الشرطة البلجيكية تحاصر مقر محاكمة أميرة الجهاد على الإنترنت

تلقت معلومات بالتحضير لهروب مسلح لعناصر خلية يشتبه في علاقتها بـ«القاعدة»

TT

اضطرت السلطات الأمنية البلجيكية، إلى نشر أعداد كبيرة من رجال الشرطة حول مقر قصر العدل أو مجمع المحاكم في بروكسل، حيث تجرى محاكمة عناصر خلية يشتبه الادعاء العام البلجيكي في علاقتها بتنظيم القاعدة، ومتخصصة بتجنيد وإرسال المسلمين الشباب إلى أفغانستان والتحضير لعمليات إرهابية في أماكن مختلفة، وجاء نشر العناصر الأمنية مساء أول من أمس، حول مقر المحكمة وهم يحملون السلاح ويرتدون أقنعة على وجوههم، قبل ساعات من انطلاق جلسات الاستماع للدفاع عن المتهمين، التي بدأت أمس، بعد أسبوعين من انطلاق الجلسات والاستماع إلى أقوال عدد من المشتبه بهم. وقالت إدارة مركز الأزمات في وزارة الداخلية الهولندية، إن السلطات تلقت ما يفيد باحتمال هروب كل من مليكة العروض المغربية الأصل وزميلها في الشبكة هشام بيايو، وذلك أثناء جلسات المحاكمة من خلال عملية مسلحة مرتبة للهروب، وتعاملت السلطات بجدية مع تلك المعلومات، والتي رفضت إعطاء تفاصيل عن مصدرها، وقررت نشر المزيد من العناصر الأمنية المسلحة حول مقر المحكمة، مع تشديد إجراءات حراسة السيارات المدرعة المكلفة بنقل المشتبه بهم من السجن إلى مقر المحاكمة.

وكان الادعاء العام قد طالب الأسبوع الماضي بالسجن 8 سنوات للمغربية مليكة و7 سنوات لزميلها هشام، وبأحكام أخرى متفاوتة لباقي العناصر، ومن المقرر أن تنتهي جلسات المحاكمة مع نهاية الأسبوع الحالي، والتي يطلق عليها الإعلام البلجيكي «جلسات محاكمة الخلية الأفغانية»، وألقت السلطات البلجيكية القبض على عناصرها في ديسمبر (كانون الأول) 2008، بتهمة الإعداد لأعمال عنف والتحريض عليه. وبعد أن استمعت المحكمة إلى مليكة العروض الملقبة بـ«أميرة الجهاد» على الإنترنت، والتي يعتبرها الإعلام البلجيكي، أحد قادة الخلية البارزين، انتقلت المحكمة إلى التهم الموجهة إلى المغربي هشام بيايو، الذي يشتبه في أنه كان يعدّ لعمل إرهابي في بروكسل بعد عودته من باكستان في خريف عام 2008. وقال المتهم لمحلفي المحكمة، إن الرسالة التي عثرت عليها أجهزة الأمن البلجيكية، وتعدّ أحد أسباب اعتقاله، والتي تحدث فيها عن الإعداد لعمل إرهابي كانت مجرد مزحة وقال هشام بيايو إن إقامته في وزيرستان بباكستان كانت خطأ، وأنه شعر بخيبة أمل كبيرة خلال وجوده هناك، وقرر العودة إلى بلجيكا.. وفي الجلسات السابقة، نفت المغربية الأصل مليكة العروض، ما جاء في إفادة أحد الشهود في القضية، بأنها سبق وتحدثت عن صلة بين زوجها، الموجود حاليا في المنطقة الحدودية بين أفغانستان وباكستان، وأسامة بن لادن. وقال الإعلام البلجيكي، إن معلومات التحقيق كشفت عن أن مليكة كانت قبل إلقاء القبض عليها تتحضر لمغادرة أوروبا. ويسعى القضاء البلجيكي للتأكد مما إذا كان أعضاء هذه الخلية يحضرون بالفعل لشن هجمات إرهابية في العاصمة البلجيكية أم لا. ويحاكم هؤلاء بعدة تهم تتعلق بتجنيد شبان مسلمين في أوروبا وإرسالهم لمعسكرات تدريب على الحدود الأفغانية الباكستانية تمهيدا لإرسالهم في مهام «جهادية» في عدة مناطق من العالم، والخلية التي تحاكم أمام محكمة بروكسل تضم تسعة أشخاص من جنسيات مختلفة بينهم شخصان هاربان، وهناك ثلاثة أشخاص من أصول عربية، تعتبرهم سلطات التحقيق البلجيكية، أبرز قيادات الخلية التي يشتبه في علاقتها بتنظيم القاعدة. وأضافت المصادر بأن مليكة التي تلقب بـ«أميرة الجهاد» على الإنترنت هي قائدة تلك المجموعة، ومعها زوجها وهو تونسي يدعى معز جارسلاو، عملا سويا على تجنيد أشخاص للسفر إلى معسكرات التدريب التابعة لتنظيم القاعدة على الحدود بين أفغانستان وباكستان، وأحدهم يدعى هشام، من سكان حي أندرلخت في بروكسل، وسافر لمدة عام مع اثنين من أصدقائه للتدريب في المعسكرات وعاد في ديسمبر 2008، ولكن السلطات الأميركية رصدت رسالة عبر البريد الإلكتروني وأمدت بها السلطات الأمنية البلجيكية، وتتضمن الرسالة التي بعث بها هشام إلى أصدقائه، ما يفيد أنه تلقى الضوء الأخضر لتنفيذ عملية انتحارية، وانه انتهى من إعداد شريط فيديو لوداع أهله. وبادرت الشرطة البلجيكية بالتحرك على الفور، وألقت القبض على المجموعة بأكملها، والتي تضم 14 شخصا، خاصة أن ذلك تزامن مع انعقاد قمة أوروبية في بروكسل بحضور قادة 27 دولة أوروبية. ولم تؤكد سلطات التحقيق في ذلك الوقت عثورها على أي متفجرات، أو ما يفيد بوجود خطط إرهابية لتنفيذها في بلجيكا.