اختتم رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري زيارته الرسمية لبلغاريا بلقاء مجاملة مع رؤساء البعثات الدبلوماسية العربية المعتمدين في صوفيا وباستقبال عدد كبير من أبناء الجالية اللبنانية المقيمين في بلغاريا.
وفي موتمر صحافي مشترك مع نظيره البلغاري، بويكو بوريسوف، أكد الحريري أمس أن المحكمة الدولية (الخاصة بجريمة اغتيال والده الراحل، رفيق الحريري) «ذات مصداقية كبيرة في لبنان» وهي تعمل بجدية لإثبات الحقائق. وأضاف أنه سيتقبل أي قرار يصدر عن المحكمة ويتعامل معه، كما هو، مشددا على أن «لا مجال للعب بأمن لبنان». وكانت المحادثات التي أجراها الحريري والوفد المرافق له في صوفيا قد ركزت بصورة خاصة على العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ودعا رئيسا الحكومتين اللبنانية والبلغارية في ختام مباحثاتهما إلى توسيع التعاون الثنائي بين بلديهما في المجالين التجاري والاقتصادي. وركزت صوفيا بدورها على الاستثمارات، قائلة إن بلغاريا مكان جيد لاستقبال الاستثمارات الأجنبية.
وبمناسبة هذه الزيارة قال رئيس وزراء بلغاريا، بويكو بوريسوف، إن بلاده تحاول استعادة «التقاليد الممتازة» التي كانت تسود علاقاتها مع العالم العربي. منوها بأن جولته الخليجية (الأسبوع الماضي) واستقباله لنظيره اللبناني هما خير دليل على ذلك.
أما وزير خارجية بلغاريا نيكولاي ملادينوف فقد أكد على أنه يسعى لأن تنظر بلاده بجدية أكبر إلى منطقة الشرق الأوسط.
واعترفت الإذاعة الرسمية في بلغاريا بأن البلاد كانت قد «أدارت ظهرها قليلا اقتصاديا وسياسيا» إلى هذا الشطر من العالم (أي الشرق الأوسط)، إلا أنها تريد الآن عودة علاقاتها مع العالم العربي إلى مستويات أعلى وأفضل.
وكان الحريري قد أجرى خلال هذه الزيارة لقاء مع الرئيس البلغاري غيورغي بارفانوف ومع رئيسة البرلمان تسيتسكا تساتشيفا. وتناولت المحادثات البلغارية – اللبنانية آخر تطورات الوضع في الشرق الأوسط والعلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تطويرها بالإضافة إلى مجمل التطورات الإقليمية والدولية.
وكان رئيس مجلس الوزراء اللبناني سعد الحريري قد وصل إلى صوفيا برفقة وفد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين في زيارة رسمية لبلغاريا كانت، على الرغم من قصر فترتها (24 ساعة أو نيف)، مكثفة من حيث اللقاءات والاجتماعات الرسمية التي أجراها الحريري على أعلى المستويات في بلغاريا.