع الحكومة الأفغانية ومسؤولين أميركيين بالإضافة إلى إلقاء خطاب أمام جنود أميركيين.

وقال روبرت غيبز المتحدث باسم البيت الأبيض قبل الزيارة إن أوباما يرغب في الحصول على تحديث للمعلومات على أرض الواقع حول الحرب من قائد القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي الجنرال ستانلي ماكريستال وكذلك السفير الأميركي كارل إيكنبيري. وسيمارس أوباما ضغوطا على كرزاي خلال اجتماعاتهما الثنائية ليتصدي للفساد ويكافح تهريب المخدرات بينما يوسع الجيش الأميركي من وجوده في البلاد ويواجه تمرد حركة طالبان. وقال الجنرال جيمس جونز مستشار الأمن القومي الأميركي للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية: «نخطط للفت انتباه كرزاي، كما سنبدأ في جعله يتفهم في ولايته الثانية، أن هناك أشياء لم يتم الالتفات لها تقريبا منذ اليوم الأول».

ومن هذه المسائل أورد المستشار الرئاسي على سبيل المثال «نظام تعيين (في المناصب الحكومية) مرتكز إلى الكفاءة، ومكافحة الفساد ومكافحة مهربي المخدرات التي تعتبر المحرك الاقتصادي للمتمردين». ومن المتوقع أن يبحث الرئيسان أيضا المصالحة بين الفصائل الأفغانية المتنافسة. من جهته أعلن مسؤول كبير في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن هويته أن أوباما قام بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر من أجل عقد «لقاء مهم مع كرزاي وحكومته»، وهو يريد أيضا «رؤية القوات وتقييم» الوضع الميداني «مباشرة» مع الجنرال ماكريستال. وأصدر أوباما أوامره في ديسمبر بإرسال 30 ألف جندي أميركي إضافي إلى أفغانستان وحدد منتصف عام 2011 موعدا لبدء الانسحاب. وقال الجنرال دوغ لوت للصحافيين أن نحو عشرة آلاف من القوات الإضافية المقررة وصلوا بالفعل إلى أفغانستان.

وستتيح الزيارة لأوباما رؤية النتائج الأولى لاستراتيجية زيادة القوات وإظهار الدعم للجنود ومواجهة المنتقدين الذين يقولون إن تركيزه على إقرار قانون الرعاية الصحية صرف انتباهه عن السياسة الخارجية.