القذافي يقترح تقسيم نيجيريا على أساس عرقي مثل يوغوسلافيا

الاتحاد الأوروبي يأمل في إفراج قريب عن السويسري المحتجز في ليبيا

TT

بينما تراجع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي عن تصريحات سابقة بشأن تقسيم نيجيريا إلى دولتين مسيحية ومسلمة، مثلما حدث في باكستان، مشيرا إلى حاجة نيجيريا إلى محمد علي جناح جديد، اقترح القذافي أمس تقسيم هذا البلد الأفريقي الكبير إلى عدة دول على أساس عرقي على غرار ما حدث في الاتحاد اليوغوسلافي السابق، وذلك في تصريحات خص بها وكالة الأنباء الليبية (جانا)، يعتقد أنها ستزيد من حدة الخلاف الدبلوماسي بين طرابلس ولاغوس.

وقال القذافي: «بعد الاطلاع على تصريح نفر من النيجيريين الحكوميين الذين قالوا إن القذافي يجهل واقع نيجيريا، ويظن أنها عبارة عن مسيحيين ومسلمين، ويقسمها إلى دولتين، اتضح أن نيجيريا ليست مكونة من جزأين، وإنما هناك شعب (اليوربا) في الغرب والجنوب يطالب بالاستقلال، وشعب (الأيبو) في الشرق والجنوب. واتضح أيضا أن هناك شعب (الإيجاو) يطالب بالاستقلال، وشعب (الأيروا) في الشمال، يطالب بإقامة دولة (إيروا)».

وزاد القذافي قائلا: «فعلا كما قالوا، إن نيجيريا لا يحل مشكلتها التقسيم إلى دولتين مسيحية وإسلامية، بل هناك شعوب أخرى بغض النظر عن الدين، تطالب بالاستقلال»، مشيرا إلى أنه ضرب مثلا بمحمد علي جناح، الذي حل مشكلة المسلمين والهندوس وأقام دولة باكستان، لكن نيجيريا لا تشبه الهند فقط، بل تشبه مشكلة الاتحاد اليوغسلافي، الذي كان قائما على عدة شعوب مثل نيجيريا، ثم استقلت هذه الشعوب وانتهى الاتحاد اليوغسلافي بسلام.

وقال القذافي أيضا: «استقلت سلوفينيا بسلام، واستقلت كرواتيا بسلام، كما استقل الجبل الأسود بسلام، واستقلت مقدونيا بسلام، واستقلت صربيا بسلام. ولم تقع الحرب بين البوسنة والهرسك إلا بسبب من يحكم».

وأوضح الزعيم الليبي أن الصراع بين البوسنة والهرسك، قام على أساس أن المجموعة الصربية في البوسنة والهرسك كانت تريد أن تسيطر على البوسنة والهرسك، بينما يقول المسلمون إن البوسنة والهرسك هي دولتهم، وبالتالي فإن النموذج المماثل لنيجيريا في هذه الحال، هو نموذج يوغسلافيا.

وكانت نيجيريا قد استدعت سفيرها من طرابلس في وقت سابق هذا الشهر بعدما اقترح القذافي تقسيمها إلى دولتين إحداهما إسلامية في الشمال، والأخرى مسيحية في الجنوب.

وجاءت تصريحات الزعيم الليبي السابقة،عقب اشتباكات عنيفة دارت بين جماعات من المسلمين والمسيحيين حول مدينة جوس بوسط نيجيريا، وقتل فيها المئات في أحداث تساءلت بعدها الحكومة النيجيرية عما إذا كان لليبيا دور فيها.

وقالت نيجيريا آنذاك إن تصريحات القذافي تفتقر إلى الحساسية والمسؤولية، وأنها «أضعفت مكانته ومصداقيته».

وردا على الحكومة النيجيرية، طرح القذافي مجددا فكرة التقسيم لكنه اقترح هذه المرة التقسيم إلى عدة دول مستقلة، وليس إلى دولتين مستشهدا بتعدد الأعراق في البلاد.

على صعيد آخر، توقعت المفوضية الأوروبية أن تفرج السلطات الليبية قريبا عن رجل الأعمال السويسري ماكس جولدي، وذلك عقب نهاية الخلاف حول تأشيرات السفر بين سويسرا وليبيا، حسب ما ذكرته وكالة الأنباء الألمانية. وقالت مفوضة الشؤون الداخلية في الاتحاد الأوروبي سيسيليا مالمشتروم، أمس في بروكسل: «إننا نلاحظ ونأمل في إفراج قريب عن المواطن السويسري المحتجز في ليبيا». ورحبت مالمشتروم بتسوية النزاع الدبلوماسي بين البلدين، وقالت: «إنني سعيدة بهذا التطور».

وفي المقابل، ذكرت تقارير إعلامية سويسرية أمس أن حالة جولدي في السجن ليست جيدة. وكتبت صحيفة «بليك» أن جولدي محتجز في «جحر من دون نوافذ»، كما ذكرت تقارير أخرى أنه لم يعد لديه أيضا ماء دافئ.

وأضافت التقارير أن السلطات الليبية بررت هذا الأمر بأن 90 شخصا من أصحاب الجرائم الخطيرة يقبعون حاليا في جناح السجن الذي يحتجز فيه جولدي.

ووفقا للتقارير، ليس هناك رغبة في وضع جولدي، الرئيس السابق للعمليات الليبية لمجموعة «إيه.بي.بي» للهندسة الكهربائية، في هذا المحيط الخطير.

وذكرت وزارة الخارجية السويسرية أن إدارة السجن أكدت أنه تم فعل ما هو ممكن للعثور على حل أفضل لجولدي.

تجدر الإشارة إلى أنه تم (الأحد) إلغاء حظر السفر المتبادل منذ أسابيع بين ليبيا وسويسرا. وقامت سويسرا بإلغاء قائمة الأشخاص غير المرغوب في دخولهم البلاد، التي تتضمن 188 مسؤولا ليبيا بارزا، بينهم العقيد القذافي وعائلته. وفي المقابل ألغت ليبيا حظر سفر مواطني دول منطقة الانتقال الحر «شنغن» إليها، الذي أعلنته كإجراء انتقامي.

وكان حظر السفر المتبادل بين ليبيا وسويسرا يسري تلقائيا على بقية الدول الأعضاء الـ24 في منطقة «شنغن»، لذلك مارس الاتحاد الأوروبي ضغوطا على سويسرا لحل الأزمة.