تركي الفيصل: نادم وغير نادم على مصافحة نائب وزير الخارجية الإسرائيلي

قال: بودي لو أدرت وجهي للجمهور وقلت هذا الرجل اغتصب أرضي.. فهل أصافحه؟.. لكن المصافحة «لا تعني شيئا»

TT

هل هو نادم على مصافحته نائب وزير الخارجية الإسرائيلي أم لا؟ هذا السؤال سيطر على جمهور الندوة، التي تحدث فيها الأمير تركي الفيصل السفير السعودي السابق لدى كل من الولايات المتحدة وبريطانيا، في العاصمة الرياض، وحضر فيها موضوع المصافحة الشهيرة وبقوة.

ويبدو أن تركي الفيصل، قد شعر بجزء من الندم على تلك المصافحة، حيث قال إنه كان بوده، حينما طلب المسؤول الإسرائيلي مصافحته، لو أدار وجهه نحو الجمهور وقال لهم «هذا الرجل اغتصب أرضي، وشرد أهلي، فهل أصافحه؟ وأترك الحكم وقتها لهم».

ولم يخف المسؤول السعودي السابق، أن موضوع المصافحة فرض عليه تفكيرا حول ما إذا كان ما فعله صوابا أم خطأ.

ووجه الأمير تركي الفيصل نصيحة إلى كل الدبلوماسيين السعوديين، بعدم مصافحة الدبلوماسيين الإسرائيليين، وقال إنه «لا ينصح أي دبلوماسي سعودي بمصافحة أي دبلوماسي إسرائيلي».

وأعاد تركي الفيصل التأكيد على أن المصافحة الشهيرة كانت بطلب من نائب الوزير الإسرائيلي في مؤتمر الأمن بميونيخ، وجاءت بعد أن فهم رفضه جلوسه معه على منصة واحدة، وقال إنه وقتها لم يكن ممثلا للحكومة، ولم يدع أنه ممثل لها، وإنه اتخذ القرار كون المصافحة «لا تعني شيئا».

ويبدو أن المشاعر المختلطة التي انتابت الأمير تركي الفيصل بين «الندم» و«اللا ندم»، تبدو مبررة، كونها المرة الأولى التي يظهر فيها أحد المسؤولين السعوديين السابقين في الدبلوماسية السعودية أمام شاشات التلفزيون وهو يصافح مسؤولا إسرائيليا.

وجاءت هذه التوضيحات من الأمير تركي الفيصل خلال لقاء المعرفة الثقافي الذي نظمه مركز المعلومات والدراسات التابع لوزارة الخارجية السعودية.

ونوه تركي الفيصل، والذي عمل سفيرا لبلاده لدى الولايات المتحدة، بالزيارة التي قام بها خادم الحرمين أيام كان وليا للعهد لواشنطن، عامي 2002 و2005 واجتماعه بالرئيس الأميركي السابق جورج بوش، قائلا إن تلك الزيارتين «عالجتا الشرخ الكبير الذي أحدثته أحداث 11 سبتمبر (أيلول) بين القيادتين، وأعادت الثقة بين الشعبين، إضافة إلى تسهيل مهمتي كسفير للسعودية».

وعلق على مستوى العلاقات بين واشنطن وتل أبيب، ومدى قدرة الولايات المتحدة على مواجهة إسرائيل، بقوله إن «مؤسس العلاقة بين أميركا وإسرائيل لا يزال هو إسرائيل، وهذا نابع من تاريخ وإرث حميم بين الجانبين على كل المستويات».

وأضاف أن «إسرائيل سعت ولا تزال تسعى إلى توسيع نفوذها بأميركا، والوصول إلى ما وصلت إليه من خلال خطة عمل نجحت في تنفيذها». وأكد أن الرئيس باراك أوباما سيعمل مع إسرائيل على حسب تأثيرها عليها، مستدلا بالصد الإسرائيلي لطلب أوباما بوقف سياسة الاستيطان العام الماضي، وبدوره تراجع عن هذا الطلب.

وعزا الأمير تركي الفيصل العجز العربي في مواجهة إسرائيل بقوله «لا يوجد لدى العرب برنامج مشترك، هذا الأمر يعد عجزا أساسيا لمواجهة المد الصهيوني في الولايات المتحدة وأوروبا وروسيا والصين وأي مكان في العالم».

ورد الأمير تركي الفيصل على سؤال حول موقع المرأة السعودية من العمل الدبلوماسي، بقوله «أنا أؤمن دائما أن المرأة شريكة الرجل في خدمة الله وخدمة الوطن وهي قناعة متأسسة في كشخص وموظف، ولا أعتقد أننا سنمضي قدما في الرقي بمجتمعنا إلا من خلال الأخوة بينهما في تحمل المسؤولية».