مصادر: الصدر أكد لوفدي الحكيم والمالكي ضرورة إشراك قائمة علاوي في الحكومة المقبلة

العبيدي لـ«الشرق الأوسط»: نشترط في رئيس الوزراء أن لا يكون مستفزا ومشدودا على الدوام

TT

تتوجه الأنظار السياسية هذه الأيام نحو التيار الصدري بعد أن حقق نجاحا مهما في الانتخابات النيابية التي جرت في السابع من الشهر الحالي أصبح بفضله الرقم المهم في معادلة الائتلاف الوطني العراقي بزعامة عمار الحكيم.

إلى ذلك، أكدت مصادر أن زعيم التيار، مقتدى الصدر، شدد على ضرورة أن تكون القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي «جزءا مهما» من الحكومة المقبلة.

وأكد المتحدث الرسمي باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أن الفكرة التي يتبناها التيار هي طرح عدة مرشحين من كل قائمة تريد ترشيح من يمثلها لرئاسة الحكومة، وعدم التمسك بمرشح واحد، خصوصا أن لدى التيار بعض التحفظات على عدد من المرشحين. وقال الشيخ صلاح العبيدي لـ«الشرق الأوسط» حول نية التيار التحالف مع أي من القوائم الفائزة في الانتخابات «نتبنى فكرة الطاولة المستديرة لجلوس القوائم الفائزة في الانتخابات البرلمانية من أجل تشكيل الحكومة المقبلة، ونرى أن التحالفات الثنائية لا تجدي نفعا في هذه المرحلة، ونعتقد أن حكومة الشراكة الوطنية هي الحل الأمثل لهذه المرحلة».

وبخصوص وجود خطوط حمراء على عدد من مرشحين، أكد العبيدي «الفكرة التي نتبناها هي طرح عدة مرشحين من القائمة التي تريد أن يكون رئيس الوزراء منها وعدم التمسك بمرشح واحد»، مضيفا: «لا نريد أن يكون هناك اصطدام مع شخصيات محددة، ونأمل أن يكون تعاونا جيدا من الجميع لتشكيل الحكومة المقبلة». ورفض العبيدي ذكر أسماء، موضحا: «ليس من المصلحة ذكر الأسماء التي نتحفظ عليها، وبشكل رسمي لم تعرض أسماء من قبل القوائم ولم يتم الجلوس إلى الطاولة المستديرة، ولم يتم رفع الأسماء التي يمكن أن تكون مرشحة بشكل رسمي من القوائم لرئاسة الوزراء». وفي إشارة ضمنية إلى المالكي، قال العبيدي: «لا نريد أن نسير باتجاه الشخصية الوحيدة والقائد الضرورة، وباتجاه من لا يوجد له بديل عند العراقيين الذين لديهم كفاءات كبيرة ممكن أن تقوم بهذا الدور».

وبخصوص التحالف مع القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي، قال العبيدي: «لا توجد لدينا خطوط حمراء على أي قائمة». وفيما يخص وجود ضغوطات على الائتلاف الوطني للتحالف مع ائتلاف دولة القانون بزعامة المالكي، قال العبيدي: «إلى الآن توجد مواصفات لكل قائمة من القوائم الفائزة لا توجد في القوائم الأخرى، ونعتقد أن هذه المواصفات يمكن من خلالها تشكيل حكومة الشراكة الوطنية»، مضيفا: «من هذه المواصفات القائمة العراقية لديها علاقات طيبة مع الوسط العربي، أما القائمة الكردستانية فلديها علاقات طيبة مع الوسط الأوروبي، وكذلك الائتلاف الوطني العراقي لديه علاقات طيبة مع تركيا وإيران، وهكذا نعتقد أن علينا الحفاظ على هذه المواصفات الجيدة لمصلحة الحكومة المقبلة وهي الأسلوب الأمثل».

وبخصوص ملف السجناء قال: «بالنسبة للتيار الصدري ليس الذي نتحدث عنه، ليس لأن هنالك سجناء صدريين بل هو ملف حقوق الإنسان، حيث عانينا في النظام السابق من هذا الملف، وما زلنا نعاني منه حتى بعد سقوط النظام السابق بسبب بوجود العقلية نفسها».. وفيما يخص مواصفات رئيس الوزراء المقبل لدى التيار الصدري، قال العبيدي: «الأمر الأول أن يعمل للعراق ولا يعمل لحزبه وقائمته فقط، أما الأمر الثاني أن يتحلى بروح أبوية في التعامل مع الموجودين ولا يكون مستفزا ومشدودا على الدوام، أما الأمر الأخير فهو التمييز من قبل الفريق الذي يديره رئيس الوزراء بين الحكومة وإدارة الدولة، أي الحكومة بمعنى المنصب السياسي وإدارة الدولة بمعنى مؤسسات الدولة، وعدم السيطرة على كل المؤسسات من خلال شخصيات غير مهنية وغير ذات كفاءة، وتقديم الولاء الحزبي، فهذا يعود بنا إلى المربع البعثي الصدامي، وهذا ما لا نرتضيه».

إلى ذلك، أكدت مصادر مقربة من الصدر أن الأخير أصر خلال مباحثاته مع وفدي ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، رئيس الوزراء، المنتهية ولايته، والائتلاف الوطني العراقي على أن يكون شخص إياد علاوي زعيم القائمة العراقية «جزءا مهما من الحكومة المقبلة»، وإنه لن يكون هناك اندماج بين الائتلافين بقدر ما هو تنسيق للمواقف تحت قبة البرلمان المقبل. وأكدت مصادر مقربة من ائتلاف دولة القانون والائتلاف الوطني العراقي أنه بعد عودة وفودهما من إيران جرت اجتماعات مكثفة ومتواصلة للتوصل إلى صيغة للتعاون بين الائتلافين وصولا إلى تشكيل الحكومة المقبلة. من جانبه أكد نصار الربيعي، القيادي في التيار الصدري، أن الاجتماعات ما زالت متواصلة، مشيرا في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن قيادة التيار «عازمة على تشكيل حكومة شراكة وطنية تمثل كل العراقيين لخدمتهم في المرحلة المقبلة».

إلى ذلك، لمحت مصادر في التيار الصدري إلى أن الصدر ربما سيصدر أمرا لأتباعه بإجراء استفتاء شعبي يشمل أنصار وأتباع التيار الصدري لتسمية رئيس الوزراء، للخروج من مأزق اختيار مرشح للمنصب. وذكرت المصادر لـ«الشرق الأوسط» أنه تم ترشيح قصي السهيل، القيادي في التيار، وجعفر باقر الصدر، عن ائتلاف المالكي، حتى الآن. وأنه سيصار إلى ترشيح أسماء أخرى خلال الأيام القادمة.