وكيل وزارة الخارجية العراقية: طالباني لم يتسلم دعوة من القذافي لحضور القمة العربية

عباوي لـ«الشرق الأوسط»: علاقتنا مع ليبيا في أدنى مستوياتها.. وأخذنا تعهدا بعدم المس بالعراق خلال المؤتمر

TT

كشف لبيد عباوي، وكيل وزارة الخارجية العراقية، أن مستوى تمثيل العراق في القمة العربية، التي اختتمت أعمالها أول من أمس، بمستوى وزير الخارجية هوشيار زيباري الذي ترأس الوفد العراقي، كان قرارا مسبقا لا علاقة له باستقبال ليبيا لجماعة من العراقيين الذين يمثلون النظام السابق ولهم مواقف عدائية من العراق.

وقال عباوي العائد توا من ليبيا، لـ«الشرق الأوسط» عبر الهاتف من بغداد أمس، إن «قرار العراق بعدم مشاركة الرئيس جلال طالباني أو أي من أعضاء مجلس الرئاسة، جاء بسبب التحفظ العراقي على الموقف السلبي الليبي من العملية السياسية والتشكيك بها، وبسبب علاقاتهم (ليبيا) مع جهات عراقية معادية للبلد»، واصفا «العلاقات العراقية - الليبية بأنها في أدنى مستوياتها».

ويذكر أن الرئيس العراقي كان قد توجه إلى طهران آنذاك بدعوة من الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد لحضور الاحتفالات بأعياد نوروز، مما أثار تساؤلات حول تفضيله الذهاب إلى طهران بدلا من حضور القمة العربية.

وأضاف وكيل وزارة الخارجية الذي شارك في الوفد العراقي إلى مؤتمر القمة العربية التي عقدت في مدينة سرت الليبية: «إن العراق لم يتسلم دعوة بروتوكولية أصولية لحضور الرئيس طالباني مؤتمر القمة، إذ يفترض برئيس البلد المضيف للقمة (معمر القذافي) أن يرسل مبعوثا شخصيا يحمل الدعوة لحضور رئيس الجمهورية، لكن هذا لم يحدث، إذ إن ليبيا لم ترسل أي مبعوث شخصي من الرئيس معمر القذافي إلى بغداد، وهذا خرق للأعراف»، موضحا أن «بغداد تسلمت دعوة حضور القمة العربية عن طريق إحدى سفاراتنا في أحد البلدان العربية»، من غير أن يذكر هذه الدولة.

ونبه عباوي إلى أن «الرئيس العراقي لا يذهب إلى بلد يستضيف القمة العربية ولا توجد سفارة عراقية في ذلك البلد»، وقال: «لقد سبق أن طلبنا من ليبيا العمل على إعادة العلاقات الدبلوماسية، لكنهم بقوا مترددين في هذا الجانب».

وحول استقبال الرئيس الليبي لمجموعة من العراقيين قالوا إنهم معارضون للعملية السياسية في العراق، ومدى تأثير ذلك على مستوى تمثيل العراق في مؤتمر القمة، قال وكيل وزير الخارجية العراقي: «إن قرار تمثيل العراق بالمستوى الذي شارك فيه في مؤتمر القمة العربية وتكليف هوشيار زيباري، وزير الخارجية، برئاسة وفد العراق إلى هذه القمة، كان متخذا مسبقا ولم يأتِ كردّ فعل على استقبال الرئيس القذافي لمجموعة من العراقيين المرتبطين بالنظام السابق ومعادين للعراق الجديد، بل إن الأسباب التي ذكرتها آنفا حول عدم إرسال مبعوث شخصي من الرئيس الليبي وعدم وجود تمثيل دبلوماسي عراقي وليبي في كل من طرابلس وبغداد دعت القيادة العراقية لعدم المشاركة بمستوى رئيس جمهورية»، مشيرا إلى أن «هناك عددا كبيرا من الملوك والرؤساء العرب لم يحضروا هذه القمة». وأضاف قائلا: «نحن فوجئنا قبل افتتاح مؤتمر القمة وقبيل وصولنا إلى هناك بلقاء الرئيس الليبي مع هذه المجموعة من العراقيين الذين أطلقوا عليهم تسمية (المقاومة العراقية)، وسمعنا الحديث الذي دار بين الرئيس القذافي وهذه المجموعة، فأبلغناهم بأن هذا شيء سلبي للغاية، وقلنا بوضوح إن هذه المجموعة من العراقيين المعادين للعملية السياسية إذا كانت موجودة في سرت أو ستشارك على هامش المؤتمر فنحن لن نشارك، لكنّ المسؤولين الليبيين أبلغونا رسميا بأن هذه المجموعة تركت ليبيا وصارت خارج أراضيها».

وشرح عباوي مداخلات تلويح الوفد العراقي بالانسحاب من مؤتمر القمة، قائلا: «على إثر ما جرى من حديث بين الرئيس القذافي ومجموعة العراقيين لوحنا بالانسحاب، لكن المسؤولين الليبيين أبلغونا بأن استقبال الرئيس القذافي لمجموعة من الجالية العراقية لا علاقة له بمؤتمر القمة وإجراءاتها، وإنما جاء ضمن نشاطات الرئيس الليبي ولقاءاته مع الجالية العراقية»، منوها بـ«تعهد حصلنا عليه من المسؤولين الليبيين يقضي بعدم التطرق أو محاولة المس أو الإساءة أو التعرض أو النيل من شعبنا ومن العراق أو أي سعي أو إشارة في هذا الاتجاه في أية كلمة أو خطاب سواء كان ليبيّا أو غيره». وأشاد عباوي بالموقف «العربي الذي تضامن بقوة ودعم الوفد العراقي، سواء من قبل وزراء الخارجية أو رؤساء وقادة الدول العربية، حيث أكدوا دعمهم للعراق وللعملية الانتخابية التي جرت مؤخرا والحفاظ على وحدة العراق وأمنه وسيادته، وهذا ما جعلنا نتصل بالقيادة العراقية ونبلغهم هذه المواقف الداعمة، فطلبوا من رئيس الوفد الاستمرار في المشاركة وعدم الانسحاب»، مشيرا إلى أن «وزراء خارجية وقادة الدول المشاركة في مؤتمر القمة أبلغونا بأهمية حضور العراق ومشاركته، إذ كان العراق دائما فعالا في القمم العربية، وأن المؤتمر لن ينجح بغيابه».

وأكد وكيل وزارة الخارجية قائلا: «إن أهم ما تحقق بالنسبة للعراق هو احتفاظنا بحقنا في استضافة ورئاسة مؤتمر القمة العربي القادم، وهذا القرار تم بموافقة الجميع».