حزب برلسكوني ينجو من الهزيمة رغم الفضائح

تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات الإقليمية الإيطالية

TT

شهدت الانتخابات الإقليمية الجزئية في إيطاليا تراجعا كبيرا في معدل المشاركة بعد إغلاق مراكز الاقتراع أمس، إلا أن اليمين بزعامة سيلفيو برلسكوني بدا قادرا على تحقيق رهانه والاستيلاء على منطقتين على الأقل من اليسار. وكانت تقديرات سابقة قد حذرت من هزيمة لليمين بسبب فضائح وقضايا فساد تورط فيها نوابه.

وأوضح وزير الداخلية روبرتو ماروني أن نسبة المشاركة بلغت عند إقفال صناديق الاقتراع أمس 65%، وهي أضعف نسبة مشاركة منذ 15 عاما في هذا النوع من الانتخابات. وأضاف الوزير أن معدل الإقبال على التصويت المحسوب على 9 من المناطق الـ13 التي جرت فيها الانتخابات تراجع بنسبة 7 نقاط عن الانتخابات الإقليمية لعام 2005.

واستنادا إلى التوقعات الأولى التي لم تتأكد على الفور، فإن اليمين احتفظ على ما يبدو بمعقلين له في الشمال، لومبارديا وفينيسيا (التي فاز فيهما على ما يبدو بفارق كبير مرشح رابطة الشمال لوكا زائيا) كما انتزع على ما يبدو من اليسار منطقتين في الجنوب (كومبانيا وكالابريا). وأشارت التوقعات أيضا إلى أن اليسار نجح في الاحتفاظ بالمناطق السبع الأخرى ومن بينها معقلاه «الحمر» توسكانا وإيميليا رومانيا.

وقبل الاقتراع، كان اليمين يسيطر على اثنتين من المناطق الـ13 التي شملتها الانتخابات. ومنذ 3 أشهر فقط كان اليمين مستقويا بشعبية برلسكوني، ويعول على انتزاع 4 أو 5 مناطق إضافية من اليسار. لكن هذا اليمين الذي يتخبط منذ أسابيع في فضائح وقضايا فساد يتورط فيها نوابه، إضافة إلى حالة «الفوضى» التي أحاطت بلوائحه الانتخابية في اثنين من الأقاليم الرئيسية وهما لومبارديا ولاتيوم حيث لم يقبل مرشحوه إلا بعد اللجوء إلى القضاء، فقد الكثير من الأصوات مع تفضيل جزء من الناخبين الامتناع عن التصويت، أو تحول جزء آخر إلى حليفه المنافس رابطة الشمال.

واعترف أوسفالدو نابولي نائب رئيس مجموعة شعب الحرية في مجلس النواب بأنه «إذا جاء معدل الإقبال أدنى من 70% فإن هذا سيشكل عقابا لنا».

ودعي نحو 41 مليون ناخب للتصويت على مدار يومين لاختيار رؤساء 13 من 20 منطقة في البلاد، وأحيانا أيضا على رؤساء الأقاليم أو رئيس البلدية كما هو الحال في فينيسيا. وحذر ناندو بانيونسيلي الباحث في معهد «إيبسوس» لاستطلاعات الرأي من أن «قراءة نتائج التصويت صعبة، لأن الانتخابات جرت في 13 إقليما، ولأن هناك قوائم متعددة، ما يجعل التقييم يكون على أساس (يسار أو يمين) أكثر منه على أداء الأحزاب وحده».

وتسعى رابطة الشمال إلى انتزاع موقع الصدارة من حزب شعب الحرية في إقليم لومبارديا وإقليم فينيسيا حيث أعلنت بالفعل عزمها في حال الفوز على المطالبة بوزارة إضافية وببلدية ميلانو، ثاني مدن البلاد، وهي مطالب قد تثير اضطرابا داخل الأغلبية.