مظاهرات حاشدة في مقديشو للتنديد بنبش قبور أضرحة مشايخ الصوفية

حركة الشباب تتوعد بهدم كل الأضرحة في المناطق ونقل رفاتهم لأماكن مجهولة

TT

شهدت العاصمة الصومالية مقديشو أمس مظاهرات حاشدة للتنديد بعمليات هدم ونبش أضرحة مشايخ الطرق الصوفية في مقديشو، التي يقوم بها مقاتلو حركة الشباب المجاهدين المعارضة للحكومة الصومالية. ونظم هذه المظاهرات أتباع الطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني وعدد من النشطاء السياسيين. وانطلقت المظاهرات من الأحياء التي تسيطر عليها الحكومة بشرق العاصمة بمشاركة المئات من سكان مقديشو. وكان المشاركون يرددون شعارات نددوا فيها بالإساءة إلى رموز الصوفية في الصومال وهدم الأضرحة، كما عبروا عن تأييدهم للحكومة وحركة أهل السنة والجماعة.

وأثار قيام مسلحي حركة الشباب بهدم أضرحة الأولياء ومشايخ الطرق الصوفية في مقديشو ونقل رفاتهم إلى أماكن مجهولة ردود فعل غاضبة في أوساط أتباع الطرق الصوفية في البلاد. وقال الشيخ عبد القادر سومو المتحدث باسم حركة أهل السنة والجماعة (الطرق الصوفية) الذي شارك في هذه المظاهرة: «إن حركته سترد على هذه الأفعال بشكل حازم، وأعلن عن فتح باب التسجيل لأتباع الطرق الصوفية للانخراط في ميليشيات الحركة لمقاتلة مسلحي حركة الشباب، متهما مقاتلي الشباب بنهب المركز الديني الواسع الذي يقع فيه ضريح الشيخ محيي الدين علي. من جهته، قال محيي الدين حسن أفرح المسؤول في إحدى منظمات المجتمع المدني، وأحد منظمي هذه المسيرة: «إن الجماهير تقف اليوم هنا بكل شرائحها في موقف موحد ضد هؤلاء الذين يقومون بهدم أضرحة علماء الصومال». وكانت هذه الأضرحة التي تم تدميرها ملحقة بمساجد، ولكل منها حرم كبير بداخله مسجد وأفنية ومدارس تابعة للجماعة الصوفية. وكانت هذه هي المرة الأولى التي يدمر مقاتلو الشباب أضرحة ومزارات أقطاب الصوفية في العاصمة مقديشو، الأمر الذي أثار غضب أتباع الصوفية مجددا.

وكان معلم محمود الشيخ حسن الزعيم الروحي لأهل السنة قد قال أول من أمس: «إن حركته ستقوم بالقضاء على الأصوليين الإسلاميين في البلاد» على حد تعبيره. وأضاف: «إن ما يقومون به من نبش القبور أمر غير مقبول، إن من يفعل ذلك ليس مسلما حقا، إنهم بعيدون عن الإسلام، سنواجه حركة الشباب مباشرة لا من خلال وسائل الإعلام، ولدينا القدرة بالتعاون مع الحكومة على القضاء على حركة الشباب، يجب علينا أن نعلن الجهاد عليهم». وكان مقاتلو حركة الشباب المجاهدين يقومون خلال الأيام الماضية بتدمير ونبش عدد من أضرحة ملحقة بمساجد، تعود لأشهر مشايخ الطرق الصوفية في الصومال، من بينهم ضريح الشيخ محمد بيمالو أحد زعماء الطريقة القادرية في النصف الأول من القرن الماضي، كما داهم مقاتلو الحركة أيضا ضريح الشيخ محيي الدين علي، أحد أشهر علماء الصوفية في أواخر القرن الماضي وقاموا بتدميره. كما تم هدم ضريح الشيخ حسن معلم مؤمن، مؤسس فرع الطريقة الإدريسية في الصومال الذي يقع في قرية البصرة (40 كم غرب مقديشو).

وكان مسؤول حركة الشباب المجاهدين قد توعد بهدم كل الأضرحة التي تعود لمشايخ الصوفية في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم، وقال الشيخ علي محمد حسين والي تنظيم الشباب في إقليم العاصمة: «إن هذه العملية جزء من محاربة الشرك وإزالة كافة مظاهره وهي من أهم أولويات حركة الشباب المجاهدين». وذكر حسين أيضا أن عملية هدم القبور وإزالة كل ما ينافي تعاليم الشريعة الإسلامية تأتي في إطار تطبيق الشريعة الإسلامية.

وذكر حسين أن حركته لا تخاف من التحالف بين الجماعة الصوفية والحكومة الانتقالية لمحاربتهم، قائلا: «هذا لن يؤثر على توازن القوة، ولن يكون له تأثير علينا، المجاهدون مستعدون لمواجهة كل الأعداء». ويأتي هدم أضرحة مشايخ الصوفية في مقديشو في سياق سلسلة من حملة واسعة لحركة الشباب بحجة محاربة مظاهر الشرك. وقال الشيخ سعيد كراتي مسؤول حركة الشباب في شؤون «مكافحة الشركيات»: «إن رفات الأضرحة المدمرة يتم إعادة دفنها في أماكن سرية حتى لا يعود الناس إلى التبرك بها مجددا».

والصراع بين الطرق الصوفية (أهل السنة والجماعة) والفصائل الإسلامية المعارضة (حركة الشباب والحزب الإسلامي) مبني على أسس آيديولوجية. ويوجد في الصومال تراث صوفي يعود لأكثر من 7 قرون في الصومال، فيما تنتمي الفصائل الأخرى المسلحة إلى المذهب السلفي، وثارت حفيظة الطرق الصوفية بعد حظر حركة الشباب الاحتفال بالمولد النبوي وقيامها بتدمير أضرحة مشايخها.