الأمير نايف: برنامج المناصحة أعطى نتائج طيبة وإيجابية.. ويجب ألا نغفل دور المرأة في مواجهة الفكر الضال

قال إن السعودية كان لها يد السبق في كشف مخاطر الإرهاب والتطرف الفكري ومواجهته

TT

شدد الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي، على أن بلاده كان لها يد السبق في كشف مخاطر الإرهاب والتطرف الفكري ومواجهته، وذلك من منطلق واجبها الديني والأخلاقي، مؤكدا أن السعودية كانت في مقدمة الدول المتضررة بفكر التطرف الذي وقع فيه بعض من ينتمون إليها.

جاء ذلك في حوار مفتوح خلال افتتاحه، مساء أول من أمس، المؤتمر الدولي «الإرهاب بين تطرف الفكر وفكر التطرف» الذي تنظمه الجامعة الإسلامية، وتستمر فعالياته أربعة أيام، وسط حضور بحثي واسع على مستوى العالم الإسلامي وفي مختلف المجالات، والذي عقد بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.

وبين في معرض حديثه أن المؤتمر يأتي انعقاده في إطار اهتمامات القيادة السعودية بمحاربة التطرف والإرهاب والأفكار الهدامة، مفيدا بأن المهم ليس تخصيص الفكر المنحرف وتوصيف مخاطره، «فذلك معلوم بتعاليم ديننا ومبادئه، ولكن المهم هو العمل على إعادة المنحرف ومنع المستقيم أن ينحرف وهي مهمة قد تكون ليست سهلة ولكنها ليست مستحيلة أمام عزائم الرجال، والمهم أن نصل من خلال ما طرح من موضوعات ومحاور التطرف الفكري إلى رؤية عملية تسهم بإذن الله تعالى وتوفيقه في نجاح جهود مواجهة التطرف وحماية الأمة منه».

وفي سؤال عن تغيرات هذا الفكر الضال وإظهار تغلغله في المجتمع السعودي والجهات التي تدعمه في الداخل والخارج، أكد الأمير نايف أنه لا يزال يتمسك بهذا القول، وقال: «قد دعونا مرارا ولا نزال إذا لم تجفف منابعه فسيظل قائما، إذا لا بد أن يكون لهذه المنابع من يدعمها وهو من أوجدها وهذا أمر لا يشك فيه، ولذلك علينا أن نتابع الأحداث وعلينا أن نحللها وعلينا أن نسعى إلى نتائج ترضي العقل وتحقق الواقع وهذا واجب المتابعين والمفكرين، وأحب القول إن إخوانكم وأبناءكم رجال الأمن يعملون ليل نهار في هذا لا متابعة ولكن مهمتهم الأولى هي منع حدوث الأعمال الإرهابية، وهذا ما تحقق فيما يعلن لكم بين وقت وآخر، وهناك أكثر من 200 حالة تم اكتشافها وليس الاكتشاف فقط، بل القبض على من وراءها وهم الآن تحت يد العدالة. ثم أود أن أقول إن هذه الأمور لم تأت صدفة ولكنها بجهود مكثفة من رجال كانوا بمستوى المسؤولية وبمستوى القدرة العلمية والمسؤولية، ونعلم أنه في بداية الأحداث حدثت أحداث معلومة للجميع، وأقول من موقع المسؤولية لا نزال نراجع هذا الإرهاب ولكننا - مستعينين بالله - سنعمل ليل نهار لمنع هذه الأعمال والكشف عنها والمساهمة مع الآخرين في منع حدوثها، ولا أزال عند قولي وستكشف الأيام حقائق هذه الأمور».

وحول دور المرأة في مواجهة الإرهاب، خاصة بعد ظهور عناصر نسائية في التنظيمات المتطرفة، قال الأمير نايف: «لا أحد ينكر دور المرأة في المجتمع، فهي الأم والأخت والزوجة والبنت، وهي في كل منزل وهي الحامية لكل ما هو داخل بيتها، دور المرأة كبير، فلتنظر إلى تصرف أبنائها وبناتها وأفكارهم ومتابعتهم وتكون عونا للأب في إيصال الأبناء والبنات ليكونوا مطمئنين لهم في تصرفاتهم وأفكارهم وبهذا يكونون سعداء، وأما إن يكن العكس فسيكون هناك توجهات لتلقي الأفكار الشاذة، إذن يأتي دور المرأة في إصلاح الأبناء فإن صلحوا فالحمد لله، وإن لم يصلحوا فهناك دولة ترعى جميع الأبناء والبنات فليسلموهم للأيدي الأمينة التي ستحاول إصلاحهم بعد توفيق الله لهم بالصلاح، ربات المنازل والأمهات والأخوات ليسهمن مع إخوانهن لدفع الأبناء إلى التمسك بدينهم».

وتطرق النائب الثاني إلى برنامج المناصحة التي طرحته الدولة في سبيل إعادة بعض المغرر بهم إلى الجادة، وقال: «لا شك أن برنامج المناصحة قد أعطى نتائج طيبة وإيجابية ونحن مسرورون بذلك وكل ما يمكن أن يرقى بمستوى هذا العمل لا بد من تحقيقه، والحمد لله أن هذا حاز إعجاب الجهات الأمنية، وإننا ماضون في ذلك لتحقيق ما يهدف إليه هذا المؤتمر.إننا نريد أن نحمي شبابنا عن الانحراف في هذا المجال الذي لا يرضاه الله ولا رسوله ولا يرضاه كل مسلم مؤمن محب لدينه ثم لوطنه. عملنا ونعمل مع جامعتنا لشحذ قدرات الرجال القادرين على دراسات في هذا المجال، ووصلنا إلى استراتيجية الأمن الفكري في جامعة الملك سعود وقدمناها إلى وزراء الداخلية العرب»، وأضاف: «كما أننا على وشك انتهاء الأمن الفكري قريبا وهذا عمل علمي يستطيع أن يستفيد منه الإخوة العاملون في المناصحة وفي مركز المناصحة، وأي دراسات علمية تقودنا إلى إنشاء مركز ثابت للمناصحة أو أي عمل آخر، فنحن لا نتجه إلى المظاهر بل إلى العمل الميداني الفاعل».

أيها الإخوة الأعزاء الحاضرون ولكل مواطن في هذا الوطن العزيز لم يأت هذا الاستقرار الذي نعيشه الآن والأمن المستتب في بلادنا والنشاط الاقتصادي والتنمية في كل مجال والاستثمار والحرية لكل من يريد أن يخرج أو يأتي من مواطنينا أو غيرهم من بلادنا، فنحن والحمد لله الأفضل أمنا واستقرارا وهذا جاء بجهود مكثفة مدعومة وموجهة من خادم الحرمين الشريفين ومن ولي عهده لرجال أخلصوا لله - عز وجل - وأخلصوا للأمة فنحمد الله على ذلك ونشكره - عز وجل - وندعو الجميع إلى زيادة إيمانهم بالله والعمل من قبل الجميع ولا أحد يتهاون بعمله وإن كان قليلا فالقليل مع القليل كثير».

وتوجه الأمير نايف بكلمة للطالبات وقال: «أنتن مسلمات مواطنات فعليكن أن تهتممن بذلك في مدارسكن وفي مجتمعكن وتناصحن بعضكن بعضا ومن تجدن أنها شاذة في ذلك فعليكن أن تبلغن أولياء أمرها هذا إذا عجزتن عن إصلاحها أرجو لكن من الله التوفيق، فأنتن جزء من هذا الوطن، فأنتن نساء المستقبل ويعتمد عليكن بعد الله في تربية النشء».

وعما إذا كان هناك مشروع وطني تندرج عليه المعالجة الفكرية داخليا وخارجيا أجاب الأمير نايف: «هذا ما عملنا عليه ونعمل عليه والأمن الفكري لا يقل أبدا عن الأمن العام بل قد يكون أهم، لأن الفكري هو الأمر المحرك للإنسان ولا نستطيع أن نتجاهل المستحدثات في مجتمعنا، ليس الوطني فقط وليس العربي فقط بل الإسلامي جميعا، من أفكار دخيلة على الإسلام، يجب علينا أن نفكر في هذا ونراجعها ونطلب ممن تأثروا بها أن يعيدوا التفكير والدراسة الذاتية حتى يعودوا إلى الصواب. فكل شيء دخيل على الإسلام وليس له أصل يثبته من كتاب الله أو سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - أو من التابعين لسلف الأمة وعلمائها في جميع تاريخ أمتنا فهو حتى الآن، والحمد لله، والتأكيد أن عالمنا الإسلامي يزخر بقدرات علمية، فعليهم أن يراجعوا الواقع وأن ينقوا الإسلام مما ليس منه ويصححوا أفكارهم ويتمسكوا بكتاب الله وسنة نبيه التي لا تشوبها شائبة وأن يتبعوا ما قاله رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع (تركتكم على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك)، فالإسلام ليس فيه أسرار ولا طقوس وهو واضح وله مرجعان لا ثالث لهما كتاب الله وسنة نبيه».

وعن الذي ينقص الإعلام السعودي ليكون آلة داعمة لوزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب، قال: «مما لا شك فيه أن الإعلام مؤثر في كل المجتمع، ولا أحد يشك في تأثيره وقدرته ولكن ماذا سيحقق؟ لا شك أن دول العالم ومؤسساته ومجتمعاته تعلق أهمية على وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة وإذا نظرنا ما جد من تقنية خصوصا الإنترنت المفتوح بكل حرية ففيه الكثير من المفيد وفيه الأكثر من السيئ، إذا لا بد أن نواجه هذا الواقع بعلم ومعرفة، وأقول لا بد لإعلامنا السعودي أن يتحرك بشكل أقوى وأضخم ليواجه هذا الواقع، ولكن بالتزام ومسؤولية، وبشكل ينفع واقع الوطن، ويجب أن نعلم على ماذا يعتمد وما هي توجهاته في الحاضر والمستقبل وما كان عليه في الماضي، لا بد أن نلتزم بديننا القويم وألا نخالف نصا شرعيا بأي شكل من الأشكال فإذا ضمنا هذا فمصلحة الوطن واضحة في إيصال الحقيقة الصادقة النافعة لكل متلق، يجب أن نواجه الواقع، ونحتاج إلى الأكثر والأكثر والأقدر في العمل الإعلامي مع الالتزام بمسؤولية للقارئ والمشاهد والمستمع هذا للأسف ينقصنا، وكأننا فقط نركز على الاستفادة المادية في نشر بعض الأفكار والمجادلات التي لا نفع منها، حتى نجذب المعلنين عن بضائعهم وعن احتياجاتهم وهذا لا يجوز لنا كمسلمين أولا ومؤمنين بالله ومتمسكين بكتابه وسنة نبيه ومصلحة الوطن، فليس من مصلحة ديننا ولا دنيانا أن نكون فقط نتلقف الأخطاء بدون أن نتحقق منها، ونرحب بالنقد لكن النقد البناء الموضوعي الذي يعتمد على حقائق».

وأضاف: «إنني أناشد كل من هو في مجال الإعلام أيا كان موقعه أن يتحمل مسؤولياته، وأن العصر عصر علم فإذا كان من يعمل في الطب أو غيره يستعين بصاحب الاختصاص فمن باب أولى أنه لا يكتب عن العقيدة إلا وقد استشار من هو أهل ومؤهل لهذا العلم، وأما أن يتحدث بكل بساطة وهو لا يفقه من الأمر شيئا فهذا لا يجوز، أقول للجميع فلنعمل لأن يكون إعلامنا بمستوى تطلعاتنا، لأن نكون - إن شاء الله - من أفضل الأمم حاضرا ومستقبلا، وأن نتدبر ماضي أمتنا وأعمالهم الكبيرة الصادقة الصالحة ونجعلها قدوة لنا مع استعمال كل وسائل التقنية الحديثة، لتحمل المسؤولية أمام الله - عز وجل - ثم أمام هذا الوطن وأبنائه جميعا».

من جهة أخرى، وصل الأمير نايف بن عبد العزيز في الليلة قبل الماضية إلى الرياض قادما من المدينة المنورة، وكان في استقباله بمطار الملك خالد الدولي، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية، والأمير الدكتور محمد بن سلمان بن محمد مدير عام المتابعة في وزارة الداخلية، والأمير منصور بن محمد بن عبد العزيز الكبير، والأمير محمد بن متعب بن ثنيان، والأمير سعود بن منصور بن عبد العزيز، والأمير سعود بن ناصر بن سعود آل فرحان، والأمير محمد بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، كما كان في استقباله الدكتور أحمد بن محمد السالم وكيل وزارة الداخلية وعدد من كبار المسؤولين في وزارة الداخلية من مدنيين وعسكريين وقادة القطاعات الأمنية، وقد وصل في معية النائب الثاني، الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز، والأمير نواف بن نايف بن عبد العزيز، والأمير فهد بن نايف بن عبد العزيز.